تحقيقات وروبورتاجات

الشركات الرياضية … هل تحولت من “طوق النجاة” إلى المتسبب الرئيسي في المعاناة؟ !

في ظل اتساع الهوة على مستوى البطولة الجزائرية بين تلك الأندية التي أصبحت تمول من طرف شركات عمومية، تلك الشركات التي حولت واقع بعض الفرق من اللعب على البقاء إلى المنافسة على الألقاب ولو محليا، باتت الأصوات ترتفع بشكل يومي للمطالبة بالتساوي وجعل كل الفرق في ميزان واحد، خاصة وأن بعض الفرق لم تقدم للكرة الجزائرية أي إضافة رغم امتلاكها للدعم منذ سنوات عكس أخرى أصبحت تصارع من أجل تفادي الاندثار..

بطولة عاجزة وفرق مفلسة دون دعم الدولة 

سبق للعديد من الفرق الجزائرية أن هددت بالإضراب حين طالب رؤساؤها، بتدخل الدولة لإنقاذ فرقهم، وهي في الحقيقة لإنقاذ رؤوسهم، والبقاء أكثر في تسيير هذه النوادي بمال الدولة، كما أراد البعض أن يوهم به الرأي العام الرياضي، فكل الأندية مفلسة، حتى إن بعضها لم يفتح إلى حد الآن رأس مالها، والفرق التي فتحته لا تستطيع مسايرة الأوضاع، وهذا في الرابطتين الأولى والثانية على حد سواء، فالتسيير عشوائي لدى بعض الرؤساء الذين يجلبون لاعبين بمئات الملايين شهريا، ويشتكون من جهة أخرى، من الشح المالي، لهذا أقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، على وضع مشروع جديد خاص بالاحتراف، من خلال وضع 18 فريقا محترفا فقط بداية من الموسم القادم وفقا لشروط، ومن لا يواكبها سينزل إلى الرابطة الثانية الهاوية.

الصراع بين الشركة الرياضية والنادي الهاوي يفسر كل شيء 

إن كان معظم أنصار الفرق الوطنية يحلمون بشركة كبيرة تسير فريقهم فإن العكس تماما ما يطمح اليه بعض الرؤساء، برفضهم فتح رأسمال الشركات الرياضية ذات الأسهم، على غرار ما يحدث مع عدة رؤساء في الرابطتين الأولى والثانية حين تقننوا في اللعب بالثغرات القانونية في كل مرة ويتهربون من الأمر، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ما الذي تستفيده هذه الشركات من شرائها أغلبية أسهم النوادي؟ ليس لأن هذه الفرق لا تسوق لأي منتوج لهذه الشركة، وليس لأنها لا تقدم شيئا للكرة الوطنية، وليس لتفضيلها لفريق عن آخر، ولعل عدم قدوم الشركات الخاصة يوضح كل شيء لأن هذه الشركات تبحث عن الفائدة والمقابل.

معظم الشركة المالكة للأندية تعتمد على دعم الدولة 

قد يتساءل البعض إن كانت الدولة تمنح دعمها للفرق التي تسيرها شركات وطنية، بما أنهم من قطاع واحد، الإجابة بنعم لأن فرق كشباب بلوزداد، واتحاد العاصمة وشباب قسنطينة تتلقى الدعم من الولاية ومديرية الشباب والرياضة، ولذلك فإن اعانات الدولة لا تلعب دور الشركة وقد تلقى هذه الفرق دعما من الدولة أكثر ممن تتلقاه فرق ليس لديها شركة كاتحاد الحراش، جمعية عين مليلة، شباب عين تيموشنت والقائمة طويلة.

هل حان الوقت للإصلاح الرياضي على مستوى أندية كرة القدم؟

في ظل المشاكل التي باتت تتخبط فيها حتى تلك الفرق المملوكة من طرف شركات الدولة ،خصوصا ما حدث مؤخرا مع فريقي شباب قسنطينة و إتحاد العاصمة اللذان عاشا صيفا ساخنا ليس بسبب الأزمة المالية بل على عكس ذلك تماما فإن الصراع كان حول من يستفيد من تلك الملايير و من يتصرف فيها، ذلك ما جعل بعض المتتبعين يؤكدون أن السلطات العليا في البلاد تعتزم اجراء تغير جذري في تسير البطولة الوطنية، يقوده الرئيس الجديد الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهذا في ظل تبديد الأموال من جهة، ومن جهة أخرى سوء التسيير وتراجع مستوى البطولة مقارنة بما كانت عليه في عهد الإصلاح الرياضي عندما كانت أندية النخبة تحت وصاية الشركات الوطنية، هذا الاصلاح الرياضي الجديد سيكون شبيها بإصلاح السبعينات في برنامج وزارة الشباب والرياضة، وذلك بعدما تدفع ملاك هذه المؤسسات لشراء أغلبية أسهم الفريق المستهدف، سواء بالشركات الخاصة أو العمومية والتحكم في نفقات الأندية.

نور الدين عطية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P