قرعة كأس العالم 2026 … الخضر في مواجهة الأرجنتين، النمسا و الأردن
تعرف المنتخب الوطني الجزائري، أمسية الجمعة، على منافسيه في نهائيات كأس العالم 2026، بعد أن أفرزت قرعة الدور الأول، التي احتضنها مسرح جون كينيدي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عن وقوع أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في المجموعة العاشرة رفقة ثلاثة منتخبات تحمل قصصًا ورهانات مختلفة: الأرجنتين، النمسا، والأردن. مجموعة تجمع بين واقع القوة، ورائحة التاريخ، وطموح المستقبل.
الأرجنتين… مواجهة حامل اللقب
جاءت القرعة لتضع المنتخب الوطني في مواجهة مباشرة مع الأرجنتين بطلة العالم في قطر 2022، في اختبار هو الأصعب بلا شك على رياض محرز ورفاقه. مواجهة من هذا الحجم تمنح “الخضر” فرصة لمقارعة أحد عمالقة الكرة العالمية، وتقديم صورة مختلفة عن منتخب عاد بقوة إلى الواجهة بعد غياب عن آخر نسختين من المونديال. وبالنسبة للجمهور الجزائري، فإن مواجهة منتخبات كبيرة ليست مصدر تخوّف بقدر ما تُعد مساحة لإظهار شخصية المنتخب الوطني، الذي اعتاد عبر تاريخه على تقديم أفضل مستوياته أمام الكبار، كما حدث في مواجهة ألمانيا سنة 2014، أو إنجلترا سنة 2010. وجود منتخب من قيمة “التانغو” في المجموعة العاشرة قد يبدو عقبة، لكنه في الوقت نفسه يمثل حافزًا يدفع المنتخب الوطني إلى لعب دور “المفاجأة”، وهي الصفة التي التصقت بالخضر في عدة محطات مونديالية سابقة.
النمسا… ذاكرة 1982 تعود من جديد
أما ثاني المنافسين، النمسا، فهو المنتخب الذي يحمل اسمه رمزية خاصة في ذاكرة الجزائريين. فالمواجهة تعيد إلى الأذهان ما بات يُعرف في تاريخ المونديال بـ فضيحة “خدعة خيخون – 1982”، حين لعبت النمسا وألمانيا الغربية مباراة خالدة في الجدل وأقصت “الخضر” من الدور الأول رغم تحقيقهم فوزين تاريخيين. هذه العودة إلى الماضي تضفي على مواجهة الجزائر والنمسا في مونديال 2026 طابعًا ثأريًا معنويًا، ليس لأن الجيل الحالي يعيش تلك الذكريات، بل لأنها راسخة في الوجدان الكروي الجزائري. ومهما حاول المراقبون الفصل بين الماضي والحاضر، فإن الجماهير ترى في هذا اللقاء فرصة رمزية لتصحيح التاريخ وإعادة كتابة صفحة جديدة أمام منتخب كان جزءًا من أسوأ لحظة ظلم كروي تعرض له “الخضر”. من الناحية الفنية، تبقى النمسا منتخبًا أوروبيًا منظمًا وواقعيًا، ما يجعل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصًا مع تطور مستوى المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة.
الأردن… مواجهة عربية بطموحات مشتركة
أما المنتخب الثالث، الأردن، فهو منافس يعرف جيدًا الكرة العربية، ويملك طموحات كبيرة بعد التطور اللافت الذي حققه في السنوات الماضية. ورغم أن المقارنة التاريخية تميل لصالح المنتخب الجزائري، إلا أن مباريات المنتخبات العربية في كأس العالم غالبًا ما تحمل طابعًا خاصًا، تجمع بين الحذر، الطابع التكتيكي، والحماس الجماهيري.
الجزائر تعود إلى المونديال بروح جديدة
القرعة جاءت في لحظة استعادة المنتخب الوطني لمكانته القارية، بعد أن ضمن تأهله إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، عقب تصدره مجموعته في التصفيات برصيد 25 نقطة وبفارق مريح عن أوغندا. مشاركة تأتي بعد غياب عن نسختي روسيا 2018 وقطر 2022، ما يجعل هذه العودة ذات قيمة معنوية كبيرة بالنسبة للجماهير الجزائرية و المنتخب الوطني الذي يعيش أحد أكثر الفصول استقرارًا في مسيرته، فيما سيكون قائد الجيل الجديد رياض محرز في اختبار عالمي، و يسعى بيتكوفيتش إلى تقديم منتخب قوي تكتيكيًا وقادر على مجاراة المدارس الكروية الثلاث التي سيواجهها: اللاتينية، الأوروبية، والعربية.
مصطفى خليفاوي




