أمير خان .. الملاكم الذي واجه من يقف ضد الإسلام بالضربة القاضية
هي لحظات أشبه بضربة قاضية أو هدف ذهبي، قادرة على تغيير مجرى حياة أي شخص، تمنحه قوة وطاقة نور في أوقات عصيبة تكاد أن تعصف به، وفي ملاعب الرياضة هناك نجوم وأساطير، منهم من نشأ في ظل دين الفطرة وآخرون عادوا إليه بقناعة تامة، وما بينهما يبقى الإيمان والتسامح والهدف النبيل.
عقب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة العام الماضي، أرسل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، رسالة إلى 1000 شخصية بريطانية مسلمة يوضح فيها أن الإسلام “يمكن أن يكون جزءاً من الهوية البريطانية، كما أكد أن مسلمي بلاده يقومون دوماً بدور المدافع عن الإسلام الحقيقي بمبادئه السمحة، ويحاولون بما تيسر لهم من وسائل عدم ربط الإسلام بالإرهاب والعنف”.
من بين الشخصيات الـ1000 جاء الملاكم العالمي، أمير خان، أحد أبرز الشخصيات التي تفتخر وتعتز بدين التوحيد، يومها طالب بطل الملاكمة العالمي، المجتمع المسلم ببذل المزيد من الجهد من أجل مواجهة «التطرف» تلك الحالة البعيدة تماماً عن تعاليم الإسلام دين الفطرة، وسنة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم. هو أمير خان ملاكم بريطاني محترف من أصل باكستاني مواليد الـ8 من ديسمبر 1986، بطل العالم مرتين، أصبح في عام 2009 بطل العالم في الوزن الخفيف بعد أن استطاع هزيمة الملاكم الأوكراني، أندري كوتولينك، على حلبة مدينة مانشستر.
تطرف واتهام ومهاجمته لمن يقف ضد الإسلام
بُعيد ذلك الهجوم، واصل أمير خان تصريحاته من وجهة نظره الشخصية: أرى أن مسلمي بريطانيا يواجهون تحديات كبيرة أهمها نزوع بعضهم نحو التطرف، وأعتقد أن ذلك يستدعي مزيداً من الإدانات العلنية للتنظيمات الإرهابية القائمة تحت ستار الدين، واحذر من أن إحجام المسلمين عن ذلك سيضعهم في خانة الاتهام. كما أوضح لصحيفة «الأوبزرفر» اللندنية الشهيرة، أن ذهاب الشباب للقتال مع تنظيم الدولة يأتي نتيجة تعرضهم لعملية «غسيل دماغ»، داعياً المسلمين وقادتهم إلى الذهاب إلى المدارس وإقناع الشباب بأن هناك طرقاً إيجابية كثيرة لتمثيل بلادهم، مؤكداً أنه “لا دين ولا شرع يبرر قتل الأبرياء”.
كما هاجم خان «حزب الاستقلال» اليميني المتطرف في بريطانيا والمشكك دوماً في المهاجرين والمسلمين تحديداً، وقال: “أنا أكثر وطنية من أعضاء ذلك الحزب، ويكفي أنني أسهمت في رفع اسم بريطانيا عالياً في المحافل الدولية، في حين هم يتكلمون فقط ولا شيء آخر”.
تصريحات نارية دافع بها عن الدين والمعتقدات
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها أمير خان، بتصريحات تدافع عن دينه الإسلام، والذي يعتز ويفتخر بأنه جزء غالٍ من هويته، كما استعاد الملاكم البريطاني العالمي مع الصحيفة اللندنية الشهيرة، رحلة أدائه لمناسك الحج والتي زادته فخراً وعزة بدينه الإسلام، حيث يتساوى الناس هناك ويلبسون لباساً واحداً ويؤدون الشعائر ذاتها جنباً إلى جنب، كما أوضح مفتخراً أنه يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي فهو لا يشرب الكحول ولا يدخن. لم تكن الحياة وردية بالنسبة للملاكم البريطاني الشهير، فأصوله الباكستانية ودينه الإسلامي، كادا أن يخرجا به من السباق مبكراً، لولا إمكاناته الهائلة وثقته بنفسه الكبيرة، يحكي أمير خان عن تلك الفترة قائلاً: تعرضت للعنصرية البغيضة والتي كان هدفها النيل مني فقط لأنني مسلم ولست أبيض مثل سكان البلاد الأصليين، هنا العنصرية ضد السود والمسلمين أمر يجدونه طبيعياً، أما نحن فلن تعترف بذلك لأن ديننا العظيم يأمرنا بالخلق القويم والأفعال الطيبة، عن نفسي سأواصل مسيرتي ولن ألتفت لهم وسأرفع علم بلادي وسأبقى معتزاً وفخوراً بديني العظيم.
حياته الشخصية بعيدا عن الحلبة
ودّع الملاكم البريطاني الجنسية الباكستاني الأصل أمير خان العزوبية بزواجه من خطيبته فريال مخدوم في حفل شديد الخصوصية، وسخي جداً في مدينة نيويورك سيتي. وقد اختار العروسان فندق في حي مانهاتن الراقي مكاناً للحفل الذي تم يوم السبت. وعقد قران الملاكم صاحب الميدالية الأولمبية الذهبية أمير خان والطالبة الجامعية الباكستانية الأصل الأميركية الجنسية الجميلة فريال مخدوم أمام 400 مدعو الذين تمنوا لهم حياة زوجية موفقة. الطريف أنه لم تستطع أي وسيلة إعلام حتى هذه اللحظة الحصول على صور الزفاف الرائع. ولكن تسّربت أخبار من العرس أن العريس قام بأداء رقصة «بوليوودية» حماسية مع بعض أصدقائه، أقامت الصالة ولم تقعدها من شدة التصفيق والهتافات. أما حفل الزفاف فنقل عن قناة محلية أميركية بتكلفة بلغت مليون دولار، العجيب أن أمير خان وعروسه أقاما حفل زفاف آخر عقب أسبوع واحد فقط في مدينة بولتون البريطانية، حيث ولد وترعرع الملاكم العالمي وحضره حوالي 4000 شخص. وفي اليوم التالي لحفل نيويورك، كتبت العروس فريال على حسابها على تويتر، أصبحت بالفعل السيدة خان، ليلة أمس كانت كالحلم، رائعة بحق، وأود أن أشكر كل من شاركنا أفراحنا. والآن نحن جاهزان لزفافنا في المملكة المتحدة«.. يذكر أن أمير خان وفريدة، قاما بعمل “ليلة الحنّة” على الطريقة الباكستانية الإسلامية وهو تقليد تتبعه العروس في نقش يديها وذراعيها بالحنّاء. وتمتد قصة الحب التي جمعت بين الملاكم العالمي أمير خان مع مواطنته فريال، على مدى 18 شهراً بين الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت تُقيم فريال مع أسرتها حيث ولدت، وإنجلترا، وقد توجت العلاقة بالخطوبة الرسمية في يناير 2012 في حفل شهده نخبة الوسط الرياضي ونجوم الفن وتعدى عدد المدعوين. وقد أهدى أمير خان حبيبته فريال خاتم خطوبة من البلاتين والماس بقيمة 100 ألف جنيه استرليني. عقب الزواج، لم يخرج الملاكم البريطاني الشهير أمير خان من بؤرة اهتمامات الصحافة العالمية، فقد كشف تقرير لصحيفة “ميرور” البريطانية الشعبية، أن أمير خان، أنفق هو وزوجته مبلغ 100 ألف جنيه استرليني، حوالي 144 ألف دولار لإقامة حفل عيد ميلاد لابنتهما. وأفادت الصحيفة، بأن التحضير لحفل عيد الميلاد الثاني للطفلة “لامايساه”، والذي ضم 250 مدعواً، استغرق من الزوجة فريال ثلاثة أشهر. وتضمنت فقرات الحفل الذي أقيم في نادي بولتون واندريرز لكرة القدم، والذي يشجعه أمير خان، عروضاً لشخصيات أميرات والت ديزنيو بيبا، بالإضافة إلى كعكة عيد ميلاد ضخمة ولعبة دوامة الخيل الشهيرة في ملاهي الأطفال. يومها قال خان عن الحفل: “عندما دخلت، كان أول شيء قلته لقد قامت زوجتي بعمل رائع”، مضيفاً: “لقد كنت مشغولاً في التدريب عندما كانت تخطط لذلك، إلا أنى كنت في كل يوم أتلقى فيه فواتير كنت أفكر لماذا كل هذا المبالغ التي يتم صرفها؟” يومها تعرض أمير خان لحملة كبيرة اتهمته بالإسراف الشديد، خاصة أنه من الملتزمين دينياً وكان الأحرى به صرف هذه المبالغ في أوجه الخير حسبما قالت الصحف وقتها.
محطات في مسيرته
خسر خان مباراته أمام الملاكم المكسيكي بطل العالم للوزن المتوسط حسب تصنيف المجلس العالمي ساوول «كانيلو» ألفاريز بالضربة الفنية القاضية في الجولة السادسة. في عام 2003 استطاع أمير خان أن يفوز بلقب أفضل ملاكم هاو، كما فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد الناشئين في الولايات المتحدة الأميركية. شارك في أولمبياد أثينا 2004 بالرغم من أن عمره لم يتعدَ الـ 18 عاماً، واستطاع أن يصل إلى المباراة النهائية لكنه خسر أمام الملاكم الكوبي ماريو كنيد ونال الميدالية الفضية. تم توجيه تهمة من قبل المحكمة إلى الملاكم البريطاني العالمي أمير خان في عام 2007 بسبب قيادته المتهورة وإصابته أحد الأشخاص. من بين الشخصيات الـ1000 الذين وجهت لهم دعوة عقب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة العام الماضي، من قبل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون ليبينوا للناس حقيقة الإسلام السمحة.
نور الدين عطية
