متفرقات

عرفت ذروتها خلال الصائفة الماضية … إطلاق حملة تلقيح واسعة لمواجهة جائحة كورونا

أطلقت الجزائر حملة تلقيح واسعة خلال سنة 2021 لمواجهة جائحة كوفيد-19 التي عرفت ذروتها خلال الصائفة الماضية، حيث سجلت البلاد قرابة 18 ألف حالة استدعت في معظمها استعمال الأوكسيجين. و على غرار العديد من دول العالم شكلت الموجة الثالثة لكوفيد-19 “امتحانا” لنجاعة المنظومة الصحية الوطنية ، حيث تم وضع كل قدرات القطاع ومستخدميه في حالة تأهب لم يسبق لها مثيل،  ليس من أجل مواجهة هذه الأزمة الصحية فحسب بل لوضع استراتيجية صلبة لتشجيع الإقبال على حملة التلقيح. وأكد خبراء في علم الأوبئة والأمراض المعدية والفيروسات أنه كان متوقعا خلال ظهور الموجة الثالثة بالدول الأوروبية انتقالها إلى الجزائر التي سجلت خلال الثلاثي الأول لسنة 2021 “نوعا من الهدوء المؤقت” سرعان ما تطور إلى موجة أخرى ظهرت بتعقيدات تنفسية “أكثر شدة” من سابقتها سيما خلال الصائفة الماضية. و دفعت هذه الوضعية الصعبة المتمثلة في نقص مادة الأكسيجين وعدد الأسرة بالمستشفيات برئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، إلى التدخل من أجل الإسراع في توفير الأكسيجين والرفع من قدرة الاستيعاب بالأسرة إلى نسبة 65 بالمائة.

و لضمان التكفل بكل المرضى على جميع المستويات، سارعت وزارة الصحة إلى تحويل كل الأسلاك والنشاطات الطبية إلى مصالح كوفيد-19 تخوفا من انتشار العدوى بالأوساط الاستشفائية، مع الاكتفاء بضمان سيرورة الخدمة بمصالح الولادات والأطفال والسرطان و الإستعجالات والعجز الكلوي. و كانت الولايات ذات الكثافة السكانية الواسعة أكثر تضررا بالجائحة وعلى رأسها الجزائر العاصمة التي تحتوي على 19 مؤسسة استشفائية ، عجزت عن الاستجابة للطلب المتزايد مما دفع بالسلطات العليا في البلاد إلى الاستغاثة بالمؤسسات الاستشفائية لكل من ولايات تيبازة والبليدة وبومرداس. و فيما يتعلق بتوفير مادة الأكسيجين، فقد أعطى رئيس الجمهورية تعليمات صارمة للرفع من قدرة إنتاج هذه المادة الذي انتقل من 290 ألف لتر إلى 310 ألف لتر يوميا خلال الأزمة، تم تدعيمه ب4500 جهاز تنفس اصطناعي و 4551 مكثف للأكسيجين بعضها مستورد من طرف الدولة والبعض الأخر تبرعت به بعض المؤسسات الوطنية والجمعيات وأبناء الجالية الوطنية بالخارج. و رافقت كل هذه الإجراءات الطارئة قرارات أخرى تمثلت في غلق الحدود وفرض الحجر الصحي الكلي على بعض الولايات ، سيما تلك ظهرت بها بؤر للفيروس الذي صاحبه ظهور متحور جديد آنذاك “دلتا” الذي زاد تعقيدا للوضع، إلى جانب غلق جميع الفضاءات العمومية و المساجد.

تجنيد 8000 مؤسسة للتلقيح ودعمها بعيادات متنقلة للجيش الشعبي الوطني

بالرغم من تجنيد 8000 مؤسسة للتلقيح ودعمها بعيادات متنقلة للجيش الشعبي الوطني وأخرى لوزارة الصحة ، مع فتح المساجد والفضاءات العمومية لهذه العملية، إلا أن حملة التلقيح لم تكن في مستوى تطلعات السلطات العمومية المتمثلة في استهداف نسبة 70 بالمائة من السكان مع نهاية سنة 2021 بعد أن عرفت “إقبالا كبيرا” خلال الموجة الثالثة.

ففي الوقت الذي سجلت فيه الجائحة ذروتها من ناحية عدد الإصابات والاستشفاء والإنعاش وحتى الوفيات، تخوف المواطن من هذه الوضعية حيث سارع إلى عملية التلقيح الذي بلغ آنذاك ذروته مسجلا قرابة 300 ألف ملقح يوميا لتتراجع بعدها خلال الأشهر الأخيرة إلى 20 ألف ملقح يوميا. يذكر أن كميات اللقاحات المتوفرة على مستوى معهد باستور إلى غاية نهاية ديسمبر الجاري ستصل إلى قرابة 30 مليون جرعة بما يكفي تحقيق الهدف الذي سطرته السلطات العمومية. و من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها السلطات العمومية خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين بعد تراجع عدد الإصابات إلى أقل من 100 حالة، التعديل من مدة الحجر الصحي المنزلي مع التشديد على الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تبقى “السبيل الوحيد إلى جانب اللقاح للتصدي للجائحة”. و من جهة أخرى وحماية للساكنة  قرر رئيس الجمهورية  إلى جانب توفير كميات معتبرة من اللقاح المستورد، إنتاج هذه المادة في إطار شراكة جزائرية-صينية من خلال وحدة قسنطينة لمجمع صيدال. كما تم تعزيز معهد باستور بتقنيات متطورة (سيكونساج) للكشف عن سلالات الفيروس التي تظهر من حين لآخر، في انتظار اقتناء تقنيات أخرى أكثر تطورا قريبا تتماشى و تطورات الظروف الصحية الطارئة في العالم. و استنادا إلى تطور الوضعية الوبائية عبر العالم مع ظهور متحور”أومكرون” وبعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بمتحور “دالتا” خلال الأيام الأخيرة محليا، تجاوزت في بعض الأحيان 200 حالة يوميا ، فإن السلطات العمومية تخشى مرة أخرى من انتشار المتحور الجديد بالرغم من “عدم خطورته إلى حد الآن” في ظل تراجع نسبة التلقيح عبر الوطن.

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P