بن عياد بن عودة (اللاعب السابق لمولودية عيايدة): “عدتُ أقوى بعد الإصابة وأسعى لإيجاد نادي في الميركاتو”
في هذا الحوار نسلّط الضوء على واحد من الوجوه الصاعدة في كرة القدم الجهوية بوهران، اللاعب بن عياد بن عودة، الذي يخطو بثبات نحو تحقيق حلمه رغم التحديات. مسيرته بدأت من الفئات الصغرى وتواصلت عبر عدة أندية جهوية ترك فيها بصمته، إلى أن واجه إصابة مؤثرة قبل أن يعود أقوى من أي وقت مضى.بين الطموح والانضباط، وبين الحلم والواقعية، يتحدث بن عياد عن مسيرته، طموحاته، ورؤيته لكرة القدم الجزائرية الجهوية.
من هو بن عياد بن عودة؟ وكيف بدأت رحلتك مع كرة القدم؟
“أنا بن عياد بن عودة، لاعب كرة قدم شاب من ولاية وهران. بدأت رحلتي مع الكرة منذ الصغر في حيّنا، حيث كانت كرة القدم أكثر من مجرد هواية، كانت شغفًا كبيرًا. أول تجربة رسمية لي كانت مع نادي مولودية عيايدة في صنف البراعم، وهناك تعلمت أساسيات اللعبة والانضباط. ومنذ تلك اللحظة، أدركت أن كرة القدم ستكون جزءًا أساسيًا من حياتي.”
كيف كانت تجربتك مع الأندية التي لعبت لها حتى الآن؟
“كانت تجربة غنية جدًا، فقد لعبت لعدة أندية جهوية مثل وفاق عرابة، نادي بطيوة في الجهوي الثاني، فتح قديل، ووئام عين بية. كل تجربة كانت مدرسة بحد ذاتها، تعلمت منها أشياء جديدة سواء من المدربين أو من زملائي. كل فريق ترك فيّ بصمة، وساعدني على التطور من الناحية الفنية والبدنية وحتى الذهنية.”
ما المناصب التي تفضل اللعب فيها؟ ولماذا؟
“أفضل اللعب في وسط الميدان الدفاعي أو كظهير، لأنني أستمتع بالدور الذي يجمع بين الدفاع والبناء. أحب أن أكون قريبًا من خط الوسط لأتحكم في إيقاع المباراة وأساعد فريقي على التوازن بين الدفاع والهجوم. هذه المناصب تتطلب تركيزًا عاليًا، قراءة جيدة للعب، وانضباطًا تكتيكيًا، وهي صفات أعمل على تطويرها باستمرار.”
كيف تصف أسلوب لعبك داخل الميدان؟
“أسلوبي يعتمد على الجماعية قبل كل شيء. أحب اللعب المنظم الذي يقوم على التمرير السريع والتحكم في الإيقاع. أمتاز بالاندفاع البدني والقدرة على افتكاك الكرة دون ارتكاب أخطاء، وأحاول دائمًا أن أكون حلقة وصل بين الدفاع والهجوم.”
ما الصفات التي تميزك كلاعب داخل وخارج الملعب؟
“أعتقد أن أهم ما يميزني هو الجدية في العمل والانضباط داخل التدريبات والمباريات.لا أستسلم بسهولة، حتى عندما أواجه الصعوبات أو الإصابات. كما أنني أتعلم بسرعة، وأستمع للنصائح سواء من المدربين أو من اللاعبين الأكثر خبرة. خارج الملعب، أُعرف بهدوئي واحترامي للآخرين، وأؤمن أن الأخلاق هي أساس النجاح في أي مجال.”
حدثنا عن العروض التي تلقيتها من أندية الجهوي الثاني؟
“نعم، تلقيت عروضًا من بعض أندية الجهوي الثاني بعد نهاية الموسم الماضي.كانت هناك مفاوضات جدّية، لكنني فضّلت التريّث والتشاور مع عائلتي ومدربي. أؤمن أن القرار الرياضي يجب أن يكون مدروسًا، لأن الخطوة القادمة قد تحدد مسار مسيرتي القادمة، لذلك أتعامل معها بحذر وواقعية.”
ما الذي حدث أثناء إصابتك؟ وكيف كانت مرحلة العلاج؟
“قبل شهر من نهاية الميركاتو الصيفي، تعرضت لإصابة بتمزق عضلي نتيجة الإجهاد في التدريبات والمباريات المتتالية. كانت فترة صعبة جدًا، لأنني كنت في أفضل حالاتي البدنية.لكن الحمد لله، بفضل العلاج والمتابعة الطبية والدعم النفسي من العائلة، تعافيت بشكل كامل، وحصلت على الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات. كانت تجربة قاسية لكنها زادتني قوة وإصرارًا.”
كيف كان دعم العائلة والزملاء خلال فترة الإصابة؟
“كان دعمهم لا يوصف، صراحة. عائلتي كانت تتابعني يومًا بيوم، وزملائي كانوا يتواصلون معي دائمًا لرفع معنوياتي. الدعم النفسي هو أهم علاج لأي لاعب مصاب، وأنا ممتن جدًا لهم.هذا الموقف جعلني أُدرك قيمة الفريق والعائلة أكثر من أي وقت مضى.”
ما الهدف الذي تسعى لتحقيقه في الميركاتو القادم؟
“هدفي بسيط وواضح، أريد أن أنضم إلى نادٍ يمكنني من خلاله تطوير مستواي والمشاركة بانتظام في المباريات. الأهم بالنسبة لي هو البيئة المناسبة للعمل والاحتكاك بلاعبين أقوياء ومدربين يضيفون لي فنيًا.لا أبحث عن الأسماء الكبيرة بقدر ما أبحث عن المكان الذي يمنحني الفرصة للنمو الحقيقي.”
من هو قدوتك الكروية؟
“قدوتي هو اللاعب العربي ثابتي، نجم مولودية الجزائر.يعجبني التزامه وانضباطه التكتيكي، وكيف يجمع بين القوة والهدوء في الميدان. أحاول دائمًا أن أتعلم من طريقة لعبه وتمركزه وتحكمه في الكرة، وأتمنى أن أصل إلى مستواه في المستقبل.”
ما هو ناديك المفضل محليًا وعالميًا؟
“محليًا، مولودية الجزائر هو فريقي المفضل منذ الصغر. أما عالميًا، فأحب ريال مدريد لطريقة لعبه وشخصيته البطولية. يعجبني كيف لا يستسلم هذا النادي أبدًا، حتى في أصعب اللحظات، وهذا ما أحاول أن أطبّقه في حياتي كلاعب.”
ما أصعب لحظة مررت بها في مسيرتك حتى الآن؟
“بلا شك، كانت إصابتي الأخيرة. لأنني كنت في مرحلة تألق، وأي لاعب حين يُصاب في فترة جيدة يشعر بالإحباط. لكنني تعلمت منها درسًا مهمًا، الإصابات جزء من اللعبة، والمهم هو كيف تعود بعدها. الآن أنا أكثر نضجًا وثقة.”
ما النصيحة التي توجهها للاعبين الشباب؟
“أنصحهم بالصبر، ثم الصبر، ثم الصبر. الطريق ليس سهلاً، و النجاح لا يأتي بين يوم وليلة.يجب أن يكونوا منضبطين ويحترموا مدربيهم، وأن يثقوا بأن العمل الجاد دائمًا يؤتي ثماره، حتى إن تأخر.”
هل تفكر في الانتقال خارج الولاية مستقبلاً؟
“نعم، الفكرة واردة جدًا إذا وجدت العرض المناسب والظروف الملائمة.الانتقال إلى بيئة جديدة يمنحك خبرة إضافية ويخرجك من منطقة الراحة. المهم بالنسبة لي هو المشروع الرياضي وليس فقط اسم النادي.”
كيف تقضي وقتك خارج التدريب والمباريات؟
“أحب قضاء الوقت مع العائلة، ومشاهدة مباريات الدوري الجزائري والأوروبي لتحليل أداء اللاعبين والتعلم منهم. كما أمارس بعض التمارين الخفيفة للحفاظ على اللياقة، وأهتم كثيرًا بالتغذية والراحة.”
كلمة أخيرة توجهها للذين ساندوك في مسيرتك؟
“أود أن أشكر عائلتي على دعمها المتواصل، وزملائي في كل الأندية التي لعبت فيها، ومدربي الذين منحوني الثقة والتوجيه. كما أشكر كل من آمن بقدراتي في وقت الشدة.إن شاء الله القادم سيكون أفضل، وسأواصل العمل من أجل تحقيق أحلامي.”
حاوره:سنينة. م



