ألعاب البحر المتوسط 2022

الدورات الكروية الرمضانية تمنح دفعا قويا للترويج للألعاب المتوسطية

تكتسي دورات كرة القدم الجوارية التقليدية التي تنظم في وهران خلال شهر رمضان المبارك طابعا خاصا هذا العام، بالنظر إلى أنها فرصة للترويج للدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، المبرمجة هذه الصائفة بالباهية وهران كما يعلم الجميع. ويعيش هواة الرياضة الأكثر شعبية بعاصمة غرب البلاد منذ بضعة أيام أجواء متميزة بفضل إطلاق العديد من دورات كرة القدم في الملاعب الجوارية بمختلف بلديات الولاية. ومع اقتراب موعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط 25 جوان الى 6 جويلية 2022، يحاول العديد من الفاعلين في المجتمع المدني المساهمة على طريقتهم في الترويج لهذه التظاهرة الرياضية الكبيرة خلال هذه السهرات الرمضانية. هذا الأمر ينطبق على جمعية “منار الباهية”، التي أطلقت بداية الأسبوع الماضي حملة كبيرة للترويج للألعاب المتوسطية انطلاقا من الملاعب الجوارية لحي فلاوسن ببلدية وهران. وتميز حفل الافتتاح بحضور السلطات المحلية ممثلة بمسؤولي البلدية والمجلس الشعبي الولائي، وعلى رأسهم رئيسه السيد شلابي بالإضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة في كرة القدم الوهرانية، على غرار اللاعبين الدوليين السابقين عبد الله مشري ومراد مزيان وداود سفيان. هذه الدورة، التي شارك فيها العديد من اللاعبين الحاليين والسابقين، هي، بحسب منظميها، فرصة لتوعية وتحسيس شباب وهران بأهمية الألعاب المتوسطية القادمة وتشجيعهم على المساهمة في إنجاحها. كما أنها تندرج أيضا، وفق المصدر نفسه، في إطار تطبيق توجيهات السلطات العمومية المتعلقة بدعم المجتمع المدني للحدث الرياضي الذي تنظمه الجزائر للمرة الثانية في تاريخها. لتليلها أيضا دورة كروية ببلدية الكورنيش الوهراني على مستوى الملعب الجواري حي حنصالي لحسن ببلدية مرسى الكبير دائرة عين الترك بوهران، والتي ستستمر إلى غاية نهاية شهر رمضان المعظم، بمشاركة فرق من أحياء البلدية مدعمة بلاعبين حاليين وسابقين لمختلف الأندية المحلية، وذلك من تنظيم لجنة الشؤون الثقافية والرياضية لبلدية مرسى الكبير. والتي عرفت حضور رئيس دائرة عين الترك ملوك عمار، ورئيس بلدية عين الترك زواوي يحيوش، والنائب البرلماني قادة نجادي، وكذا السلطات المحلية لبلدية مرسى الكبير وعلى رأسهم رئيس البلدية محمد سوالمي.

الملاعب الجوارية تتزين بالألوان المتوسطية

أعلام و لافتات الترويج للطبعة 19 للألعاب المتوسطية 2022 , كانت حاضرة في الافتتاح ببلدية مرسى الكبير بدورها، وهي دورة أخرى في كرة القدم تجمع حوالي عشرين فريقا من مختلف أحياء عاصمة الغرب الجزائري. حيث نظم هذا الموعد تحت رعاية السلطات المحلية لبلدية مرسى الكبير ودائرة عين الترك، والذي استقطب عددا كبيرًا من المتفرجين. كما يمثل إشارة انطلاق برنامج ثري للأنشطة الرياضية والفنية والثقافية المبرمجة على مستوى الشريط الساحلي الوهراني بهدف الترويج للنسخة القادمة للألعاب المتوسطية بأفضل طريقة ممكنة، يقول رئيس الدائرة عمار ملوك. ومن بين الوجوه الرياضية البارزة التي تشارك في هذه الدورة يمكن ذكر بطل الجيدو الجزائري فتحي نورين، الذي أوقفه الاتحاد الدولي لهذه الرياضة لمدة عشر سنوات منذ دورة الألعاب الأولمبية السابقة في طوكيو، حيث تحول بالمناسبة إلى لاعب كرة قدم. وصرح نورين في هذا الشأن: “نحن جميعا هنا لتشجيع هذه النوع من المبادرات التي تهدف إلى الترويج للألعاب المتوسطية. كل شيء يسير على ما يرام، كما يتضح من حفل الافتتاح الناجح للغاية”. ولم يتردد نورين في إطلاق تحدي بلوغ النهائي: “شخصيا أعد كل من يتابع هذه الدورة برؤيتي فوق الميدان خلال المباراة النهائية. من جهتهم، أكد المنظمون بأن هذه المبادرة تعد ”خطوة عملية جاءت بعد الاجتماع الأخير مع رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمان حمزاوي، إذ و من خلال هاته الدورات الكروية الجوارية، يكون العمل الميداني لتحسيس الشباب والجمعيات بضرورة مواكبة الحدث الرياضي المتوسطي الهام الذي ستشهده وهران الصيف القادم.” وتزينت ملاعب وهران الجوارية التي تستضيف دورات كرة القدم في كل مكان ضمن حملات الترويج للعرس الرياضي المتوسطي جميعا بلافتات الألعاب، في أجواء احتفالية رائعة تطبع سهرات الشهر الكريم، وهي الأجواء المرشحة لأن ترتقي أكثر مع وصول المنافسات إلى أدوار متقدمة. مثل هذه الأجواء، تمنح دفعا قويا للحملة الترويجية للحدث الرياضي المتوسطي، الذي بدأ عده التنازلي لـ 100 يوم عن انطلاقه في 17 مارس، وهو التاريخ الذي كان حافلا بالنشاطات الفنية والثقافية المختلفة بوهران إيذانا بدخول المدينة المنعرج الحاسم في التحضير للحدث الرياضي الجهوي الذي سيستقطب قرابة 5.000 رياضي ورياضية ممثلين ل26 دولة يتنافسون في 24 اختصاص رياضي. ويستغل شباب وهران الفرصة للجمع بين المتعة والترويج للموعد المتوسطي، من خلال إحياء أمسيات كرة القدم الرمضانية التي حرموا منها خلال العامين الأخيرين بسبب الأزمة الصحية العالمية، مع خلق أجواء خاصة بنكهة مسبقة عن الأجواء المنتظرة خلال العرس المتوسطي. فيما أكد اغلب اللاعبين، بأن الغاية من هذه التظاهرة ماهي إلا تخفيف من الضغوطات اليومية، سواء تلك المتعلقة بالصيام أو العمل لا أقل ولا أكثر، لأن العقل السليم في الجسم السليم، ليختتم قوله في الأخير، بأن الفوز يعود للروح الرياضية بين الفرق المشاركة في هذه الدورة. حيث أصبحت دورات كرة القدم ما بين الأحياء التي تنظم كل شهر رمضان الكريم، فرصة ملائمة للتسلية وأيضا لتعزيز أواصر الأخوة وتوفير إطار للصداقة بين المشاركين، حيث أن هذه الدورات التي تجمع ليس فقط الشباب ولكن أيضا الكهول المهيكلين ضمن فرق تمثل أحياء مختلف مناطق مدينة وهران والتي تتابعها جموع غفيرة من عشاق الساحرة المستديرة، أصبحت من سنة إلى أخرى تقليدا رمضانيا مدرجا ضمن يوميات الوهرانيون.

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P