الأولىتحقيقات وروبورتاجات

الملعب البلدي لوادي تليلات في حالة كارثية

الملف الذي قمنا به يجبرنا على التطرق لموضوع مهم ألا وهو الحالة التي يتواجد فيها الملعب البلدي لوادي تليلات والتي تعتبر كارثية، حيث بات يصلح لكل شيئ إلا لممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم، حيث تعاني الجمعيات الرياضية التي تستغل هذا الفضاء الويلات من خلال حالة التسيب التي وصل لها، ما دفع أندية كرة القدم لوادي تليلات بالمطالبة بالتدخل العاجل والفوري لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن تحل الكارثة خاصة وأن تقريبا كل الجمعيات الرياضية تتدرب في الملعب البلدي.

وعاء عمراني ضخم بملعب واحد فقط

يعلم الجميع أن بلدية وادي تليلات باتت وعاء عمراني ضخم للغاية نتيجة عمليات الترحيل المتواصلة في إقليم البلدية، ما يعني تضاعف الكثافة السكانية لوادي تليلات عدة مرات، و مع هذا لا تزال البلدية تحظى بملعب واحد فقط منذ سبعينيات القرن الماضي، و رغم عمليات التهيئة التي مر عليها أكثر من عقد من الزمن إلا أن الملعب بات في حالة كارثية و يتطلب الترميم كأقل شيئ يمكنه تقديمه من قبل السلطات المحلية البلدية و الولائية و حتى مديرية الشباب و الرياضة، لأن هذا الملعب لا يليق أبدا بوادي تليلات و الجمعيات الرياضية التي بات هذا الملعب مأوى لها.

عديد الجمعيات تتدرب في نفس المكان والزمان

ما يلاحظه أي شخص يقصد هذا الملعب هو تواجد عدد معتبرة من الجمعيات في نفس المكان و الزمان خاصة بعد نهاية الدوام المدرسي، أين يقصد الجميع من أجل التدريبات، و بما أن هناك عديد الجمعيات الرياضية في وادي تليلات فإن الجميع يقصد هذا الملعب من أجل التدريب و لمختلف الفئات، حيث أن حتى فريق كرة اليد الناشط في القسم الممتاز يجري حصصه التدريبية الخاصة بالتحضير البدني في هذا الملعب ما زاد الطين بلة، إضافة إلى تواجد جمعية رياضة الكهول، رياضة العصا، ذوي الإحتياجات الخاصة، الكروسفيت و جمعيات أخرى، جعلت الرؤية شبه منعدمة نتيجة تواجد عدد معتبر من الأشخاص في نفس المكان، في حين يفشل أي مدرب في تطبيق برنامجه بسبب ضيق المكان و تواجد العديد من الرياضيين في مكان واحد.

إنارة منعدمة وأرضية غير صالحة

هذا ولا يكتسب الملعب البلدي لوادي تليلات أعمدة إنارة صالحة، حيث تصبح الرؤية منعدمة بغروب الشمس، ما يجعل كل المدربون يهرعون إلى إنهاء الحصص التدريبية بسبب إنعدام الرؤية، خشية تعرض أحد اللاعبين للإصابة لا قدر الله، و مع نهاية الدوام المدرسي في بعض المدارس على الساعة 17:30 و غروب الشمس مع حلول 18:30 فإن إجراء التدريبات بطريقة صحيحة يبقى ضربا من الخيال، فيما لا تزال أرضية الميدان في حالة كارثية و تشكل خطرا كبيرا على اللاعبين و هي التي أصبحت غير صالحة لممارسة كرة القدم، حيث لم يتم تغييرها منذ أن تم وضعها أول مرة قبل 15 عاما و دون أن تخضع لأي نوع من التهيئة أو الترميم ما جعلها صلبة للغاية و كأنها أرضية إسمنتية، و كل هذا جعل الرياضيين الممارسين على أرضية هذا الملعب يدقون ناقوس الخطر من أجل تدخل السلطات في أقرب وقت ممكن من أجل ترميم الأرضية و الملعب ككل.

غرف تغيير الملابس ودكة البدلاء في حالة يرثى لها

حالة التسيب لا تمس الأرضية فقط والإنارة، بل حتى غرف تغيير الملابس باتت في حالة يرثى لها، حيث أن كراسي دكة البدلاء البلاستيكية تم نزعها ولا يعلم أحد أين ذهبت وهي التي لك تعد تصلح للإستعمال، في حين غرف تغيير الملابس هي الأخرى ورغم الحرص الكبير من طرف القائمين على الجمعيات الرياضية المحافظة عليها، إلا أنها قد أكل عليها الدهر وشرب ويتطلب إعادة ترميمها على الأقل رفقة دورة المياه والحمام.

الملعب أصبح مرتعاً لمن هب ودب

هذا وقد أصبح الملعب مرتعا لمن هب ودب ولم يعد خطرا على الرياضيين، حيث أن الأبواب التي كانت مفتوحة على مصراعيها جعلت الكل يأخذ له مكانا في الملعب، بل هناك حتى من يجلس على أرضية الميدان والفرق الرياضية تجري تدريباتها، فيما هناك من بات يخشى على أغراضه عندما يضعها لحظة التدريب نتيجة وجود عدد معتبر من الغرباء في الملعب وفي محيط الميدان.

غلق الملعب لم يفي بالغرض

بعد كل الذي ذكرناه، قرر القائمون على الجمعيات مناشدة المجلس الشعبي البلدي من أجل غلق الأبواب و إيجاد حل لدخول الغرباء إلى الملعب، حيث سارعت البلدية لغلق الأبواب، إلا أن هذا لم يعد حلاً، حيث يسعى البعض لتكسير الأبواب من خلال ضربها يوميا و طول ساعات التدريب، فيما يسعى البعض الآخر لتسلق الجدار من أجل الدخول إلى الملعب، في حين تم حفر الجدار و تشكيل باب جديد بعدما تم غلق الأول من طرف الغرباء وسط دهشة الجميع و أمام حسرة كبيرة لما آل إليه حال الملعب من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة لا من قريب و لا من بعيد، حيث أن الرياضي لا يحمل أبدا صفات همجية مماثلة.

ما الجدوى من الملاعب الجوارية

كغيرها من البلديات، تملك وادي تليلات ملاعب جوارية تقريبا في كل الأحياء، إلا أن بعض المحسوبين على الرياضة يتركون تلك الملاعب خاوية على عروشها، ويزاحمون الجمعيات الرياضية في الملعب البلدي، وهذا ما جعلنا نتساءل عن الجدوى من وجود تلك الملاعب وتسخير الدولة لمزانية معتبرة من أجل تشييدها، فيما يسعى البعض الآخر لتكسير أبواب الملعب البلدي أو حفر جدار لتكوين باب جديد.

أولياء اللاعبين مطالبين باحترام الأماكن المخصصة لهم

يبقى أولياء اللاعبين ومرافقيهم خلال التدريبات مطالبين بالجلوس على المدرجات والتقيد بذلك، لعدم الإخلال بالنظام العام للتدريبات، وحتى يجد أبنائهم كامل الراحة والحرية خلال الحصص التدريبية، ولو أن كل والد لاعب نزل إلى الميدان خلال الحصة التدريبية لوجدنا عشرات الأولياء إلى جانب اللاعبين في الميدان ما سيشكل حالة من الفوضى لن تكون في صالح أي طرف.

التفاتة السلطات ضرورية قبل الكارثة

يبقى تدخل السلطات المحلية لوادي تليلات و الولائية ضرورة قصوى لا مفر منها، بداية من توفير الإنارة و تغيير البساط الذي بات بشكل خطرا على أرواح اللاعبين خاصة صغار السن، وصولا إلى غلق الملعب و التقيد بأوقات الدخول و المرح و منع ولوج الغرباء إلى الميدان الذي يعج بالأطفال الرياضيين، حيث يضع الرياضيون في وادي تليلات كامل ثقتهم في المجلس الشعبي البلدي بقيادة الرئيس طبال رياض من أجل إيصال أصواتهم إلى المسؤولين للتدخل العاجل و إصلاح ما يمكن إصلاحه في الملعب البلدي لوادي تليلات و الذي يعتبر مأوى لمئات الشباب الرياضي في وادي تليلات و المناطق المجاورة لها.

إعداد: مصطفى خليفاوي

تصوير: عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P