الأولىحوارات

توفيق سليماني (مدرب فريق لندن يونايتد ومحلل قناة bbc العربية): ” التكوين غائب في الجزائر ويجب منح الفرصة للكفاءات الشبانية ” 

توفيق سليماني مدرب فريق لندن يونايتد ومحلل قناة bbc العربية
توفيق سليماني مدرب فريق لندن يونايتد ومحلل قناة bbc العربية

بداية قدّم نفسك للقراء والجمهور الجزائري.

” توفيق سليماني مدرب جزائري مقيم بلندن من ولاية المدية ومدرب حالي لنادي اتحاد لندن الناشط في الدرجة الخامسة لمحافظة لندن ومحلل رياضي بقناة bbc العربية وعدة قنوات عربية، متحصل على ديبلوم uefa b وخريج جامعة التكوين للمتواصل بجامعة للصومعة بالبليدة”.

حدثنا عن مسيرتك الكروية والمهنية؟

“كنت لاعباً في فريق مدينتي أولمبي المدية ثم خضت تجربة أخرى في صفوف اتحاد البليدة، لأنتقل بعدها إلى نادي برج الكيفان الذي ختمت فيه مشواري الكروي وكان ذلك سنة 2000. لأغادر بعدها الجزائر نحو إيطاليا أين اقتحمت عالم التدريب و ذلك عندما التحقت بمركز تكوين المدربين تحصلت خلاله على شهادة تقني في أسس الرياضة و تكوين الفئات الصغرى ، و هكذا كانت انطلاقتي في عالم التدريب و التكوين، ثم بعدها هاجرت إلى إنجلترا أين خضت بعض التجارب التدريبية في عديد النوادي في مقاطعة لندن ليستقر بي المطاف حاليا في نادي اتحاد لندن الناشط في الدرجة الخامسة ، كما أنني أعمل في نفس الوقت محللا للعديد من القنوات العربية  .”

ما هو رأيك في الكرة المحلية وخاصة على مستوى التكوين ؟ 

“بصراحة باستثناء نادي بارادو  نحن بعيدون عن التكوين، فحسب رأي حتى النوادي المحلية أصبحت تعتمد على اللاعبين الجاهزين و همشت بشكل كبير التكوين ويمكن أن نشاهد ذلك في الواقع، فكم من فريق يترك لاعبي الفئات الشبانية يواجهون المصير المجهول بمجرد صعودهم للأكابر ، و في بلادنا كل الأنظار و الاهتمام موجه للفريق الأول و فقط، بما في ذلك الأنصار الذين يطالبون بالنتائج الفورية دوما ، وهو ما  يعكس إهمال عملية التكوين ما أثر بشكل كبير على كرتنا المحلية ،حيث أصبحنا نلهث فقط وراء النتائج مضيعين بذلك عددا كبيرا من المواهب الصغيرة التي يكون مصيرها الاعتزال المبكر وكل هذا تتحمله سياسة التسيير الفاشلة من بعض الدخلاء على كرة القدم “.

حسب رأيك ماذا نحتاج في الجزائر للنجاح في العمل على مستوى التكوين ؟

“أن ننجح في التكوين ليس أمرا إعجازيا فيكفي فقط أن نقارن أنفسنا بجيراننا في المغرب و تونس حتى لا نذهب بعيدا ، هم تفوقوا علينا فقط من ناحية الأكاديميات و المنشآت القاعدية التي تبقى حسب رأيي كمختص أهم شيء للنجاح ، مع مراعاة الشروط الأخرى مثل وضع مشروع حقيقي و استراتيجية  مبنية على أسس علمية صحيحة، ووضع شروط معينة للعمل كمكوّن أو مسيّر لتلك الأكاديميات و أن يكون متخرجا من المعاهد الرياضية حتى يقدم الإضافة بطرق علمية صحيحة، وبعدها سيخلق لنا نظام محكم داخلها، ويصبح الكل يعرف مهامه سواء كلاعب أو مكون أو مسير، وبالتالي تجنب العمل العشوائي وتأثير المحيط السلبي المنتشر في بلادنا، وهنا يمكننا أن ننتظر النتائج التي سترفع من مستوى الكرة الجزائرية “.

حدثنا عن مشاريعك و أهدافك المستقبلية ؟ 

“من الضروري الاعتماد على مختصي وخريجي معاهد الرياضة في الجزائر،  لأن المدرسة تلعب دورا كبيرا في دعم عملية التكوين، وتعويض ولو قليلا الخلل الموجود ، وعلى هذا الأساس أنا أرى أننا في الجزائر متأخرون على الأقل بسنتين إلى ثلاث في بداية عملية التكوين على مستوى الفئات الشبانية ، فاللاعب الشاب عندنا يدخل في سن متأخر إلى الميدان و لا يمر عبر التكوين في كيفية التحكم في الكرة و طريقة التمرير الصحيحة  على سبيل المثال و بعض الأمور الفنية الأخرى ، لذلك نرى معظم لاعبينا يعانون كثيرا عند انتقالهم لنوادي أوروبية ، وعلى هذا الأساس فإن مشروعي هو فتح مدرسة تكوين اللاعبين في سن مبكرة في بلدي ،كما أنه لدي مشروع آخر في التطوير الرياضي يخص الناشئين  بطرق علمية وذهنية لم يسبق أن تطرق لها أحد في عالم كرة القدم ،لكن أحتاج إلى قناة تلفزيونية تتبنى المشروع وتبثه عبر حصص كروية أسبوعية . متأكد أنها ستلقى رواجا كبيرا و تستقطب ملايين المشاهدين حتى من خارج الوطن .”

هل نفهم من هذا الكلام أنك مستعد للعودة للعمل في الجزائر؟

” بالطبع، ومن منا لا يتمنى العمل في بلده، خاصة إذا ما كان هدفك هو تطوير حال الكرة، والمساهمة في تغيير الصورة السيئة لعملية التكوين أو التدريب، فأنا مستعد لنقل تجربتي في الأكاديميات الأوروبية  وإفادة بلادي بها، ثم هناك احتمالين سطّرتهما بخصوص العمل في الجزائر، وهو إمكانية العمل على مستوى التكوين، أو العمل كمدرب في البطولة المحترفة، لكن في الوقت الحالي أنا أستبعد ذلك تماما بالنظر إل  فساد المنظومة الكروية بأكملها في الجزائر و التي لا تشجع على العمل و تقديم الإضافة ،لذلك نحن نأمل في أن تتحسن الأمور مستقبلا برحيل الدخلاء على هذا المجال حتى نتمكن من العودة لبلدنا و المساهمة في تطوير كرة القدم هناك “.

ما رأيك في تعيين بوقرة على رأس المنتخب المحلي ؟ 

“دعني أقول في البداية أن تعيين بوقرة مدربا للمحليين كان قرارا للناخب الوطني جمال بلماضي الذي فضل أن يتعامل مع مدرب يعرفه إمكانياته و طريقة تدريبه و سبق له العمل معه ، ورئيس الاتحادية خير الدين زطشي  لم يتجرأ على معارضة هذا الخيار  ،وعلى كل حال  هذا لا يعني أن بوقرة لا يستحق ذلك فهو يملك من الكفاءة و التكوين ما يرشحه للنجاح في هذه المهمة ، و أنا بدوري أتفق مع هذا الخيار لأن الوقت حان للكفاءات الشابة الذين يجب أن تمنح لهم الفرصة حتى في الأندية لأن الوجوه القديمة و المستهلكة التي قضت حوالي ثلاث عقود في الميادين انتهى وقتها و تجاوزها الزمن “.

شاهدنا العديد من المدربين الشبان في مختلف البطولات الأوروبية ،ما تعليقك على ذلك  ؟

” طبعا فبلدنا غني بالكفاءات في جميع المجالات، لكن هناك من لم تمنح له الفرصة للنجاح في الجزائر بسبب العراقيل التي يتعرض لها ما جعل الكثير منهم يفكر في الهجرة ، و هو ما عشته للأسف و حالي ينطبق على الكثيرين ،صدقني عندما كنت متواجدا في إيطاليا التقيت العديد من أبناء بلدي هناك يدرسون في المعاهد الرياضية الخاصة بالمدربين وحتى هنا في انجلترا نلتقي مع بعض في كل مناسبة ،أتمنى أن يستفيد بلدنا من خبراتنا في المستقبل و دعني هنا أتحدث بلسان الجميع  غالبية المدربين الشبان هنا في أوروبا مستعدون للعودة و خدمة الرياضة و كرة القدم على وجه الخصوص إذا وجدوا المناخ الملائم لذلك   .”

ما هي نصيحتك للمدربين الشباب الذين يريدون احتراف التدريب؟

“نصيحتي هي النظر في تجربة الناجحين ممن خرجوا من البلاد، و الإيمان بالنفس و القدرات، و سبيل النجاح هو العمل و الاجتهاد، و أنوه على نقطة الاجتهاد الشخصي، ففي الجامعة أو الفرق، سيوجهونك فقط إلى عالم التدريب على أنك كنت طالب بمعهد الرياضة أو لاعب سابق بفريق، فعليك باجتهاد شخصي كبير لتطوير نفسك عن طريق الشهادات و التكوينات و الرسكلة المستمرة، ثم كل شيء سيكون سهلا أمامهم .”

كلمة أخيرة تود أن نختم بها هذا الحوار.

” كل الشكر لكم، ومن خلال جريدتكم أبلغ تحياتي لكل القراء الأعزاء، كما أتمنى أن يتغير حال الكرة في بلادنا وأن تتخلص من مشاكل الفساد التي طغت بكثرة في الفترة الأخيرة، كما أتمنى النجاح لبوقرة في مهمته مع المنتخب المحلي”.

حاوره: نور الدين عطية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P