الأولى

أكد أنه سيعمل على خلق قطب إقتصادي .. ونوغي:” أنا في مهمة وطنية لتطهير و عصرنة لاناب و دعم الدولة للصحافة غير محدود”

نزل الرئيس المدير العام للوكالة الوطنية للنشر و الإشهار و مستشار وزير الإتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة السيد العربي ونوغي ضيفاً على قناة الحياة الجزائرية، لتناول الوضعية العامة في الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار و قطاع الإعلام بصفة عامة، و ما يسعى السيد ونوغي تحقيقه على رأس هذه الوكالة، كاشفاً عن البرنامج المسطر على رأس هذه الهيئة، التي اعترف أنها كانت تسيّر بطريقة كارثية في الفترة الماضية، واعداً في الوقت ذاته بتطبيق القانون فوق الجميع و أن العمل سيكون وفق مقاييس لا مجال للتحيّز عنها، كما أكد أنه سيبقى مدافعاً عن حقوق العمال و الصحفيين، مع السعي لعصرنة الوكالة و تطهيرها لجعل الصحافة للصحافيين فقط، كما كشف أنه سينشئ أربع لجان جديدة تعمل على وجود قطب اقتصادي هام. كما أكد ونوغي أن زمن سيطرة القوى الغير إعلامية على الوضع من أجل الريع و الربح قد ولى، رافضاً في الوقت ذاته تحميل وكالة النشر والإشهار مسؤولية توقف صدور بعض الجرائد و توقف بعض المؤسسات الإعلامية.

” المؤسسة كانت في وضع كارثي و سنقوم بمهمة إصلاح شامل لإعادة بعث هذه الوكالة”

و بدأ السيد ونوغي حديثه عن بداية تنصيبه على رأس الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار، حيث شرح ورقة طريق العمل التي ستقوم على ثلاث أمور، حيث قال:” أنا عُيّنت من طرف السيد الرئيس و استملت المهام في 20 من شهر أفريل الماضي، و أنا في مهمة تقوم على ثلاث أشياء، دراسة واقع، معاناة داخل المؤسسة، للقيام بمهمة إصلاح شامل لإعادة بعث هذه الوكالة، كقطب إقتصادي خلاق لمناصب العمل و للثروة، و هذا ما يتطلب تنظيم كبير و دقيق، و إخراجها من تفكر قديم سائد.”و لم يخفي السيد ونوغي الوضعية الصعبة التي كانت عليه لاناب في الفترة السابقة، حيث أكد قائلاً:” عندما دخلت المؤسسة وجدتها في وضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، و هذا لا يعني أن لك من يعمل في لاناب متورط، بل هناك إطارات ممتازة ذات كفاءة عالية.”، و اعترف الرئيس المدير العام في حديثه أن الوكالة لم تكن قائمة على أسس صحيحة وسليمة في الفترة السابقة، حيث قال:” لوكالة كانت عبارة عن جمعية خيرية و التوظيف لم يكن قائما على أسس صحيحة، بل على ‘المعريفة’، و كانت حظيرة للجميع ما جعلها تهمّش الكفاءات و أقصت مردود العمال، و مردود الإطارات المخلصة، و حتى التسيير لم يكن يقم على مستندات قانونية، و النظام لم يتجدد منذ سنة 1994، رغم أننا في عصر الرقمنة، و على عاتقنا ديون بآلاف الملايير، و لا نزال في مرحلة التحقيق و التدقيق، و نحن نعمل بحزم و بسرعة لضبط الأمور، ”

” قوى غير إعلامية استحوذت على الإشهار من أجل الربح و الريع”

هذا و قد تحدث السيد ونوغي عن الوضعية الصعبة التي كانت تعيشها الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار في العهد السابق، حيث اعترف بأن هناك قوى غير إعلامية سيطرت على الإشهار، و دون مقاييس، حيث قال: ” القوى الغير إعلامية سيطرت على الوضع في السابق، و هناك أكثر من 40 جريدة تصدر لا علاقة لها بالإعلام، و الإشهار كان يمنح بدون أي مقياس، بل كان يخضع للولاء، و العلاقات و الشبهات، كما أني وجدت بعض الجرائد لم تستفد من الإشهار، منذ تأسيسها، و عددها يفوق ال 20، و هذا أمر غير ممكن، بالمقابل هناك فئة قليلة من الجرائد احتكرت كل الإشهار، كما أن هناك من لا علاقة له بالإعلام لا من قريب و لا من بعيد استفاد من الإشهار، كالسيناتورات، رؤساء الأحزاب، رياضيين وغيرهم، و هذا ما يعتبر خرق للقوانين، كما أفضت التحقيقات على سبيل المثال أن هناك أسبوعية تصدر ثلاث مرات في أسبوع للحصول على الإشهار، و هناك جرائد لا توزع أصلاً هي تسحب و تبقى في المطابع، وهذا ما يعتبر تبديد للمال العام، كما أن هناك بعض الجرائد لا تتوفر على أدنى الشروط.”

دعم الدولة للصحافة غير محدود، و لم تفرّق بين العمومي و الخاص”

هذا و قد أكد الرئيس المدير العام للوكالة الوطنية للنشر و الإشهار أن الدولة الجزائرية لن تتوانى في دعم الصحافة، دون أي تفريق بين المؤسسات العمومية و الخاصة، حيث أن الجميع سيكون تحت القانون، إذ قال: ” دعم الدولة الجزائرية للصحافة غير محدود، و هذا تبرزه عدة أشياء، كالدعم في سعر الورق، و الدعم في إنشاء، مشاريع صحفية، و الإعفاء الضريبي من 3 إلى 5 سنوات، و معظم الجرائد في بداية التأسيس تتحصل على مقرات بأسعار رمزية للكراء، بينما هناك جرائد عمومية ليس لها مقرات، و الدولة لم تفرق بين العمومي و الخاص كما يشاع، و لكن التعدد الإعلامي استغله البعض كوسيلة للنهب، و هذا ما جرّنا لكارثة الريع الإشهاري، وحان توقف هذا الفساد. ”

“عازمون على تطهير القطاع، و الصحافة ستبقى للصحافيين”

هذا و قد أبان السيد العربي ونوغي عن عزم كبير من طرفه على رأس الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار على تطهير القطاع من القوى الغير إعلامية، حيث قال: ” نحن عازمون على تطهير الميدان و الصحافة ستبقى للصحافيين، لتكون هناك مؤسسات إعلامية و ليس جمعيات خيرية، و هناك من بقي ينتظر دعم لاناب لتحويل الأموال للخارج و الإستشمار على حساب الصحفيين.”ً كما أبدى ذات المتحدث تعاطفه الكبير من مع العمال و الصحفيين خاصة الذين تم تسريحهم بعد غلق بعض المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى الصحافيين الذين لم يتقاضوا أجورهم منذ عدة أشهر، مبدياً في الحين ذاته رفضه القاطع، للإتهامات و تحميل لاناب مسؤولية عدم إصدار بعض الجرائد، حيث قال ونوغي:” جريدة النهار على سبيل المثال أرادت تحميل لاناب مسؤولية توقف صدور الجريدة، لأن الوكالة لم تمنحها الإشهار، و لكن هذا مشروع مؤسسة كما سبق لهم الإستفادة من آلاف الملايير في السنوات الأربع الأخيرة في الجريدة الورقية فقط، و لدي كل الأرقام، على سبيل المثال مجمع وقت الجزائر استفاد من 54 مليار سنتيم، جريدة النهار تحصلت على أكثر من 113 مليار سنتيم.”

” أنا نقابي و سأدافع عن الصحفيين و العمال و سأسأل أمام الله” 

و في السياق ذاته، كشف الرئيس المدير العام ل’ لاناب’ أنه يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة للغاية، كما تعهّد بحماية حقوق الموظفين و الصحفيين في مختلف المؤسسات الإعلامية، حيث قال:” سأجمتع مع مدير الضرائب، و مدير الضمان الإجتماعي، و مفتشية العمل، سنعطيهم كل أرقام و إحصائيات الجرائد العمومية و الخاصة لنرى من هو في وضعية قانونية، و أنا نقابي أدافع عن الصحفيين و العمال.” و أضاف السيد ونوغي أن القانون سيكون فوق الجميع دون استثناء حيث قال:” لن أقبل أي تدخّل لصالح جريدة معيّنة، لقت كلّفت بأمانة سأسأل عليها يوم القيامة أمام و الله، و سأسأل عليها أمام ضميري، و أمام من كلفني، و سأكون عادلاً، لن يُظلم أحد، ولن يأخذ أي أحد حق الآخر، و سنوزع الإشهار وفق شروط و مقاييس، مع الحرص على المال العام و الحفاظ عليه من التبدد من طرف قوى غير إعلامية، و إجرامية التي تأكل أموال العمال و الصحفيين و الموظفين من أجل الإثراء الغير مبرر.” و أضاف:” أنا متضامن مع زملائي في مجمعي النهار و وقت الجزائر كواجب مهني و بما أنني نقابي، و لكن لاناب ليست مسؤولة عن توقف هذه المؤسسات، حيث أن هذه الأخيرة مؤسسات تجارية وتخضع لقوانين الإفلاس، و استفادت من ملايير في وقت سابق، و هناك جرائد عديدة توقفت و لم نتكلم عليها، و لماذا يتم تسليط الأضواء على المؤسستين المذكورتين فقط.”

“سنحدد أربع لجان جديدة و سنعمل على خلق قطب اقتصادي قوي”

هذا و اعترف السيد ونوغي أن تعيينه على رأس الوكالة الوطنية للنشر الإشهار، قابله وجود بعض المعيقات، إلا أنه أبدي عزمه على تجاوزها في أقرب فرصة ممكنة، لتجسيد البرنامج المسطر رفقة مجلس الإدارة الذي يضم كفاءات عالية، حيث قال ذات المتحدث:”لقد عيّنت في ظرف استثنائي، مع وجود بعض المعيقات، كوباء كورونا عافانا الله جميعاً، حيث أن الوكالة تعمل بأقل من 10% لأن الحفاظ على صحة الجزائريين تمّر قبل كل شيئ، ثم دخل شهر رمضان المبارك، و نحن مقبلون على موسم الصيف، و هذا ما سيعرقل نوعاً ما وتيرة العمل، و لكن نحن مجندون بإرادة كبيرة، و بدعم روقة بيضاء من طرف من كلفني بهذه المهمة، و سأكون ان شاء الله قدر المسؤولية.”، و أضاف ونوغي قائلاً أن مجلس الإدارة سيعمل على إنشاء لجان جديدة، حيث قال:” سأعتمد على مجلس الإدارة المكلف من كفاءات معروفة ذات باع طويل في التسيير، و سنحدد أربع لجان: لجنة التطهير المالي و المحاسبة، لجنة الموارد البشرية، لجنة التطوير و العصرنة، و لجنة المديرية العامة للتجارة، و سنعمل معاً لخلق قطب اقتصادي قوي.”

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P