متفرقات

بين حماية الدولة ووعي الشعب .. اليد في اليد لحماية الجيش الأبيض 

الجيش الأبيض
الجيش الأبيض

تواصل جريدة بولا حملتها التحسيسية في سياق الدفاع عن الجيش الأبيض و المحاربين الذين يكافحون فيروس كورونا منذ شهر مارس الماضي، تاركين عائلاتهم وأولادهم، ومضحين بحياتهم، في سبيل انتصار الجزائر على هذا الوباء الفتاك، وكذا حماية صحة وحياة المواطنين، خاصة في ظلّ استهتار وتهاون الكثير من الفئات المغامرة التي ذهب بعضها على قلتهم إلى حدّ ”عدم تصديق” وجود هذا القاتل الذي أرعب العالم أجمع، فيما راحت فئة أخرى تجازي هؤلاء المجاهدين بالاعتداءات و السب و الشتم في مجمل مستشفيات الوطن، ما جعل الدولة الجزائرية تتدخل بقوة لحماية مرابطي المستشفيات في سبيل إنقاذ أرواح المواطنين من الخطر الكبير الذي خطف آلاف الأرواح عبر القارات الخمس.

رئيس الجمهورية يوفر الحماية للجيش الأبيض بقانون خاص

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

هذا وقد وقع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الأمر المعدّل والمتمم لقانون العقوبات، الذي صادق عليه مجلس الوزراء، والخاص بحماية العاملين في قطاع الصحة.

وتضمنت الأحكام الجديدة “توفير الحماية الجزائية لجميع المستخدمين بالمؤسسات الصحية العامة والخاصة من الاعتداءات اللفظية والجسدية، وكذلك معاقبة تخريب الأملاك العقارية والمنقولة لمؤسسات الصحة، واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي للمسّ بكرامة المريض والاحترام الواجب للموتى”، وذلك حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية. ونص الأمر على “وضع نظام عقابي ملائم لحماية مستخدمي قطاع الصحة أمام تزايد الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرضون لها خلال تأدية مهامهم”، إضافة إلى “ردع التصرفات المؤدية إلى المساس بكرامة المرضى والنيل من الاحترام الواجب نحو الأشخاص المتوفين عبر نشر الصور والفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

عقوبات من 5 إلى 10 سنوات على المعتدين 

وفي السياق ذاته، قد أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون عن صدور قانون صارم الأسبوع القادم، لحماية السلك الطبي والشبه طبي وعمال المستشفيات، يتضمن عقوبات مشددة ضد الأشخاص المعتدين على الأطقم الطبية تتراوح ما بين 5 و10 سنوات حبسا نافذا، معربا عن تألمه “كشخص وكمواطن وكرئيس لرؤية من يعتدي على أطباء وممرضين لم يروا أبناءهم منذ أربعة أشهر.”

الرئيس تبون:” الأطباء بمثابة المجاهدين وهم تحت الحماية الكاملة للدولة “

وفي تصريحات صحفية قبل أيام، قال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون: ” أنا أتكلم باسم الشعب الجزائري وأؤكد أن الأطباء هم تحت الحماية الكاملة للدولة الجزائرية والشعب الجزائري”، محذّرا من أن العقوبات ستكون مشدّدة ضد الأشخاص المعتدين على عمال قطاع الصحة سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي، وهم في الواقع بمثابة مجاهدين”.

حتى لا ننسى…2300 إصابة و44 وفاة في صفوف الجيش الأبيض منذ بداية الجائحة

كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عبد الرحمان بن بوزيد، عن تسجيل أزيد من 2300 إصابة و44 حالة وفاة في السلك الطبي منذ بداية انتشار الفيروس في الجزائر أواخر شهر فيفري الماضي، مجددا أسمى معاني الشكر لكل الأطقم الطبية ومهنيي الصحة على المجهودات المتواصلة التي يبذلونها. هذا وثمن الوزير، المجهودات التي يقدمها الطاقم الطبي من أجل مكافحة فيروس كورونا، مشيدا بمستوى الكفاءة والمهنية العالية لكل الأطقم الطبية وما يبذلونه في الميدان من تضحيات داعيا الجميع الى مساندتهم. كما دعا عبد الرحمان بن بوزيد، إلى الوقوف إلى جانب الأطقم الطبية في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد، باعتبارهم يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة، مؤكدا أن الأطقم الطبية يضحون بحياتهم وعائلاتهم من أجل الحفاظ على صحة المواطن، وتضحيات الجيش الأبيض مستمرة في تأدية مهامه، داعيا في السياق المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الصحية الواقية والامتثال لقواعد الحجر الصحي وارتداء القناع الواقي.

الجيش الابيض
الجيش الابيض

الجيش الأبيض يستحق كل التقدير والإجلال 

أصبح الأطباء والممرضون والعاملون في مجال الرعاية الصحية أبطالا يحاربون وباء فيروس كورونا في الصفوف الأمامية، وهي الأزمة الأكثر تحديا التي واجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وقد لقي عمال الصحة في كل مناطق العالم عبارات التقدير والاحترام، كما تتسابق مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور للأطباء الذين يطلق عليهم اسم “محاربي كورونا”، وهم يسابقون الوقت لإنقاذ الأرواح. وتداول مغردون عبر العالم صورا تبين ظهور ندوب وتقرحات على وجوه المسعفين والممرضين، بسبب ارتداء الأقنعة الطبية بشكل دائم. العاملون في مجال الرعاية الصحية يقولون: “نحن لسنا أبطالا، نحن نقوم بوظيفتنا فقط، والآن هو أكثر وقت يحتاجنا الناس فيه، رغم النقص في المعدات والخوف من الإصابة بالفيروس”. وفي أحيان كثيرة، يواجهون قرارات مفجعة أثناء معالجة المرضى. ويواصل الجيش الأبيض دوره الإنساني بعد أن رفع الأطباء شعار “لا وقت للنوم”، “ونحن تركنا منازلنا لأجلكم فابقوا في منازلكم لأجلنا”.

كم هو صعب أن تضحي بحياتك لتنقذ حياة الآخرين 

يزداد يوما بعد يوم حجم معاناة الأطباء المرابطين في الصفوف الأولى وجها لوجه مع العدو. الفيروس “المجهول ”، كوفيد 19، فبالإضافة إلى التعب والإرهاق الكبيرين نتيجة الضغط الكبير على المستشفيات، فإن أي خطأ حتى في نزع الألبسة الواقية قد يكلفه هذا الطبيب حياته. كم هي صعبة أن تضحي بحياتك كي يحيا الآخرون، ففي أصعب الظروف ومع نقص الإمكانيات بشهادة كل المجابهين للوضع الوبائي تسقط أرواح عمال القطاع الصحي من أطباء وغيرهم وسط وضع “مقلق ” يعكسه تزايد عدد الإصابات يوما بعد يوم، ووسط كل هذا لا يطالب الأطباء وكل من يقف في الصفوف الأولى لمجابهة فيروس كورونا إلا بمساعدتهم من طرف المواطن بالالتزام بالشروط الوقائية ومن المسؤولين بتوفير الإمكانيات اللازمة لمواجهة الكوفيد 19 “القاتل”.

تصريحات 

♦ الدكتور رفيق رمضان:” يجب الأخذ بعين الاعتبار أن القطاع الطبي في حداد جراء الوفيات والإصابات”

الدكتور رفيق رمضان
الدكتور رفيق رمضان

“عمال قطاع الصحة مواطنون جزائريون كغيرهم، لهم حقوق و عليهم واجبات، و القانون الجديد الذي سنته الدولة الجزائرية جاء للحفاظ على كرامة الجيش الأبيض و حمايته، و المشكل الأكبر هو تعرض الأطباء للاعتداءات من قبل المواطنين، الذين يجب عليهم معرفة بأن النقص الموجود في المستشفيات ليس بسبب الطبيب، و لكن هذا الأخير يعتبر ضحية في هذا الأمر، و على الجميع أن يعرف بأن قطاع الصحة في حداد كبير بسبب الوفيات و الإصابات المعتبرة التي ضربته بسبب هذا الفيروس منذ شهر مارس، و هذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار، و على كل مواطن بأن يفكر بأن هذا الطبيب هو أخوه، و والده و عمه و خاله، فلما هذه الاعتداءات، لا يفوتوني أيضاً أن أطلب من الجميع أخذ الاحتياطات اللازمة من هذا الفيروس القاتل، و عدم التساهل في التعامل معه.”

♦ حاج مهدي زكريا (عامل بقطاع الصحة):” القانون الجديد منصف لعمال قطاع الصحة”

حاج مهدي زكريا (عامل بقطاع الصحة)
حاج مهدي زكريا (عامل بقطاع الصحة)

” بداية، نشكر جريدة بولا على الاهتمام والتشجيع، بالإضافة إلى الدعم  المقدم من طرفكم لكل عمال الصحة، خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد بصفة خاصة، والعالم بصفة عامة، و فيما  يخص القانون الأخير من طرف رئيس الجمهورية لحماية عمال الصحة فأظنه أنه كان منصفا في حقهم لعدة اعتبارات، أولها كثرة الاعتداءات عليهم، ووصول حتى التسبب في عاهة مستديمة ، مع تكسير ممتلكات الدولة والتسبب في عجز، و مع هذا القانون سيتم وضع حد لمثل هذه الاعتداءات، وندائي للمواطنين، و أقول أن عمال الصحة أبناء الشعب ومن الشعب، فلماذا نلقي باللوم عليهم على التقصير ونرمي عليهم كل النقائص في غياب الإمكانيات، التي ليست من اختصاصهم، فكان الأجدر مع سن هذا القانون توفير وسائل الحماية والمعدات اللازمة ثم محاسبتهم، فكما نرى في مستشفيات كل يوم نفقد ممرض أو طبيب بسبب كورونا. في الأخير نرجو من الله عز وجل أن يرفع علينا هذا الوباء في أقرب وقت إن شاء الله وشكراً لكم على هذا الاهتمام.”

♦ رازم محمد (عون طبي في التخدير والإنعاش):” هذا القانون يحمينا كإطارات في الصحة العمومية”

رازم محمد (عون طبي في التخدير والإنعاش
رازم محمد (عون طبي في التخدير والإنعاش

” أنا من رأيي الشخصي هذا القانون له أبعاد سياسية إذ يدخل ضمن نطاق الجزائر الجديدة التي يحلم بها الجميع، إذ أن ما حدث مؤخرا على مستوى كافة المؤسسات الاستعجالية ليس بجديد، فتلك التدخلات العنيفة على عمال قطاع الصحة بالأسلحة البيضاء كان يحدث مراراً وتكراراً، وكانت السلطات تتدخل وتوقف مثل هذه الأمور وما كان يشجع على مثل هذه الأمور، هو التسيب الواقع وغياب الأمن وعدم وجود أجهزة مراقبة، لكن الأمور تغيرت

قليلا وبدأنا نلاحظ وجود الأمن وكاميرات المراقبة، كل هذه الأمور كانت تمر مرار الكرام وما كان يسمع به الا قليل، لكن مع جائحة كورونا كل الأضواء أصبحت مسلطة على المنظومة الصحية، والشعب كان قد رأى المستوى الذي تقوم عليه منظومتنا وهو مع الأسف الشديد ضعيف مقارنة بجيراننا في المغرب العربي تونس والمغرب. وهذا القانون يحمينا نحن كإطارات في الصحة العمومية ويوقف التسيب والهمجية من طرف قلة من الشعب أقولها وأعيد قلة من الشعب، ولا أنسى أن هناك البعض من القطاع تتهاون في أخلاقيات العمل لكن هناك في المستشفيات جهات مختصة تقوم بالتدخل في حين إيداع شكوى ما يسمى بالمراقب العام ومدير المناوبة”.

نعيش ضغطا كبيرا والطاقم الطبي بكل فروعه قائم على مدار 24 ساعة

” بالنسبة للأريحية طبعا ستكون هناك بالفعل، لا ننسى أن هذه المهنة نبيلة بحد ذاتها والفريق الطبي وشبه الطبي قائم على مدار 24 ساعة لخدمة المجتمع المدني، أريد أن أنوه إلى أمر، وهو أن الدولة سخرت طاقات بشرية كبرى لخدمة المريض لكن المؤسسات الاستشفائية أحيانا لا تتسع لمثل هذا الكم الهائل من المرضى، وهذا ما تشهده مصالحنا الاستعجالية أو المصالح المختصة بمعالجة مرضى كوفيد-19. فعندما كثر الضغط على القطاع أصبح معظم مرضى كورونا يكملون علاجهم في البيوت، فعلى مر 20سنة لم يهتم النظام السابق بالقطاع في حين كانت الدولة قادرة على بناء مستشفيات متخصصة، أقلها مستشفى يتكفل بالأوبئة وطواقم عمل خاصة لمواجهة جميع الأمراض المعدية مثل السيدا الملاريا وكورونا وغيرها… ”

” ما يمر به الجيش الأبيض هو بمثابة الجهاد والعمل أصبح شاقاً للغاية ”

” ما عساي أقول سوى أن ما تمر به كتيبة الجيش الأبيض في الأشهر الماضية هو بمثابة الجهاد فمن في وقتنا هذا يترك الوالدين الزوجة و الأولاد و يبقى بعيدا عن الأهل و الأصحاب، لينقذ أفراد شعبه ،مرّ علينا  رمضان و العيدين (الفطر و الأضحى)، قضينا الموسم الصيفي في المستشفيات متحملين الحرارة العالية لعلاج المرضى، و الله العمل أصبح شاقا و البقاء لساعات بتلك البذلة مؤخرا  في مصالح الكوفيد ،الممرضون يقومون بغسل تلك البدلات نظرا لقلتها، و هذا راجع لكثرة استهلاكها، كل هذا و لا ننسى شهداءنا من كلتي الطاقمين الطبي و شبه الطبي . أحيطك بعلم مأساوي أن هناك من عمال القطاع من قد نقل العدوى إلى والديه المرضى المصابين بأمراض مزمنة المزمنين، هناك من نقل العدوى لزوجته وأولاده وهناك من نقلت العدوى لزوجها وأولادها، هناك من ماتت أمه وأبوه، وكان هو السبب في نقل العدوى لهم، هناك من كانت حاملا وماتت وتركت زوجها وأولادها. أصبح الضغط رهيبا بل أصبح من في القطاع يتهرب من العمل في مثل هذه المصالح. نحن نعي تماما أنها مهنة نبيلة، ونحن هنا للقيام بالمريض والتكفل به على أكمل وجه لكن نطالب الشعب بأن يتوعى، ويكون على قد المسؤولية معنا فهناك من هو جاره أو فرد من عائلته في القطاع، وهو غائب لمدة عن النظر، ولو نكون جميعا يدا واحدة فسوف تقل الأضرار وتمر مرار الكرام، وأناشد المواطنين بالتباعد وارتداء القناع وغسل الأيدي باستمرار واستعمال المطهرات لنكون جميعا بأمان، ففي النهاية الوقاية خير من العلاج.”

♦ عبد السلام نورالدين (موظف):” مظاهر تعنيف الأطباء ليست وليدة اليوم والتفاتة تبون جاءت لرد الاعتبار”

عبد السلام نورالدين (موظف)
عبد السلام نورالدين (موظف)

“إن التفاتة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لأسرة الطب بمختلف تركيباتها وحرصه على وضع حد للممارسات السلبية التي راح ضحيتها منتسبي القطاع، لاسيما خلال الأزمة الوبائية سببت ضغطا شديدا على الأطقم الطبية، وهذه الالتفاتة بمثابة رد الاعتبار لهذه الأطقم خاصة وأن مظاهر التعنيف ليست وليدة اليوم بل تعود لعدة سنوات. كما أن هناك موجة تحريض قذرة تم الترويج لها على وجه الخصوص على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت تقدم الطبيب دائما في صورة الجلاد الذي يهمل المرضى ويتركهم يواجهون مصيرا مجهولا وتظهر جانب التقصير والإهمال واللامبالاة، دون تسليط الضوء على مختلف العوامل الأخرى التي تجعل الطبيب عاجز عن تقديم الخدمة المناسبة للمريض”.

إعداد: خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P