الرابطة الثانيةالمحلي

بعد الجولة الثانية من عمر بطولة القسم الثاني  … مقصلة إقالات المدربين تنطلق

لم يكد يمضي أسبوعان على استئناف بطولة القسم الثاني لكرة القدم لنشاطه حتى بدأت ظاهرة إقالة المدربين من بعض النوادي التي تراجعت نتائجها فجأة، أو التي عجزت عن التدارك رغم توقف البطولة لمدة عام بسبب جائحة كورونا واستئناف البطولة بصيغة جديدة، خاصة بطولة القسم الثاني التي أصبحت مبارياتها مباريات كأس الجمهورية.

 بعض الأنصار طالبوا بتغيير المدربين محملينهم مسؤولية الإخفاق

كما عبرت جماهير بعض الأندية عن رغبتها في تغيير المدرب، ويبقى المدرب الحلقة الأضعف، حيث عادة ما يتم تحميله لوحده مسؤولية الإخفاق دون البقية من لاعبين ومسيرين وحتى جماهير غير منضبطة تشوش على ناديها من خلال العنف والضغط على اللاعبين، فيتم تقديم المدرب عادة من قبل رئيس النادي ككبش فداء وذلك لإسكات الانصار الغاضبين في ظل غياب جمعية من شأنها الدفاع عن حقوق المدربين التي كثيرا ما يتم هضمها.

 هزيمة شبيبة تيارت أمام جمعية وهران تقيل مشري

ومن بين المدربين الذين تمت إقالتهم مشري عبد الله مدرب شبيبة تيارت الذي سارعت هزيمة ناديه أمام جمعية وهران إلى إقالته بطريقة، رأى ابن وهران أنها غير لائقة. هذا ودائما ما كانت النتائج المقياس الوحيد في تحديد مستقبل المدرب من عدمه مع الفريق، وإقالة المدربين ترتبط بعدة عوامل أخرى منها مزاج المسؤولين، والخلافات مع اللاعبين والأهم ضغط الأنصار للمطالبة بالتغيير لتعلن هذه العوامل عن عدم مواصلة المدربين لمهامهم.

 الأندية تتسابق على التغيير الذي أصبحت نتائجه مضمونة

إن غالبية الحالات التي تمت فيها إقالة المدربين وإسناد المهمة لمدرب آخر كانت نتائجها إيجابية، وشهدت الفرق طفرة كبيرة وملحوظة، وهو الأمر الذي وعلى ما يبدو جعل من الأندية تتسابق على عملية التغيير التي أصبحت نتائجها مضمونة في مواجهة أي موقف صعب تتعرض له الفرق، خاصة  و أن التجارب السابقة أكدت على أن التغيير لمجرد التغيير كان مردوده إيجابي على الفريق و مضمونة مائة بالمائة ،ولهذا وجدت الأندية المجال مفتوحا أمامها لاتخاذ قرار الاستغناء عن المدرب ،لمجرد الشعور بأن الخسارة الأولى سوف تتبعها خسائر أخرى ولأن عملية التضحية باللاعبين غير ممكنة بل مستحيلة ،وكان لا بد من شخص يقوم بدور الضحية ويدفع الثمن، ولأن المدرب هو الخيار الأسهل لأداء ذلك الدور فلم يكن مستغربا أن يتم الاستغناء عنه وبأسهل من السهولة.

 أسباب الإقالات نفسية بحتة وبعيدة عن الجانب الفني

الوقائع التي أمامنا تؤكد أن قرار الإقالة لا علاقة له بالأسباب الفنية وليس لأن المدرب غير كفء أو ما شابه ذلك، والدليل أن كل المدربين الذين تمت إقالتهم أو قدموا استقالاتهم مؤخرا في الرابطة الأولى وحتى في المناسبات الماضية جميعهم من الكفاءات وأصحاب خبرة ميدانية ومعروفون على المستوى المحلي. وكشفت لنا الحالات التي تم فيها الاستغناء عن المدربين أن السبب الرئيسي لمثل تلك القرارات هو نفسي بحت، وبعيد كل البعد عن الناحية الفنية، لذا نجد أن التغيير في مثل تلك الحالات دائما تكون نتائجه الإيجابية مضمونة وهذا ما أثبته التجارب.

 العملية تحولت إلى قاعدة ثابتة في كل الأندية

المراقب لمثل تلك الحالات بإمكانه ملاحظة أن العملية تحولت إلى قاعدة ثابتة وأصبح معمولا بها من جانب كل أنديتنا بلا استثناء ،الكبيرة منها قبل الصغيرة والكل اعتبرها علاجا ناجعا تتسابق عليه الأندية بمجرد شعورها بالخطر، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية لأن التضحية بالمدرب ما هي إلا مسكن موضعي للألم ،وليس علاجا تاما للمرض الذي لا يمكن التعافي منه بنظام المسكنات الموضعية ،في حال ما أردنا فعلا الشفاء منه ،ولجوء أنديتنا إلى إرغام المدربين على تقديم الاستقالة لا يمكن أن يحل المشكلة الحقيقية التي لا علاقة للمدرب المقال فيها ،ورغم قناعتنا جميعا بتلك الحقيقة إلا أننا لا نزال نصر على أن يكون المدرب هو كبش الفداء ،لأن لكل ناد خصوصيته التي يجب مراعاتها في عملية اختيار المدرب المناسب الذي بإمكانه أن يحقق الاستقرار النفسي للفريق قبل الاستقرار الفني الذي يأتي في مرحلة لاحقة ،ويعد أسهل بكثير من الجانب النفسي الذي كان سببا في إقالة جميع المدربين الذين حكم عليهم بالإبعاد لأسباب ليست فنية.

إعداد: مهدي ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P