بداية شكرا على قبول إجراء هذا الحوار، و كل التهاني على اللقب العربي الثاني مع كل التمنيات بالنجاح و التوفيق في قادم المواعيد..
” لا شكر على واجب، شكرا لكم وهنيئا لكل الجزائريين بهذا اللقب.”
بداية كيف تعلق على تتويج المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة بكأس العرب؟
” لقد كان تتويجا مستحقا على كل الأصعدة نظير كل ما قدمناه منذ بداية هذه الدورة وحتى قبل انطلاقها، فيما يخص التحضير، كما أن هناك رغبة كبيرة كانت تحذو الجميع في التتويج بهذا اللقب منذ التحضير للمباراة الأولى، والجميع كان واعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه من أجل التتويج، سواء اللاعبين أو مختلف أطقم المنتخب الوطني، والحمد الله الذي وفقنا لنيل اللقب.”
كيف عشت أجواء النهائي خاصة مع تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الاخيرة من المباراة وذلك الحماس الكبير الذي شهدته المدرجات؟
” صراحة، يعجز اللسان عن التعبير عما عشناه في تلك اللحظات، تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 89 من المباراة كان له طعم خاص للغاية. كما أننا كنا مركزين للغاية ومؤمنين بحظوظنا كما كانت لنا رغبة كبيرة للغاية في الفوز بالمباراة النهائية رغم صعوبة المأمورية بما أننا كنا متأخرين في النتيجة، و الحمد لله أن مجهوداتنا كللت بهدف التعادل وسط تلك الأجواء الكبيرة التي صنعتها الجماهير في المدرجات و هيستريا الفرحة جعلتنا نتصرف دون تفكير و نركض في كل الإتجاهات.”
ما هي النصائح التي قدمتها للمدرب واللاعبين بعد معاينتك لأداء المنتخب المغربي؟
” لا يمكن القول أنها نصائح، بل هو تقرير مفصل قدمته للمدرب و درسناه معاً، و هو بدوره جهز إستراتيجية اللعب بناءا على التقرير، و اشتغلنا عليها كثيرا في التدريبات وسط تجاوب كبير من اللاعبين و هذا ما جعلها تكلل بالنجاح، حيث أنهم طبقوا الإرشادات و التعليمات مثلما اشتغلنا عليها و قمنا بالتصدي للمنتخب المغربي و كبح نقاط قوته و الحمد لله أننا خرجنا منتصرين في النهاية.”
لنعد منذ البداية، كيف تلقيت خبر انضمامك لطاقم المنتخب الوطني قبل الدورة؟
” انضمامي لطاقم المنتخب الوطني لم يكن قبل بطولة العرب فقط، فقد شاركت في عدة تربصات سابقة، رغم غيابي عن بعض التربصات الأخيرة بسبب بعض الإرتباطات، لكن الحمد لله عدت للطاقم قبل بداية الدورة، كما لا يفوتوني أن أشكر الرئيسي رزقي رمان على الثقة التي وضعها في شخصي حتى أكون عضوا في طاقم المنتخب الوطني، وبما أني أعرف بيت منتخب أقل من 17 سنة جيدا لم أجد أي صعوبة في الإندماج، كما أننا كنا نعمل وسط جو من الارتياح والثقة والحمد لله.”
هل لك أن تروي لنا يومياتك خلال الدورة، طريقة عملك، تقييمك للاعبين، معاينة الفيديو، إلخ، حتى يتسنى للجمهور الرياضي معرفة عمل محلل الفيديو…
“صراحة يوميات متعبة حقاً، بداية من معاينة المنافسين، وصولا إلى تحليل أداء المنتخب الوطني و طريقة اللعب فرديا و جماعيا و بين الخطوط ( دفاع، وسط و هجوم) و لهذا فأنا في كل الوقت منشغل بالمعاينة و رغم التعب و الإرهاق، إلا أنني أؤدي مهمتي بكل حب و إتقان، و بعد المعاينة و التقييم أقدم تقرير مفصل عن المنتخب الوطني و باقي المنافسين، كما كنا نبرمج حصص تحليل الفيديو بشكل يومي للاعبين فرديا و جماعياً، كما كنا نعرض على اللاعبين بالفيديو الطرق التي سيتدربون عليها و النهج التكتيكي الذي سنتبعه خلال المباراة.”
كيف كانت علاقتك مع المدرب رزقي رمان ومساعديه وكذلك اللاعبين؟
“علاقة ثقة، عمل وأخوة، كنا نحس وكأننا وسط عائلتنا الثانية، عملنا مع بعض وفرحنا مع بعض والحمد لله، رغم التعب إلا أننا كنا نتمنى ألا تنتهي الدورة نظرا للعلاقة التي كانت بيننا والأجواء داخل المجموعة سواء بين الطاقم الفني أو الطبي أو اللوجيستيكي والإداري، وحتى اللاعبين أشهد لهم بأنهم كانوا في قمة الاخلاق والتربية والانضباط وهذا ما سهل لنا العمل الميداني.”
المنتخب حسم عدة مباريات بركلات الترجيح، هل كان لتحليل الفيديو نصيب من هذا النجاح؟
” فزنا بركلات الترجيح في أدوار خروج المغلوب، الربع، النصف و النهائي، و من المؤكد أن تحليل الفيديو كان له نصيب في هذا، رغم أننا لم نكن نملك معطيات كاملة عن طريقة تسديد المنافسين لركلات الترجيح، لكمنا عملنا على تصحيح طريقة تسديد لاعبينا، حيث كنا نعاين في المساء الركلات الترجيحية و البحث عن تفاصيل التسديد الخاصة بلاعبينا و محاولة تطويرها و تصحيح الأخطاء، كما أن حارس المرمى كان له نصيب كبير من التحليل رفقة مدرب الحراس، حيث كنا نعاين باستمرار طريقة وقوف الحارس، وقت خروجه، التوازن، القفز قراءة مسار الكرة و أمور أخرى، فكل هذا يؤكد أن لتحليل الفيديو نصيب كبير للغاية في تفوق المنتخب الوطني في ركلات الترجيح.”
ما هو شعورك وأنت تحمل اللقب العربي الثاني بعد ذلك الذي حملته في الدوحة مع منتخب بوقرة؟
” شعور لا يوصف وفرحة كبيرة، بفضل وكرم من الله توجت بلقبين عربيين مع المنتخب الوطني في ظرف 9 أشهر، سعادة كبيرة أشعر بها والحمد لله.”
كيف ترى مهنة تحليل الفيديو في الجزائر، سواء في المنتخبات الوطنية أو الأندية؟
” سيأتي يوم و يكون لها شأن أكبر و مكانة أفضل، اليوم هناك المدربين الوطنيين في الأندية لا يؤمنون بها، و هناك من يعتبرها إجراء ثانوي، و هناك من يعد وجودها من عدمه سيّان، و لكن سيأتي يوم و تصبح هذه المهنة مهمة جدا في الطاقم الفني لأن المدرب محلل الأداء يقوم بعمل كبير و لا غنى عنه، أما المنتخبات الوطنية اليوم تملك كل الإمكانيات و لها محللي آداء، و المديرية التقنية تعرف جيدا أهمية و دور محلل الفيديو خلافا للأندية الجزائرية التي لا يؤمن معظم رؤسائها بتحليل الفيديو ما غدا خمس أو ست أندية محترفة، لكن سيأتي اليوم الذي تأخذ هذه المهنة حقها في الأندية الجزائرية، خاصة إذا ما فرضتها المديرية التقنية، سيتعرفون على أهمية هذه المهنة جيدا.”
ما هي أهدافك وطموحاتك المستقبلية؟
” أتمنى مواصلة نيل الشهادات التدريبية، أنا حاليا في تربص كاف ب، أتمنى أن أكون مدربا رئيسيا في إحدى الأندية الجزائرية أو خارج الوطن، هذا حلم وهدف سأسعى إليه والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.”
ما هي النصيحة التي يمكن أن تسديها للشباب الراغب في امتهان تحليل الفيديو؟
” أي شاب يريد أن يسلك مهنة تحليل الآداء أو الفيديو، يجب أن يملك ثقافة تكتيكية ويعرف الأمور التقنية، يجب المرور عبر التربصات التكوينية ويعمل مدرب في الفئات الشبانية على الأقل حتى يكتسب الكثير من المعارف، وهذا ما سيسهل عليه عديد الأمور عندما يكون محللا للفيديو مع المدرب الرئيسي، لأن محلل الفيديو جُزء لا يتجزأ من الطاقم الفني ويجب على محلل الفيديو أن يملك مكتسبات تدريبية لأنه لا يمكن العمل دونها.”
كلمة أخيرة لختام الحوار..
” شكرا لكم على هذه الإستضافة، وبالتوفيق لجريدة بولا، نلتقي مرة أخرى، سلام”.
حاوره: خليفاوي مصطفى