مختلف الرياضات

رغم تطمينات الجهات الوصية .. استئناف محتشم لأنشطة قاعات كمال الأجسام بالعاصمة

شهدت الأيام الأولى لإعادة فتح قاعات الرياضة الخاصة عودة محتشمة للممارسين وعشاق التدريبات البدنية والبناء الجسدي، بعد غلق دام ستة أشهر بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19). فخلال جولة ميدانية قامت بها وكالة الأنباء إلى عدد من قاعات العاصمة، كانت أغلبيتها شبه فارغة باستثناء البعض منها التي عرفت إقبالا متوسطا. وكانت السلطات العمومية قد قررت غلق جميع قاعات الرياضة وتوقيف كل النشاطات الرياضية منتصف مارس الفارط على إثر انتشار فيروس كورونا، لتعلن الأسبوع الماضي أن يوم الثلاثاء 15 سبتمبر سيكون موعد إعادة فتح أبواب القاعات مع اشتراط تطبيق بروتوكول صحي للوقاية من الإصابة بالعدوى. وفي الوقت الذي رفض فيه البعض من مسيري القاعات الإدلاء بأي تصريح، قبل البعض الآخر الحديث عن أجواء العودة إلى التدريبات البدنية وعن الإجراءات المتخذة لترسيم “حياة” جديدة داخل كل قاعة عملا بالبروتوكول الذي فرضته السلطات الصحية.

تقليص عدد المنخرطين والاختصاصات واتفاق على عدم رفع التسعيرات

وأرجع أصحاب القاعات هذا “الغياب” إلى بعض الأسباب التي وصفوها ب “المنطقية”، معتبرين أن ذلك يعود بالأساس إلى تخوف الممارسين من الإصابة بالفيروس. أول وجهة كانت إلى قاعة “سيلفيد” برياض الفتح (المدنية)، حيث عبر صاحبها، مولود، عن ارتياحه “الكبير” لقرار الحكومة بإعادة فتح القاعات على الرغم من كل الشروط المملاة في البروتوكول الصحي. وصرح قائلا: “تضررنا كثيرا من التوقف لأن الفترة كانت طويلة، لكن مع سماعنا قرار الفتح مجددا، شعرت بارتياح كبير لأن طول المدة أثر علينا. بعد السماح بفتح القاعات أعلنا عن ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسررت كثيرا باتصالات الراغبين في العودة”. وأكد مولود أن الآراء لا تزال متباينة حول العودة الفعلية، “فهناك من هو مستعد لذلك وهناك من لا يزال مترددا، وجزء آخر فضل التريث لأسبوعين”. كما أفاد أن عدد المنخرطين “سيتقلص إلى النصف، فإذا كنا نتدرب بحوالي 30 شخصا خلال الحصة الواحدة، سينزل العدد إلى 15 فقط. اليوم الاول لم يشهد حضور سوى خمسة منخرطين”، مشيرا أنه “تم تخفيض الاختصاصات إلى ثلاثة وهي: فيتنس، تقوية العضلات وسبيلينغ (دراجات ثابتة)”. وعلى نفس الرأي سار رياض، مسير قاعة “مايا جيم لاند” بحسين داي، مؤكدا أن “البدايات جاءت محتشمة بسبب مدة التوقف الطويلة إثر الجائحة، أما عدد المسجلين فقد كان قليلا نوعا ما، وهذا أمر يمكن تفهمه”. وأضاف: “انحصرنا في اختصاصين أو ثلاثة فقط، مع منع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة من الدخول عملا بالبروتوكول الصحي”. قاعة “فيتنس دريم” بالقبة كانت الوجهة الثالثة، حيث أكد مسيرها، عمر، قائلا: “من الطبيعي أن يكون الاقبال ناقصا لأنها العودة، فهناك من لم يستعد لذلك والباقي لا يزال متخوفا من الإصابة بالداء”. وتابع: “هناك من جاء ليتدرب ورفضناه بسبب الإجراءات الجديدة سيما من خلال اشتراط الشهادة الطبية. وسيتم تقليص العدد إلى النصف لدى الجنسين، عملا بالبروتوكول الصحي”.

احترام “صارم” للبروتوكول الصحي

وأجمع أصحاب بعض العينات من القاعات الرياضية بالعاصمة أنهم يطبقون البروتوكول الصحي بحذافيره، وأن أي إخلال به ينجر عنه عدم السماح بدخول المنخرط. وقال مسير قاعة “سيلفيد” أن “البروتوكول يقتضي تفادي التجمع مع احترام المسافة بين كل ممارس. كما نقوم بتعقيم القاعة والمعدات بعد كل حصة، وتركنا بين كل حصة وأخرى فترة 20 دقيقة بهدف التعقيم”. وتشترط القاعات أيضا أن يأتي الرياضي ببساط تدرب خاص به، وحتى أحذية الرياضة يرتديها لحظة وصوله. وأفاد مسير “مايا جيم لاند”: “صحيح أن التدرب يكون دون ارتداء كمامة، لكن لا يحق للممارسين الدخول إلا بإذن المدرب الذي يقوم بإدخالهم وفق العدد المسموح به، مع التركيز على التباعد خلال التدريبات وتوفير المعقمات في كل زوايا القاعة لتنظيف المعدات عقب استعمالها فورا”. وحسب المتحدث، “سيتم السماح ل 12 شخصا فقط بالتدرب معا على مساحة تفوق 200 متر مربع، وكل واحد يتمرن على مساحة أربعة أمتار مربع، مع إلزامه بإحضار منشفة خاصة من البيت”. نفس الشيء بالنسبة لقاعة “فيتنس دريم”، حيث يقول مسيرها: “عقمنا كل المعدات وكل منطقة مخصصة للتدريب تبتعد عن الأخرى بأكثر من متر ونصف. أما من ناحية اللباس، فألزمنا الرياضي بإحضار القفازات. كما يمنع استعمال الحمامات مع غلق غرف تغيير الملابس. وتقاس درجة الحرارة بجهاز خاص قبل الدخول للتدريبات، مثلما هو منصوص عليه في ذات البروتوكول”. وأوصى مسيرو القاعات، الأشخاص الراغبين في العودة الى التمرينات بضرورة توخي الحذر من خلال احترام البروتوكول الصحي بشكل “صارم”، تفاديا لأي إصابة بعدوى الفيروس سريع الانتشار. وأجمع كلهم على وجوب الصرامة “مع من لا يحترم البروتوكول ومن يخرقه فسيغادر القاعة فورا لأنه يعرض الجميع لخطر الاصابة بالعدوى”.   وعبروا عن تمنيهم أن “يتقيد الزبائن بالشروط الصحية في القاعة، ومن يريد العودة الى الرياضة فمرحبا به لكن من يشك في نفسه فعليه عدم المجيء حفاظا على نفسه والآخرين وعليه التوجه مباشرة لإجراء الكشف الطبي”.

بن حدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P