الأولىتحقيقات وروبورتاجات

“إنتخابات رئاسة الفاف” في غياب مرشح يلقى الإجماع … هل هو صراع ببرنامج تنافسي أم مجرد البحث عن الوصول للكرسي!

رغم أن تاريخ الجمعية الإنتخابية للفاف لم يتم تحديده بعد، إلا أن ذلك لم يمنع الراغبين في الوصول مبني دالي إبراهيم من أجل إعلان نواياهم في الترشح لخلافة الرئيس الحالي خير الدين زطشي الذي تتهاوى أسهمه بمرور الأيام، فمباشرة بعد وصول خبر رفض ملف ترشحه للمكتب التنفيذي للفيفا بسبب خطأ في ملأ الإستمارة، إستغل كل من محفوظ قرباج، وليد صادي والمورو الضربة التي تلقّاها الرئيس الفعلي لنادي بارادو للإعلان عن عزمهم في دخول معترك الإنتخابات القادمة وإزاحة الرجل الذي جيء به إلى الفاف ذات شهر من عام 2017.

بعد سنوات من الغياب عاد “قرباج” بطموح أكبر

أول المترشحين لرئاسة الفاف كان الرئيس السابق لشباب بلوزداد محفوظ قرباج والذي قاده تمرسه في النادي العاصمي لعدة سنوات صنع خلالها النجاح مع أبناء العقيبة أو هكذا يقال في معاقل السياربي، للوصول إلى رئاسة الرابطة المحترفة لكرة القدم التي كان أول من يرأسها، حيث فضل الرجل الإداري العودة للواجهة هذه المرة بطموح أكبر وهو الوصول لمبنى دالي ابراهيم، حيث تزامن توقيت إعلان نيته في الترشح مع الصفعة التي تلقاها زطشي من الفيفا التي رفضت ملف ترشح للمكتب التنفيذي. ورغم أن العديد من المتتبعين يرون أن عودته ما هي إلا رجوعٌ لحرس روراوة القديم، غير أن قرباج سرعان ما نفى ذلك ،إذ يراهن صاحب 63 سنة على داريته التامة بمحيط الكرة الجزائرية و العلاقات التي كونها مع أبرز الفاعلين  خلال توليه لدواليب الرابطة من أجل حشد أصوات الجمعية العامة للتصويت له ،ولو أن إتجاهًا آخرًا لا يتفق مع ترشح الرجل الذي يرتبط اسمه بالوجوه القديمة في وقت ينتظر المتتبعون أن تتغير الخارطة بمنح الفرصة لأسماء جديدة.

وليد صادي …الشاب الذي يرتبط إسمه بروراوة ماضيًا وحاضرًا

ثاني المترشحين وليد صادي الشاب الذي ظل بعيدًا عن الأضواء هو الآخر لسنوات، يريد العودة لمبنى الفاف هذه المرة لا كرجل ثاني ،بل كمسؤول أول يسير و يدير  الكرة الجزائرية بما كسبه من خبرةٍ خلال السنوات التي عمل فيها رفقة الرئيس السابق محمد روراوة ،إذ يُجمع الكثيرون على أن المستوى الإداري و التنظيمي الذي بلغه المنتخب الوطني خلال العهدة السابقة لمّا صار المنتخب في فترة  سعدان و حليلوزيتش يسيّر باحترافية عالية ضاهت الأندية الأوروبية الكبيرة ، يعود الفضل فيه إلى الذراع الأيمن لروراوة آنذاك ،و لعل توقيت إعلان ترشحه ، رسائله للوزارة و تحذيراته بخصوص تعديل قانون الجمعيات دلائل كافية  تجتمع لتؤكد أنه يبقى صاحب الحظ الأوفر لخلافة زطشي من بين المرشحين الثلاثة.

المورو يبحث عن صنع المفاجأة

ثالث الثلاثة ، محمد المورو الرئيس التاريخي لجمعية وهران الذي يعتبر ترشحه في حد ذاته مفاجأة ،فمقارنة بباقي المترشحين لم يصنع إعلان ترشحه أي حدث خصوصا و أن الكفة تميل و الحديث كثر عن زطشي ،قرباج وصادي الذين يملكون إنجازات ولو أنها تعد على أصابع اليد الواحدة لكنها تكفي للتفوق على رئيس لازمو الذي فشل في قيادة فريقه إلى تحقيق أي إنجاز رغم السنوات الطويلة التي قضاها على رأس هذا النادي العريق ،لكن ترشحه يبقى حقا مشروعا وهو الذي يريد إنهاء السباق هذه المرة حتى نهايته عكس ما حدث له سابقا عندما انسحب في اللحظات الأخيرة من انتخابات الرابطة و الإتحادية.

صفعات زطشي تتوالى وحديث عن عدم رغبته في الترشح لعهدة جديدة

و رغم أن بداية العد العكسي لانتخابات الفاف انطلق مع ظهور المترشحين الثلاثة ،إلا أن الرئيس الحالي خير الدين زطشي لم يحدد موقفه بعد بخصوص الترشح أو الإكتفاء بعهدة وحيدة يصفها العديد على أنها مليئة بالإخفاقات المتسلسلة و التي كان آخرها رفض ملف ترشحه للمكتب التنفيذي للفيفا بسبب قضية الإستمارة التي ساهمت في تراجع بعض الشعبية التي كسبها عقب فوز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا الذي يبقى الحسنة الوحيدة للرجل الذي وفّر كل الإمكانيات للخضر و منح الورقة البيضاء للناخب جمال بلماضي .حيث يؤكد العديد من المحسوبين على الرئيس الفعلي لنادي بارادو أن الأخير يتّجه للإعلان عن عدم ترشحه لعهدة جديدة خصوصا عقب الصفعة الجديدة التي جاءته هذه المرة من وزارة الشباب و الرياضة التي رفضت إجراء أي تعديلات على قانون الجمعيات ،و هي الخطوة التي كان يعول عليها الرجل للبقاء في مبنى دالي ابراهيم بما أنها كانت ستحرم أغلب المترشحين من دخول معترك الإنتخابات ،لكن القرار الذي جاء من الوزير خالدي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر زطشي.

بلماضي ” الورقة الرابحة” نأى بنفسه وبالمنتخب بعيدًا عن الصراع

ولأن جميع الأسماء التي تهدف للوصول إلى مبنى الفاف حاولت إستمالة الناخب الوطني والزج به في هذا المعترك الإنتخابي من خلال جلبه إلى صفها بطريقة أو أخرى وتجلى ذلك بشكل واضح، في تصريحات هؤلاء الذين كان حديثهم عن الإنتخابات القادمة لا يخلو من منتخب الخضر الذي وصفوه بالخط الأحمر، لكن الرد جاء سريعا من جمال بلماضي الذي وكعادته لا يخلو هو الآخر حديثه من لغة الخشب عندما دعا المترشحين إلى إبقاء إسمه بعيدا عن هذا الصراع.

نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P