الأولىحوارات

في حوار حصري لجريدة بولا … ألان جيراس :” من الصعب على بلايلي التأقلم في الليغ 1 و حتى ميسي يعاني “

تحدث المدرب الفرنسي المخضرم ألان جيراس و الذي سبق له الإشراف على منتخبات مالي، السنغال، الغابون و قاد المنتخب التونسي في كان 2019 ، لجريدة بولا عن كأس إفريقيا التي توج بها المنتخب السنغالي، و تحدث عن رأيه في مشوار المنتخب الجزائري في الكان و الأمور الواجب تصحيحها من قبل الناخب الوطني جمال بلماضي قبل المباراة الفاصلة ضد الكاميرون في طريق التأهل للمونديال بالإضافة إلى رأيه في انتقال يوسف بلايلي إلى نادي بريست الفرنسي.

بداية كيف تعلق على تتويج المنتخب السنغالي بكأس إفريقيا؟

” هو تتويج مستحق دون أدنى شك، فقد نجحوا في التتويج باللقب رغم البداية الصعبة لهم في البطولة، لكنهم حافظوا على تركيزهم و واصلوا العمل من أجل التطور أكثر و تصحيح الأخطاء وصولا إلى المباراة النهائية التي كانت مغلقة تكتيكيا و لكن فوزهم في النهاية كان منطقيا رغم قوة المنتخب المصري.”

و أخيرا نجحت السنغال في الفوز باللقب، ما رأيك؟

” نعم، هذه المرة كل المقومات اجتمعت من أجل تتويج المنتخب السنغالي، حيث هناك لاعبين من أعلى مستوى بإمكانيات كبيرة للغاية، رغم أنهم كانوا قريبين من ذلك في 2019 و لكن الجزائر كانت أقوى، و لكن في 2022 لا أعتقد أن كان هناك منتخب أكثر قوة من السنغال و تمكن هذا الجيل من تحقيق هذا اللقب الذي انتظره الجمهور السنغالي دائما.”

كيف ترى العمل الذي قام به المدرب أليو سيسي؟

” سيسي قام بعمل رائع للغاية، نجح في خلق روح خارقة لدى اللاعبين و رغم العثرات التي مر بها بداية من ضياع اللقب في 2019 و البداية الصعبة في دور المجموعات في 2022، و نجح في تجاوز كل الصعوبات، و تمكن من إستخراج قوة كبيرة من لاعبيه و رغبة غير عادية في التتويج، و العمل الذي يقوم به سيسي يستحق الإشادة ليس خلال هذا الكان فقط بل منذ إشرافه على هذا المنتخب.”

السنغال قامت بتدعيم صفوفها بلاعبين مزدوجي الجنسية شباب، هل ترى أنهم قادرون على السيطرة قاريا للسنوات المقبلة؟

“حقيقة السنغال دعمت صفوفها بلاعبين شباب من أعلى مستوى، و لكن خاصة أنتم في الجزائر تعلمون أنه من الصعب جدا الحفاظ على كأس إفريقيا، خاصة مع ما حدث لمنتخبكم الذي لم يكن يعرف طعم الهزيمة على الإطلاق ، لكن للأسف مر جانبا في كان 2022، المقومات و الإمكانيات متوفرة صحيح و لكن هناك العديد من الظروف التي لها تأثيرها الخاص، ففي إفريقيا حامل اللقب ينظر إليه بطريقة خاصة و الجميع يسعى للإطاحة به، كما هناك أيضا نقص تركيز من المنتخب الذي يكون متوجا باللقب و بتساهل في بعض المباريات، و من السهل أن تحقق النجاح و لكن من الصعب أن تبقى في القمة.”

كيف تعلق على المردود الذي قدمته الجزائر و خروجها من الدور الأول؟

” لم أتعرف على المنتخب الجزائري، حيث وجد صعوبات في الدخول في المنافسة و بدا و كأنه غير مرتاح، و لم يتمكن من فرض طريقة لعبه و إظهار مؤهلاته، و هذا أمر يمكن أن يحدث لأي منتخب، و هذا لا علاقة له بقدرات اللاعبين، فعندما ترى لاعبا مثل رياض محرز يجد صعوبات كبيرة في الكان و يتوجه بعدها لمانشستر سيتي أين سجل 3 أهداف و قدم تمريرة حاسمة، و هنا نتأكد أن المشكل لم يكن في القدرات بقدر ما كان في الظروف المحيطة. انتظرت الجزائر للتتويج باللقب و أن تكون كبطل و لكن لم تلعب المباريات بالطريقة اللازمة و وجدت صعوبات كبيرة في التعامل مع أرضية الميدان، و دعني أوضح لك أمرا هاما…”.

تفضل…

” النجاح لم يكن إلى جانب الجزائريين، فعندما ترى الإحصائيات التي تم تسجيلها من إستحواذ على الكرة و التسديد داخل الإطار و المحاولات الهجومية فقد كان أمرا خارقا بالفعل.”

و مع هذا فقد تم تسجيل هدف واحد فقط؟

” هذا بيت القصيد، و لكن إذا قدمت هذه الإحصائيات لشخص لم يطلع على النتيجة النهائية فسيجزم بأن الجزائر فازت بأريحية على منافسيها، و لكن للأسف في كرة القدم هي حقيقة الميدان و الإحصائيات لن تكون حاسمة دائما، و رغم المحاولات الكثيرة لكن الجزائر سجلت هدفا وحيدا و أقصيت من الدور الأول لكأس إفريقيا.”

ما هي الأمور التي يجب على بلماضي تصحيحها قبل مباراة السد في رأيك؟

” يجب إعادة تعبئة اللاعبين، و المشكل لا يكمن في اللاعبين بل هم يقدمون مستويات كبيرة مع أنديتهم، و عليهم أن يفكروا جيدا فقد ضيعوا الكان و لا يجب عليهم تضييع الذهاب لكأس العالم، المؤهلات حاضرة و لا كلام عن ذلك ما بقي الآن هو إعادة شحن اللاعبين ، و لا يمكن تغييرهم قبل أسابيع عن مباراة ستكون بمثابة النهائي ضد الكاميرون، و أعلم جيدا أن اللاعبين سيعملون كل شيء من أجل رد الإعتبار لأنفسهم بعد خيبة الكان.”

و كيف ترى المباراة الفاصلة ضد الكاميرون ؟

” 5 منتخبات كبيرة ستكون أمام حتمية مشاهدة المونديال من المنزل، مباريات السد غالبا ما تكون صعبة و خاصة، الجزائر ستتنقل إلى الكاميرون في مباراة الذهاب و على اللاعبين أن يتخلصوا من فكرة الذكريات السيئة هناك، الكان انتهت و الآن مباراة جديدة و هدف جديد و المنتخب الكاميروني وجد عديد الصعوبات على أرضه و المركز الثالث الذي حققه أعتقد أنه لم يكن مستحقا من الجانب الرياضي، الجزائر تملك كل المقومات لتنهض من جديد و لتفرض نفسها قاريا.”

هل ترى أن الجزائر لها كل الإمكانيات للتأهل للمونديال؟

” بالطبع، الجزائر تستحق التواجد في المونديال ،و لكن عليها التأكيد أن ما حدث في كان الكاميرون هو مجرد كبوة جواد فقط و عليها أن تظهر نفس المستوى الذي كانت تتميز بعد قبل كأس إفريقيا من أجل التأهل لمونديال قطر، الجانب النفسي مهم جدا و التحضير البسيكولوجي سيكون له دور كبير جدا في الكاميرون.”

من المؤكد كوتش أنك تعرف يوسف بلايلي الذي لعب في الترجي التونسي فترة إشرافك على نسور قرطاج و انضم مؤخرا لنادي بريست الفرنسي، هل ترى أنه قادر على النجاح في الليغ 1؟

” صراحة له كل المقومات، هو لاعب مهاري و سريع و يجيد المراوغات و يتجه إلى المرمى في أكثر المحاولات، و لكن في الليغ 1 هناك مشكل التأقلم و من الصعب على بلايلي أن يحقق ذلك بسهولة فحتى ميسي يعاني، الدوري الفرنسي تكتيكي جدا و الفرق منضبطة بشكل كبير، و عليه أن يكون جاهزا نفسيا و يتأقلم مع نمط الحياة في بريست، و هو لاعب له إمكانيات كبيرة للغاية شاهدته يلعب في الترجي التونسي و ارتفع مستواه أكثر، و الآن في أوروبا عليه أن يعمل كثيرا و يسعى للتأقلم مع ناديه لأن البطولة في فرنسا صعبة جدا.”

كلمة أخيرة الجمهور الجزائري من أجل ختم هذا الحوار؟

” عليهم أن يواصلوا دعمهم لمنتخبهم لأنه مقبل على مباراتين حاسمتين، صحيح أن الخروج من الكان له تأثير سلبي و لكن لا يجب أن ننسى أن هذا المنتخب صنع أفراح الجزائريين قبل الآن و هم مطالبون بدعمه للذهاب لكأس العالم التي لا تضاهيها أي منافسة أخرى، يحب نسيان الكان و شحن اللاعبين من أجل صنع تاريخ جديد في المونديال.”

حاوره : خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P