الأولىتحقيقات وروبورتاجات

العنصرية تفسد جمال كرة القدم

كان النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم نادي ريال مدريد الإسباني، مفتاحا لفصل جديد من الإهانات العنصرية والأزمات غير الرياضية التي تطل عبر ملاعب كرة القدم بين حين وآخر، وما حدث في ملعب الميستايا في مدينة فالانسيا الإسبانية كان الفكرة التي أفاضت الكأس المرّ الذي كان يتجرعه في كل ملعب إسباني يتنقل إليه ليلعب كرة القدم قبل أن يخرج يجر أذيال الحسرة والخيبة بعد تعرضه لهتافات عنصرية حقيرة. ليس هناك شك في أن رياضة كرة القدم أصبحت ملوثة بالعنصرية أكثر من أي رياضة جماعية أو فردية أخرى، وأصبحت تفتقد المتعة التي تبعثها في نفوس اللاعبين وعشاقها بسبب الهتافات الخارجة، فالرياضة أخلاق قبل أن تكون منافسة، ومع ذلك فإن البعض يسيئون لتلك الرياضة من خلال الممارسات

اللا أخلاقية.

من حجام إلى شايبي ومصطفى.. فرنسا مستنقع كريه للعنصرية والتمييز

ما حدث لفينيسيوس في إسبانيا لا يمكنه أن يغطي ما يعانيه لاعبونا الجزائريون و العرب في الدوري الفرنسي خاصة، و لعل البداية كانت بواقعة جعوان حجام الذي تم حرمانه من اللعب من المدرب المطرود من ناديه أنتوان كومبواري بسبب التزام الشاب الجزائري بصيام شهر رمضان الفضيل وعدم الإفطار في المباريات، بالإضافة إلى ما عاناه فارس شايبي من جماهير ناديه بسبب رفضه حمل قميص يدعم المثلية و الشواذ، ما جعله عرضة لهجمات عنصرية من قبل جماهير ناديه تولوز وهي التي كانت تتغنى به قبل أيام عن الحادثة، و الأمر نفسه تكرر مع المغربي زكريا أبو خلال و المصري محمد مصطفى و المالي موسى ديارا، والبوسني سعيد هاموليتش، ما جعل وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، تطالب بفرض عقوبات على لاعبي كرة القدم في النوادي الفرنسية، الذين رفضوا ارتداء قمصان تدعم المثليين و الشواذ، ما يؤكد أن فرنسا نقلت عنصريتها من باقي الميادين إلى ملاعب كرة القدم.

من يرفض اللعب لفرنسا فلينتظر تعرضه للعنصرية

بات وضع اللاعبين الجزائريين والأفارقة في فرنسا غير مريح تماما في الآونة الأخيرة، بسبب تعرض العديد منهم للعنصرية بسب بعدم حمل قميص الديكة لسبب أو لآخر، ولعل مع حدث حسام عوار خير دليل، تعرض اللاعب لانتقادات بلغت حد “الإساءات العنصرية” أحيانا، آخرها ما نشره في على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وثق تعليقات وصلته، تضم شتائم من قبيل “أيها العربي الوسخ” و “ارجع إلى الجزائر بلدك” و “غادر ليون وفرنسا فورا”. من جهته، أدان نادي ليون الفرنسي لكرة القدم حيث يلعب عوار، ما وصفها “التعليقات العنصرية”. وأضاف النادي معلقا، في بيان مقتضب، نشره على صفحته في تويتر “يقدم نادي ليون دعمه الكامل لحسام عوار وجميع الأشخاص الآخرين ضحايا العنصرية والأفعال التمييزية بسبب أصولهم وخياراتهم في الحياة”، مضيفًا أنه “يدين الكراهية”.

لاعبون قصّر ضحية العنصرية في فرنسا

حتى اللاعبون القصر في مختلف الفئات الصغرى للأندية الفرنسية لم يسلموا من العنصرية، حيث أن العديد منهم تم طرده ناديه بمجرد قبول فكرة اللعب للمنتخب الجزائري أو أي منتخب إفريقي آخر، إذ يتعرض عدد من اللاعبين المحترفين للأندية الأوروبية خاصة الفرنسية لضغوط واسعة بسبب اختيارهم اللعب لبلدانهم الأصلية، على غرار ما حدث مع اللاعب يونس بن علي، الذي شارك مع المنتخب الجزائري لأقل من 17 سنة في بطولة كأس أمم أفريقيا، بالإضافة إلى لاعبين آخرين.

الأنصار العنصريون لا يأبهون لا بالفيفا ولا باليويفا

كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، تعهد مرارا بالقضاء على العنصرية والتمييز في ملاعب كرة القدم دون جدوى، وفي السنوات الأخيرة، أصدر “يويفا” شريط فيديو لزيادة الوعي بشأن العنصرية، شارك فيه عدد من نجوم اللعبة بينهم كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وزلاتان، وإبراهيموفيتش، و هذا ما يبقى ذرا للرماد في العيون فقط وسط تخاذل كبير من الهيئات الدولية لتنظيم لعبة كرة القدم مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والاتحاد الدولي للكرة (الفيفا) في مكافحة العنصرية، لكن لا يؤديان دورهما بشكل صحيح، رغم أن هناك طرق عدة لوقف العنصرية، لكنهم لا يفعلون شئ لوقف هذا النوع من الممارسات، حيث أن المشجعين في المدرجات لا يخشون الفيفا أو أي اتحاد آخر، لذا يتعين على تلك الهيئات والاتحادات أن تكون أكثر قوة في مواجهة هذه القضية.

حقوق الإنسان.. كذبة تغنى بها الإعلام الأوروبي وعرّتها المدرجات

كيف لدول تتغنى بالديمقراطية وتهتم بحقوق الإنسان، ويقصد العيش فيها سنويا آلاف اللاجئين الفارين من ويلات الحروب، ومن الظلم الطبقي والمجاعات أن يتعرضوا لويلات العنصرية فقط لأنهم مختلفون، ورغم الدعوات أو الكذبات التي تسعى الدول الأوروبية لنسرها في مختلف بقاع العالم بشأن سعيها لحماية حقوق الإنسان، إلا أن مدرجات الملاعب فضحل كل شيء.

هذا ما قاله صحفيون من مختلف دول العالم

♦ صالح الراشد (الأردن):”العنصرية سلاح من فشل في إثبات وجوده”

صالح الراشد
صالح الراشد

“العنصرية سلاح الفاشلين الذين لا يملكون القدرة على اثبات الذات، فلا يجد هؤلاء الفشل الا العنصرية ليثبتوا وجودهم، وبالذات في المجتمع الغربي الرافض لإبداع اي جنس غيرهم، وهذا بسبب الثقافة السلبية لدى الجماهير الغير مثقفة، فالغرب يعتبر الجميع اتباع ويرفض ظهور مبدعين من جنسيات أخرى حتى لو يحملون نفس الجنسية، وهذا ما شاهدناه من الجمهور الانجليزي بعد خسارة بطولة أوروبا بركلات الجزاء، فشن عدد كبير من البريطانيين الهجوم على أصحاب البشرة السوداء الذين أهدروا الركلات. ولا نجد هذه العنصرية في الوطن العربي بسبب الثقافة النابعة من الدين الاسلامي الذي يركز على ان الجميع اخوه وانه لا فرق بين انسان واخر الا بالتقوى، لنكون المرجع الرئيسي في الانسانية واحترام الاخرين.”

♦ محمد العتيبي (السعودية):”يجب التفريق بين العنصرية و الإستفزاز”

محمد العتيبي
محمد العتيبي

“ما حدث ما فينيسيوس، في بعض الأوقات قد لا تعتبر عنصرية في الملاعب قد ما بكون إستفزاز للاعب الخصم مثلاً، ونتذكر إيتو للاعب برشلونة سابقاً، ولما ننظر لواقعة المصري مصطفى محمد لما

كان فريقه محتاجه في المباراة، ورفض اللعب مما سبب للمشجعين احتمالية الخسارة لفريقهم وهكذا بدت العنصرية. العنصرية دائماً تحدث من المشجعين وبعض الاعلاميين لتأثير على اللاعب، كثيراً من للاعبين الفاهمين وأصحاب الخبرة لا ينظرون للهتافات لأنهم يعلمون أسبابها، لو تذكرنا رونالدينيو البرازيلي

لما تحدثوا بشكله وبشاعته، كان يرد عليهم بالملعب ولم يهتم بهتفاتهم، العنصرية هي فكر تأثير، والدليل لو وقّع فنيسيوس مع فالنسيا، سيكون جميع المشجعين الذين هتفوا ضده أول من يستقبله وسيعتبرون نجمهم الأول وأفضل للاعب بالعالم حالياً بنسبه لهم.”

♦ كريستين أدامو (ألمانيا):”القوانين وحدها لا يمكن لها أن تقضي على هذه الظاهرة”

كريستين أدامو
كريستين أدامو

“حادثة فينيسيوس طرحت العديد من نقاط الإستفهام، و إسبانيا لها تاريخ طويل مع العنصرية اتجاه أصحاب البشرة السوداء و حتى مع الديانات الأخرى، و حتى مع القوانين التي تم سنها إلا أن الوضع يزداد سوء للأسف و الأمر تجاوز الملاعب بل حتى في العائلة و المدارس يتم تلقين الصغار تعليمات بوجوب الإبتعاد عن أصحاب البشرة السوداء، و الملعب اليوم بات مسرحا لتفجير ما تلقنه هذا المناصر في العائلة و في المدرسة خاصة عندما يكون غاضبا فإنه لن يتمكن من التحكم في نفسه، و القوانين مع البالغين اليوم لا تنفع بل يجب العودة إلى المدرسة و إلى الصغر لتفادي هذه الأمور لأن العنصرية باتت تتصدر المشهد في إسبانيا و في مختلف الملاعب للأسف.”

♦ سيف الدين بن زردة (الجزائر):”رغم مساعي الفيفا واليويفا إلا أن العنصرية مستمرة”

سيف الدين بن زردة
سيف الدين بن زردة

“ما يحدث في الملاعب الأوروبية من تصرفات عنصرية، ليس حدثا مستجدا، لأن العنصرية في أوروبا لها جذور تاريخية وليست وليدة اليوم، هي فكرة مقيتة ظهرت مع القوى الاستعمارية منذ القرن التاسع عشر وماتزال تعشش في فكر المجتمعات الأوروبية متمثلة في عقدة الرجل الأبيض وتفوقه على باقي الأجناس، واليوم رغم بعض المجهودات المبذولة من قبل الفيفا و اليويفا لمحاربة الظاهرة والحد منها إلا أنها تبقى مستمرة ضد اللاعبين ذوي البشرة السمراء و العرب أيضا ومن أهم الأسباب هو تقاعس الإعلام الأوروبي عن القيام بدوره تجاه هذه التصرفات بل ومشاركته أحيانا في الترويج لها عبر انتقاداته المتكررة للاعبين المجنسين و جعلهم سبب إخفاقات منتخبات القارة العجوز في مختلف البطولات الدولية الكبرى ، وهذا ما شاهدناه مع زيدان وبن زيمة وباقي اللاعبين الأفارقة.”

♦ فيسينزو كرينديدينو (إيطاليا):”إيقاف المباريات لن يوقف العنصرية”

فيسينزو كرينديدينو
فيسينزو كرينديدينو

“لا يزال الجهل يسيطر على بعض الناس التي تفرق و تميز بين صاحب البشرة البيضاء و السوداء و بين الديانات من مسلم و مسيحي و العديد من الإختلافات بين الناس، و هذا ما يجب تجاوزه في كل الميادين و في كرة القدم خاصة التي و بما أنها تحت مجهر الإعلام، و أرى أن وقف المباريات عند سماع أي هتافات عنصرية يمكن استعمالها لأسباب أخرى، و اليوم مع توفر التكنولوجيا و تواجد الكاميرات في مختلف الأماكن في الملعب و إلقاء القبض على أصحاب الهتافات العنصرية و معاقبتهم بمنعهم دخول الملعب لمدى الحياة، و هذا ما سيجعل هذه الآفة تتراجع إلى حين الفضاء عليها.”

♦ إريك ستيلا (فرنسا):”دون ردع لن يكون هناك حل”

إريك ستيلا
إريك ستيلا

“العنصرية باتت تتكرر بشكل كبير في الآونة الأخيرة وفي مختلف الملاعب، دون وضع قرارات ردعية من قبل الدول والسلطات ومختلف الهئيات الدولية، وأرى أنه يحب التوقف على الفوز عندما يتعلق الأمر بالعنصرية، ولا معنى لمواصلة المباراة واستمتاع الجماهير وأحد اللاعبين يعاني من العنصرية، وبهذه العقوبات التي يتم وضعها والتعامل بها لا يمكن الحد من هذه الظاهرة”.

♦ باتريس بيو (الكاميرون):”يجب سن قوانين ردعية، الأمر تجاوز المعقول”

باتريس بيو
باتريس بيو

“حادثة فينيسيوس في فالانسيا هي امتداد لما يحدث في مختلف الملاعب مع اللاعبين الأفارقة حاملي البشرة السوداء و الذين يتم وصفهم من قبل الجماهير بأقبح الصفات، وهذا ما يجعل الحركة الرياضية و كرة القدم على وجه الخصوص رغم أن كلنا سواسية مهما تغير لون البشرة الذي يبقى عنصرا ثانويا فقط، كما يجب التأكيد على أنه يبقى لزاما على الهيئات الرياضية سن قوانين ردعية على كل المخالفين، كما أن الأندية مطالبة بتحسيس اللاعبين و الجماهير على حد سواء و بعث رسائل للمشجعين من أجل تجاوز هذا الأمور، و اليوم لا أندية و لا مشجعين خضعوا لعقوبات قاسية من أجل وقف هذا الأمر، و أعتقد أنه لو تم حرمان الأندية من الجماهير خلال المباريات لكان هذا الأمر سيغير بعض الأشياء، مع منع الجماهير من دخول المدرجات، و خلاصة القول يجب التوقف عن الكلام و سن عقوبات قاسية جدا، لأن الأمر استفحل كثيراً.”

♦ جمال السيد (مصر):”العنصرية لا يرضاها أي عاشق لكرة القدم”

جمال السيد
جمال السيد

“ما أجمل كرة القدر وما أبشع العنصرية عندما تخالطها العنصرية التي يتعرض لها اللاعبون ذوي البشرة السمراء وآخرهم فينسيوس جينيور من قبل الجماهير الإسبانية بمختلف الأندية و هذا ما يوضح مدى المستنقع المظلم الذي يعيشه الأجانب وذو البشرة السوداء في أوروبا، وما تعرض له فينسيوس في مباراة فالنسيا شيء مقرف صراحة ولا يرضي أي مشجع أو انسان يعشق كرة القدم، فأوروبا هي البقعة الأكثر نفاقا وقذارة في هذا العالم، حيث يدعمون الشواذ والمثلية ويحرضون على العنصرية ضد الشعوب الفقيرة المضطهدة بالرغم من أنها قائمة على هذه الفئة من الشعوب، التي لولاها لكانت أوروبا تغرق اليوم في الظلام.”

خليفاوي مصطفى 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P