الأولىحوارات

في حوار حصري خصّ به جريدة بولا  …خلادي ابراهيم ( دولي سابق، مدرّب و مكوّن مدربين في كرة اليد بفرنسا) : ” الكفاءات الجزائرية في المهجر بإمكانها إنقاذ كرة اليد و جاهزون لتقديم المساعدة”

بداية، كيف ترى الوضعية الحالية لكرة اليد الجزائرية؟

” حقيقة هي تمر بأسوأ فترة لها في تاريخها، و منذ أن بدأت ممارسة هذه الرياضة لم أراها تصل إلى وضعية مماثلة، لا بطولة، لا منافسة لكل الفئات، لا منتخب وطني لا مدربين لا تحضيرات للمنافسات القارية و العالمية، فصحيح أن هناك فترة استثنائية بسبب الوضع الصحي و لكن البلدان المجاورة قد شرعت في التحضيرات منذ فترة طويلة و عادوا للمنافسات بصفة عادية، كما أن اللاعبين يعانون كثيراً من هذه الوضعية بسبب انعدام الدخل الذي كانوا يقتاتون منه، و لكن لا أحد تحرك للأسف من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.”

هل ترى أن تعيين الديركتوار هل الحل؟

“أعتقد أنه كان الحل الأقرب للخروج من هذه الأزمة، من أجل تسيير الفترة الإنتقالية و التحضير لانتخاب مكتب فيدرالي و رئيس جديد، و لكن حسب رأيي الخاص يجب منح هذا الديركتوار مزيداً من الوقت مع صلاحيات أكبر لتسيير هذه المرحلة التي ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض، وأعتقد أن المكتب المؤقت يلزمه وقت إضافي لتحضير أفضل للإنتخابات، فلقد ورثوا وضعية كارثية في وقت صعب للغاية.”

ما هي الحلول التي تراها ممكنة للخروج من هذه الأزمة ؟

” في الحقيقة كرة اليد الجزائرية تعاني من عديد الأزمات، و التي استمرت لفترة طويلة من الزمن، و حالياً يجب على المكتب المؤقت الإسراع في برمجة العودة للمنافسة من جديد و التحضير لعقد جمعية عامة استثنائية و انتخابية لتعيين رئيس جديد و هذا للخروج من عنق الزجاجة و التنفس قليلاً لأن مشكل كرة اليد أعمق بكثير “.

كيف ترى دور وزارة الرياضة فيما يحدث؟

“الوزارة لها الأسباب التي جعلتها توقف الرئيس السابق و تضع المكتب المؤقت، و لكن عليها أن تضع إمكانيات أكثر في خدمة كرة اليد سواء المادية أو البشرية للخروج من هذه الأزمة، مع منح المزيد من الوقت للديركتوار الذي لم يتمكن من إعادة المنافسة و تحضير المنتخبات الوطنية، كما لا يجب أن ننسى أن قرار إعادة المنافسة في القسم الممتاز بـ 25 نادي صعبة للغاية.”

كيف ترى قرار اللعب بـ 25 نادي في القسم الممتاز؟

” لا أعلم إن كان هذا القرار قد تم اتخاذه بعملية انتخابية من أعضاء الجمعية العامة أو قرار شخصي فقط، و لكن شخصياً أرى أن اللعب بـ25 نادي في القسم الممتاز غير صائب إطلاقاً، و من المستحيل رفع المستوى بقرارات مماثلة و التي لا يتم اعتمادها في البلدان الأخرى.”

ما هي المعايير التي تراها مناسبة لاختيار الرئيس الجديد للإتحادية؟

” المعيار الأول و الأهم هو وجوب تقديم برنامج لإعادة كرة اليد إلى السكة الصحيحة، وفق منظور على المدى القريب، المتوسط و البعيد، و يجب أن يهتم هذا البرنامج بالتكوين الخاص باللاعبين و المدربين، التحكيم، الفئات الصغرى، و غيرها من الأمور. كما يجب أن يكون الرئيس ملماً بكل خبايا كرة اليد الجزائرية، عارفا بشؤون التسيير الرياضي والإداري، بالإضافة إلى المستوى الأكاديمي و العلمي و صاحب شهادات عليا.”

ما الذي تراه واجباً تغييره للنهوض بكرة اليد الجزائرية؟

” المشكل الرئيسي في كرة اليد الجزائرية هو انعدام مشاريع حقيقية، و هذا ما على الرئيس المستقبلي للإتحادية أخذه بعين الإعتبار، بالإضافة إلى وجود أشخاص أكفاء في التسيير للنهوض بكرة اليد و ليس لأجل مصالحهم الشخصية. و حسب خبرتي المتواضعة أرى أنه من الواجب إعادة النظر في تكوين المدربين، فمدرب غير مؤهل سيجني لاعبين غير مؤهلين، و في الجزائر نرى لاعبين قدامى يصبحون مدربين بالأقدمية فقط و هذا غير كافٍ، و بالمقابل لا نرى لاعبين سابقين أو عشاق هذه الرياضة يمرون بالتكوين للحصول على شهادة مدرب، و هذا ما يمكّن من تكوين لاعبين على أسس صحيحة، و هذا العمل يجب أن يمر أولاً بالرابطات الولائية والجهوية، بالإضافة إلى فرض تواجد كل الفئات الصغرى بالنسبة لفرق الممتاز، كما يجب احتراف كرة اليد مثلما هو معمول به في كرة القدم، و كذا إنشاء مراكز تكوين و بطولة وطنية لأقل من 19 سنة مثلاً، و تعيين مدربين للفئات السنية للمنتخب الوطني ووضع برنامج عمل طويل المدى مع تحديد الأهداف بدقة، كما يجب تدخل السلطات العليا في البلاد من أجل النهوض بكرة اليد و باقي الرياضات، مع وضع كل الإمكانيات اللازمة لذلك، و سأكتفي بهذا القدر لأني أملك الكثير من الأفكار و المكتب الفدرالي المقبل بإمكانه إيجاد حلول أخرى.”

كيف ترى تجاهل الكفاءات الجزائرية في الخارج للعمل في المنتخبات الوطنية؟

“أنا أرى نوعين من الكفاءات الجزائرية المتواجدة في المهجر هناك من هم في الخليج و هناك من هم في أوروبا، و كلاهما لهما القدرة على منح الإضافة لكرة اليد الجزائرية، و نتحدث كثيراً عن المتواجدين في الخليج لأن أغلبهم كانوا لاعبين سابقين و مدربين في المنتخب، كما لا يجب أن ننسى أن هناك من يتواجدون في فرنسا و في بلد يسيطر على كرة اليد العالمية و يأتي له الجميع من أجل التعلم و لكن لا أحد يتحدث عن الكفاءات الجزائرية التي تعمل في الأندية الفرنسية، و دعني أوضح لك أمراً مهماً. ”

تفضل…

” أنا أؤكد أن هؤلاء المتواجدين في فرنسا و أنا من بينهم نخضع لتكوين رفقة لاعبين سابقين في المنتخب الفرنسي و مدربين حاليين لأندية و منتخبات، من أجل تكوين لاعبين فرنسيين، و هذا ما يجعلني أتساءل لماذا لا تستفيد الجزائر من هذه الكفاءات لتطوير اللعبة و رفع مستوى المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى بالدرجة الأولى، و كل هذه الكفاءات تتمنى خدمة بلدها و تطوير أبناء بلدها في هذه اللعبة، و لكن للأسف يتواصل تهميش هؤلاء الكفاءات التي تبدع بفرنسا في التكوين و التدريب و التحكيم و حتى تكوين المدربين، نملك كفاءات جزائرية في فرنسا مختصة في التحضير البدني و النفسي و كل الجوانب المتعلقة بتطوير رياضة كرة اليد، و أتأسف في كل مرة أحضر دورات تدريبية للإتحاد الفرنسي لكرة اليد حيث أرى مدربين قادمين من كل أنحاء العالم للتعلم و التطور إلا من الجزائر، حيث لا يزال مدربون يعتمدون على طرق تدريب قديمة للغاية”.

كيف ترى تعامل الصحافة والإعلام مع ما تعيشه كرة اليد الجزائرية؟

“في هذا الإطار علينا أن نشكر جريدة بولا التي تعتبر الوسيلة الإعلامية الوحيدة المهتمة بكرة اليد، و التي تقدم للجمهور الجزائري كل كبيرة و صغيرة حول كرة اليد، و للأسف الصحافة الجزائرية مهتمة بكرة القدم فقط و لها نصيب من المسؤولية لأن الجميع يعلم أنه عن طريق الإعلام يمكننا تغيير عديد الأمور، و إيصال رسائل لاعبي كرة اليد و الفاعلين في القطاع، و نرى في بعض الفترات حصصا تتحدث عن كرة اليد و لكن من أجل الحديث فقط.”

كلمة أخيرة؟

” أطلب من السلطات الجزائرية التدخل لإنقاذ كرة اليد و إنقاذ هؤلاء الأشخاص الذين يطعمون عائلاتهم من خلال هذه الرياضة، و دون رغبة قوية من السلطات لا يمكننا تغيير الأمور، و إذا كان بلدنا بحاجة لنا فنحن في الخدمة و سنطير نحو الجزائر اليوم قبل الغد، و أجدد الشكر لجريدة بولا التي لولاها لما وصل صوت معاناة كرة اليد الجزائرية.”

حاوره: خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P