حوارات

جمال حيمودي (الحكم المونديالي السابق): ” لم يعرض عليّ أي منصب منذ اعتزالي لكنني متأكد أني سأعود لخدمة التحكيم في بلدي مستقبلا “

بعد غيابه الطويل عن الظهور إعلاميا، خصّ الحكم المونديالي والدولي السابق جمال حيمودي جريدة ” بولا ” بتصريحات، تحدث فيها عن مشواره التحكيمي ومشاريعه المستقبلية، وكذا مشاكل كرة القدم الجزائرية والعديد من القضايا الأخرى التي ستكتشفونها من خلال هذا الحوار.

 الحكم المونديالي والدولي السابق جمال حيمودي
الحكم المونديالي والدولي السابق جمال حيمودي

بداية كيف حالك جمال وشكرا على قبولك هذا الحوار؟

“الحمد أنا بخير ولا شكر على واجب فنحن دائما مستعدون لإبداء آرائنا عندما يتعلق الأمر بخدمة الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص “.

كيف تقضي أيامك في ظل الحجر الصحي؟

“نحن هنا في فرنسا بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي المفروض على الجميع، بدأت الحياة تعود تدريجيا لطبيعتها مع بعض إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية بطبيعة الحال، لا سيما وأن الحجر رفع كليا عن بعض المناطق، وأتمنى أن يتخلص بلدي من هذا الوباء قريبا وكل الأمة الإسلامية والعربية”.

ماذا يفعل حيمودي الآن وهل ابتعد نهائيا عن مجال التحكيم؟

“بالطبع لا، فحيمودي لا يمكنه ترك هذا المجال الذي قضينا فيه أكثر من 20 سنة وتعلمنا فيه الكثير من الأمور وكسبنا الخبرة التي نسعى تقديمها للشبان، منذ انتقالي للعيش في فرنسا أشرفت على بعض الدورات التكوينية للحكام هنا في رابطة باريس، أما الآن فأنا بصدد التحضير لمشروع تكوين للحكام الشبان بالرابطات الجهوية في ضواحي باريس وهو العمل الذي بدأنا في التحضير له منذ الموسم الماضي”.

ولماذا لم نر حيمودي في أي منصب منذ اعتزاله سنة 2014؟

“هذا السؤال يجب أن يطرح على المسؤولين عن الرياضة في الجزائر، فأنا منذ اعتزالي قبل ستة سنوات لم يسبق لهم الاتصال بي، لكن الشيء الذي أنا متأكد منه هو أن حيمودي إن لم يكن اليوم على رأس لجنة التحكيم فإنه سيكون غدا، لأنني أسعى لتقديم الخدمة لبلدي الذي يبقى هو الأحق في الاستفادة من خبرة السنوات التي قضيتها في هذا المجال.”

يقال إن الشخصية القوية والصارمة لحيمودي تجعله لا يلقى الإجماع عند مسؤولي الكرة الجزائرية الذين يفضلون شخصيات يسهل للتحكم بها، هل تتفق مع هذا الطرح؟

 الحكم المونديالي والدولي السابق جمال حيمودي
الحكم المونديالي والدولي السابق جمال حيمودي

“دعني في البداية أشكرك على هذا السؤال ، أولا لا أريد التعليق على الشطر الثاني المتعلق بالشخصيات التي يسهل التحكم فيها و تنصاع لأوامر المسؤولين،  فكل شخص حر في تصرفاته ، أما عن الجزء الأول المتعلق بي  فيجب التأكيد أن الشيء الوحيد الذي أوصلني للعالمية و تحقيق إنجاز غير  مسبوق بتحكيم أربع مواجهات في كأس العالم هو الصرامة التي  كانت مبدئي و سلاحي للنجاح في هذه المهنة التي تتطلب قوة الشخصية ،لذا فلن أقبل العمل إلا من خلال هذا المبدأ ، و إن تم الاتصال بي مستقبلا ، فكونوا متيقنين أنني لن أقبل أي تدخل في صلاحياتي و لن أفعل إلا ما أراه صحيحا و مناسبا” .

دون شك تتابعون ما يحدث من قضايا فساد داخل الكرة الجزائرية، هل من تعليق حول ذلك؟

“لا يمكننا الحديث كثيرا عن هذه القضايا التي هي بيد العدالة الجزائرية التي ندرك تماما أنها ستطبق العقوبات اللازمة ضد المتورطين، لكن يجب الإشارة إلى أن تدخل الدولة يعني أن هناك سياسة واضحة لمحاربة الفساد الذي أساء كثيرا للكرة المحلية وهو ما نتمناه حتى تعود الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها “.

نرى تراجعا رهيبا للصافرة الغليزانية عكس ما كان عليه في السنوات السابقة التي كنتم فيها على رأس لجنة التحكيم، يا ترى ما سبب ذلك؟

“بطبيعة الحال سيكون هناك تراجع للصافرة الغليزانية عندما يعمل القائمون على التحكيم في غليزان دون مشروع أو سياسة واضحة، لا يمكن أن تصل لأي نتيجة إذا لم تعتمد على تخطيط مستقبلي، وهذا للأسف غير موجود على مستوى الرابطة، وإن تواصل العمل بنفس هذه السياسة فأنا أتوقع اندثارا للتحكيم على مستوى الولاية التي كانت خزانا للعديد من الحكام الذين تألقوا في السنوات الماضية”.

أليست لديكم أي نية للترشح لرئاسة رابطة غليزان لكرة القدم؟

“سمعت الكثير من هذه الإشاعات في الماضي، لكن من هذا المنبر أنا أنفي ذلك تماما وأؤكد لكم أنه ليست لدي أي نية لرئاسة رابطة غليزان، لكن هذا لا يمنعني من التدخل وإبداء رأيي إن تطلب الأمر، خصوصا إذا لاحظت تصرفات غير لائقة تحدث على مستوى الرابطة أو فيما يتعلق بالتحكيم وقد يتساءل البعض بأي صفة يتدخل حيمودي وهنا أوّد الإشارة لأمر مهم.”

تفضل …

“أعتقد أن تدخلي على مستوى رابطة غليزان أو فيما يتعلق بالتحكيم الغليزاني حق يكفله لي تاريخي التحكيمي ومسيرة السنوات التي قضيتها في الميادين ولن يمنعني منه أحد، لذا فأنا أعتبر ذلك واجبا على أن أتدخل، حرصا مني على مستقبل الحكام الشبان وغيرة على الصافرة الغليزانية.”

خلال السنتين الأخيرتين ظهر العديد من الحكام البارزين في البطولة، لكن من هو الحكم الذي تتوقع تألقه بشكل أكبر في المنافسات القارية والدولية؟

“فعلا برز العديد من الحكام الشبان على مستوى الوطن خلال آخر موسمين، لكن أنا أراهن كثيرا على الحكم الدولي مصطفى غربال وأتوقع تألقه في مونديال قطر 2022 خاصة وأنه يتمتع بكل مواصفات الحكام الكبار، كما أنصحه بمواصلة العمل الجدي من أجل البروز أكثر في منافسة بحجم المونديال، وأتمنى له كل للنجاح والتوفيق في مشواره التحكيمي”.

هل هناك كلمة أخيرة تود أن نختم بها هذا الحوار؟

“أشكركم على هذا الحوار الشيق، وأتمنى لكل طاقم الجريدة المزيد من النجاح والتألق، كما لا أنسي تجديد الكلام الذي قلته سابقا أن حيمودي سيعود لخدمة التحكيم في بلده عاجلا أو آجلا، مع تمنياتي أن يرفع الله عن الجزائر والأمة الإسلامية هذا الوباء ودمتم بألف صحة وعافية.”

حاوره: نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P