تعد من أهم موارد الدخل في العالم .. السياحة الرياضية…النشاط المنسية في الجزائر

السياحة الرياضية تعني السفر من مكان إلى آخر داخل الدولة وغيرها من أجل المشاركة في بعض الدورات والبطولات أو من أجل الاستمتاع بالأنشطة الرياضية المختلفة والاستمتاع بمشاهدتها. ولذلك فالسياحة الرياضية هي نوع جديد ينحدر من كلا الناحيتين: الناحية السياحية والناحية الرياضية، بالنسبة للناحية السياحية فهو طريقة جديدة لجدولة السياحة ولكن بشكل رياضي. ذلك أن القيام بجولة سياحية في بلد ما تعني الذهاب إلى ذلك البلد وزيارة الأماكن التاريخية والحديثة والتقنية والجميلة فيه، أما بالنسبة للسياحة الرياضية، فهي تعني الذهاب إلى بلد ما للقيام بممارسة نوع معين من الرياضة إما أنها موجودة فقط في ذلك البلد أو ما يشابهه، أو بسبب الرغبة في الذهاب إلى هذا البلد أولا، بسبب أنه هو البلد المختار للسياحة، وثانيا للعب وممارسة الرياضة المطلوبة في نفس البلد. وقد ظهر هذا النوع من السياحة وانتشر في كثير من الدول، خاصة الدول المتقدمة ذات المستوى المعيشي المرتفع، بالإضافة إلى توافر المنشآت الرياضية من ملاعب وأدوات وغير ذلك من مقومات السياحة، وتتمتع هذه الدول بمقومات عديدة للسياحة مثل الطقس المناسب لممارسة الألعاب والرياضات المختلفة والقرى الرياضية والأولمبية والسواحل والموقع الجغرافي الذي يتوسط الكثير من الدول المحبة لهذه الرياضات.

السياحة الرياضية حل رياضي و إقتصادي فعال

إن السياحة الرياضية أصبحت النمط السياحي الأكثر جاذبية عالميا للمستثمرين والسياح في نفس الوقت ،حيث تشهد أهمية متزايدة نظرا لدورها الكبير في دعم اقتصاديات الدول وذلك بتوفير فرص العمل وتوفير الفوائد الغير ملموسة، وتنظم سنويا في الكثير من مناطق العالم تظاهرات رياضية كبرى هدفها الظاهري رياضي لكنها في جوهرها تستهدف الترويج السياحي والدعاية الجماهيرية والإعلامية للمكتسبات السياحية، وتعتبر الدورات الأولمبية والبطولات العالمية لكرة القدم والبيسبول وسباقات الدراجات الهوائية وسباقات السيارات ،دليلا كبيرا على قدرة الدول المنظمة على استغلال الأحداث الرياضية لتنمية وتطوير السياحة الداخلية والخارجية، والجزائر من الدول التي تملك ثروات هائلة فيما يتعلق بتطوير هذا القطاع المربح والتخلي عن تبعية المحروقات كمصدر لتمويل اقتصادها، بحيث هناك مبادرات  باقتراح السياحة الرياضية كتخطيط سياحي من أجل تنمية الاقتصاد الوطني الجزائري.

أنواع السياحة الرياضية

السياحة الشاطئية :وتنتشر هذه السياحة في البلدان التي تتوافر لها مناطق ساحلية جذابة و بها شواطئ رملية ناعمة ومياه صافية خالية من الصخور، وتوجد في الكثير من بلدان العالم مثل دول حوض البحر المتوسط .وتعتبر على المستوى الدولي في أغلب الدول قاعدة النشاط السياحي نظرا للتدفقات الهائلة التي يجلبها، إضافة إلى المزايا الاقتصادية والمالية المتولدة عنه، فهو يمثل 80% من الطلب السياحي الدولي. سياحة الرياضة البحرية :ويعتمد هذا النوع من السياحة على وجود الماء (البحار أو البحيرات)، تتفاوت المدة التي يقضيها السائح في ممارسة الرياضات البحرية المختلفة مثل: الصيد البحري، سباق اليخوت أو القوارب، أو الغوص. السياحة الجبلية:منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ شكله المعاصر، اكتشف الرواد فضاءات متميزة لممارسة السياحة الجبلية مثل التزحلق على الثلج وتسلق الجبال والتخييم. السياحة الصحراوية:من بين أهم الأنشطة الرياضية التي تساهم في الترويج للسياحة الصحراوية كركوب الدراجات الرباعية والسيارات رباعية الدفع وسباق الخيل و التزحلق على الرمال . رياضة القفز بالمظلات:ويعتبر من أجمل الألعاب الهوائية وإحدى أشهر الفعاليات التي تقام في المواسم الصيفية في المناطق الصحراوية حيث يقوم الزوار بالمبيت في الصحراء والاستمتاع بمغامرة الهبوط المظلي من فوق الصحراء والهبوط المظلي أو الباراشوت يتميز بالأمان والسهولة ، حيث يتم القفز من على الطائرة بصحبة أحد المظليين المحترفين الذي يقوم بالتحكم الكامل أثناء عملية الهبوط.

معيقات إنتشار السياحة الرياضية في الجزائر

تتمثل أهم العراقيل التي تعيق السياحة الرياضية في الجزائر فيما يلي : عدم وجود خطة رياضية تروّج لكل مقصد سياحي مستهدف ،  ضعف التنسيق بين القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية والاتحادات الرياضية، دور «مشاهير الرياضة المحليين» هامشي في البرامج الترويجية للسياحة،  غياب الأثر الاقتصادي في دراسات السياحة الرياضية عربياً،  ندرة استضافة البطولات الدولية، وغياب التركيز على الألعاب التي تهمّ السائح الأجنبي، وإن كانت غير مشهورة محلياً، عدم وفرة المنشآت الرياضية القادرة على جذب نجوم الرياضة العالمية،  التركيز على دعم السياحة بقطاعات أخرى، واعتبار الرياضة عاملاً ثانوياً،  افتقاد الجودة والنوعية في التنظيم بجوار المواقع الأثرية، وضعف مراكز خدمة الجمهور، قلة الأفكار المبتكرة بربط المعالم السياحية بالسائح الرياضي، و ضعف التسهيلات الإلكترونية لغياب صفحة تكفل للزائر حجز الفندق وحجوزات الطيران وتذاكر الأحداث الرياضية دفعة واحدة.

التفكير في استغلال السياحة الرياضية بات حتميا

السياحة الرياضية من أهم أنواع السياحة التي تساهم بشكل فعال في تنشيط حركة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية، وبالتالي رفع مستوى الاقتصاد عن طريق إقامة البطولات والمسابقات الرياضية، لجذب أعداد كبيرة من السائحين بغرض المشاركة السلبية أو الايجابية في هذه المناسبات أو البطولات الرياضية. وفي الوقت الحاضر لم تعد السياحة تقتصر على زيارة الآثار القديمة التي خلفها الأجداد، لكن بدأ هناك اتجاه عالمي جديد لربط السياحة بالرياضة بما يحقق خدمة كلاً منهما للآخر، فأغلبية الناس يفضلون قضاء الإجازات ووقت الفراغ في ممارسة أو مشاهدة أوجه النشاط الرياضي في الدول المتقدمة، و تعرف انجذاب الملايين من الناس إليها عبر مختلف قارات العالم مما يجعل السياحة الرياضية كواحدة من أهم مصادر الدخل الاقتصادي في العالم.

إعداد : سنينة مختار