الأولىحوارات

فتح قلبه لجريدة بولا… روى تفاصيل ما عاشه في مباراة الكاميرون و تحوله من لاعب إلى حارس مرمى  … شاكر الهدهور:” أمي رفضت أن ألعب حارس مرمى، و عشت متعة خاصة ضد الكاميرون”

بداية، كيف تقيم مشاركة منتخب جزر القُمُر ؟

” دخلنا الدورة بخجل كبير بما أنها أول كأس إفريقيا نشارك فيها و كانت تاريخية لمنتخبنا، صراحة شعرنا بقليل من التخوف في بداية الأمر، لكن دخلنا أجواء المنافسة شيئا فشيئا و مع توالي الدقائق أخذنا الثقة في أنفسنا و كبرت طموحاتنا بدليل أننا تمكنت من الفوز على منتخب غانا رغم التاريخ الكبير الذي يتمتع به هذا البلد في كرة القدم، ثم جاءت مباراة الكاميرون التي يعرف الجميع كيف لعبناها، خاصة و أننا لعبنا أغلب فترات المباراة بعشرة لاعبين، و أظهرنا وجه قوي للغاية، و رغم الخسارة فنحن راضون و سعداء بما قدمناه في هذا الكان و خرجنا برأس مرفوع بعدما أسعدنا أنفسنا و أهلنا و كل الشعب القمري، و هذا ما سيبقى محفورا في ذاكرتنا.”

هل كنتم تتوقعون التأهل للدور الثاني من الكان؟

” لا، صراحة لم نكن ننتظر أن نجتاز الدور الأول خاصة و أن القرعة وضعتنا في مجموعة صعبة للغاية، و لم نكن ننتظر التأهل و نحن قد انهزمنا في مباراتين و فزنا على غانا فقط، دعونا الله أن تكون المرتبة الثالثة المؤهلة للدور المقبل من نصيبنا و هذا ما حدث فعلا، الحمد لله على كل شيء.”

مباراة الكاميرون كانت خاصة للغاية، حدثنا عما حدث قبلها؟

” البداية كانت بنتائج إختبارات الكوفيد التي أعلنت عن إصابة 12 لاعبا من الفريق، و هذا ما أخلط كل الأوراق خاصة و أن بينهم حارسين اثنين، مع إصابة الحارس الأول سليم بن بوانا، و حضّرنا المباراة في ظروف خاصة و نحن لا نعلم من سيلعب حارس مرمى، نحن في المنتخب نعيش في أجواء مرحة على طول الخط، و كنا نمازح بعضنا بهوية الحارس الذي سيشارك في المباراة، و لكن كان لنا أمل في استرجاع أحد الحراس للخروج من هذه الورطة.”

و كيف وقع الإختيار عليك لتكون حارس مرمى؟

” مساعد المدرب و مدرب الحارس هما من قررا هذا الأمر، تحدثا معي ليروا ردة فعلي و قد كنت متفاجئ للغاية، و قبل بداية التدريبات المسائية و بمجرد دخولنا إلى الملعب، اتجه نحوي جون بادوفاني ( مدرب الحراس)، و قال لي أنه لا مفر من لاعبي كحارس مرمى و أنا فقط من يمكنه إنقاذ الفريق من هذه المشكلة و أنا الوحيد صاحب الخبرة من بين بقية الشبان في المنتخب، و تم اختياري على أساس أنني مدافع و يمكنني اللعب في قلب الدفاع و هذا ما يمنحني بعض الميزات في حراسة المرمى.”

ما هو الشعور الذي انتابك بعد هذا القرار؟

” فرحت كثيرا بعد أن ظهرت نتائج أحد الحراس سلبية و قلت في قرارة نفسي أنه سيلعب أخيرا و سأتخلص من هذا الأمر الغريب، لكن تم تغيير اللوائح من طرف الكاف و قيل أنه يتعين عليه أن يكون في الحجر الصحي لمدة خمس أيام، هنا فقدت كل الأكل و بدأت أشعر بنوع من الحرج و الضغط و حتى الخوف ( يضحك)، إتصلت بوالدتي و قد رفضت رفضا قاطعا أن ألعب كحارس مرمى و كل محاولاتي بإقناعها باءَت بالفشل، و لكن في نهاية المطاف رضخت للأمر الواقع و قلت لها بأنني في مهمة الدفاع عن الوطن، لكنها بدت خائفة للغاية من هذا الأمر، و بعدها تقبلت الأمو حتى أنا و أصبحت أفكر و كأنني حارس مرمى حقيقي ( يضحك)

حدثني عن غرف تغيير الملابس، الإحماء، الصحي الجماهيري و كل الأنظار موجهة نحوك…

” بعد الوصول إلى الملعب، تغير الإحساس من الإرتياح إلى الخوف، قبل الدخول إلى الملعب لإجراء التمارين الإحمائية، قدم لي مدرب الحراس قفازات و قميص خاص بالحراس، هنا بدأت أشعر بالغرابة و بمجرد الدخول إلى أرضية الميدان رأيت كل الكاميرات موجهة نحوي و المصورون يلتقطون الصور لي، تيقنت أن الأمر غير عادي، أحسست بضغط رهيب و كل الشكر لرفاقي الذين أعطوني الكثير من الدعم و المساعدة و رفعوا من معنوياتي كثيرا..”

كيف كنت تنتظر إلى هجوم الكاميرون و تقدم أبو بكر نحوك؟

” كان أمرا مرعبا في البداية لكن دخلت في المباراة و أصبحت أتمتع بكل كرة ألمسها و بكل لقطة أشارك فيها، صحيح أن الكاميرون تملك قوة هجومية كبيرة لكن لمساعدة من الله، تمكنت من تجاوز كل هذا و أصبحت أحس و كأني حارس مرمى حقيقي.”

كيف تعلق على لقطة الهدف الثاني أين وضعت يداك خلف ظهرك؟

” يضحك مطولا، تلك اللقطة كانت غريبة فعلا، لما رأيت أبو بكر يتقدم نحوي و كان وجها لوجه لم أستطع أن أفكر في أي شيئ، نسيت أنني حارس و وضعت يداي خلف ظهري كما أعتدت أن أفعل حتى أتجنب ضربة الجزاء، و تمكن أبو بكر من التسجيل، و لكن مع هذا تبقى لقطة غريبة حقا و لكن بما أنني مدافع فالأمر يبقى عاديا..”

و مع هذا فقد تمكنت من التصدي لمحاولتين خطيرتين..

” صحيح، و لكن لو تركز مع اللقطة فقد منعت الكرة من الدخول دون أي حركة خاصة بحارس مرمى كنت في الأرض دفعت الكرة ثم سقطت، ثم عادَت لي من جديد فقمت بإبعادها و سقطت، و كل هذا مخالف للحركات التي يقوم بها الحراس، و لكن كنت سعيدا وأنا أمنع الأهداف عن الشباك و كنت فخوار برؤية زملائي يتفاعلون مع تلك الحركات التي كانت تبدو غريبة.”

بعد نهاية المباراة، كيف تلقيت معاملة زملائه، العائلة، السوشل ميديا؟

” بعد 90 دقيقة، لم يتوقف هاتفي من تلقى الإشعارات، زملائي انتظروني في غرف تغيير الملابس و هنأوني، احتفلنا مطولا، إتصلت بوالدتي و كانت فخورة جدا بما قدمته، كنت أتلقى التحية من الجميع، و حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتوقف، تلقيت كماً هائلاً من الرسائل و من الجزائريين أيضا الذين أشكرهم على التشجيع و على المشاعر الجميلة التي عاملوني بها.”

و ماذا حدث بعد العودة إلى ناديك أجاكسيو؟

” غادرت بسرعة من الكاميرون نحو فرنسا لأنني كنت مرتبطا بمباراة مع فريقي بعد ساعات من الخروج من الكان، لقد مازحني زملائي كثيرا وضعوا ملابس الحارس و القفازات في مكاني في غرف تغيير الملابس و طالبوا مني إجراء الإحماء مع الحراس، و حتى الأنصار في الملعب و الشارع لو يتوقفوا عن ممازحتي بهذا الأمر.”

كيف تعلق على العقوبات التي تلقاها منتخب جزر القمر بعد المباراة؟

” أرى أنها مبالغ فيها نوعا ما، و الأمر كان خارج عن نطاقنا، تأخرت للخروج إلى الميدان بسبب عدم وجود قميص خاص بالحراس يحمل رقمي، و هذا ما تسبب لنا في عقوبة، لكن يجب إحترام القوانين مهما كان، و يجب الإحتفاظ بكل ما هو إيجابي من هذه المشاركة.”

كيف ترى مستقبل منتخب جزر القمر؟

” ينتظرنا عمل كبير و نعمل على التواجد في كان 2023 بساحل العاج، علينا أن نضاعف العمل لنحقق نتائج أفضل من هذه المرة، سيكون الجميع في انتظارنا و من المؤكد أن نظرة باقي المنتخبات نحونا تغيرت كثيرا بعد الذي قدمناه في هذا الكان.”

كلمة أخيرة لختام الحوار…

” أشكركم على تواصلكم، و على منحي هذه الفرصة التحدث مع إخوتي الجزائريين الذين أريد تقديم كل شكري لهم من بوابة جريدتكم على الرسائل التي بعثوها و التشجيع و كل الحب و الإحترام، أتمنى من صميم قلبي مواجهة المنتخب الجزائري مستقبلا، ستكون مباراة كبيرة دون شك و أخوية بين أشقاء عرب، كل سلامي للجزائريين إلى اللقاء.”

حاوره : خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P