الأولىتحقيقات وروبورتاجات

قراءة بولا في منافسي المنتخب الوطني في كان 2025 … الخضر بأمل استعادة المجد القاري بعد خيبة الماضي…

مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025، يترقب عشاق الكرة الجزائرية والعربية أداء “محاربي الصحراء” في منافسة قارية ستجمع بين التحدي والطموح، المنتخب الجزائري، الذي يحمل على عاتقه أحلام جماهيره في استعادة المجد الإفريقي، سيواجه في دور المجموعات منافسين أشداء، كل منهم يحمل قصصًا مختلفة وطموحات كبيرة. في هذا الملف نسلط الضوء على منافسي الجزائر الثلاثة: السودان، غينيا الاستوائية و بوركينا فاسو**، الذين يمثلون تحديات متنوعة بأساليب لعب مختلفة وخبرات متباينة. في هذا الملف، تستعرض جريدة بولا تاريخ هذه المنتخبات، أداءها الأخير، اللاعبين المفتاحيين، والطموحات التي تحملها إلى البطولة. و نلقي نظرة شاملة على ما يمكن أن يتوقعه الجمهور الجزائري من هذه المواجهات، وكيف يمكن للجزائر أن تتجاوز هذه التحديات لتحقيق حلمها في الفوز باللقب القاري مرة أخرى.

السودان عادت بقوة، أقصت غانا و تتصدر مجموعتها في تصفيات المونديال

تستعد السودان،للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، بعد الغياب عن نسخة 2021. والآن، يعود “صقور الجديان” تحت قيادة المدرب المخضرم جيمس كواسي أبياه، بهدف ترك بصمتهم في هذه النسخة المثيرة. و تحصل منتخب السودان على مكانه في كأس أمم إفريقيا، 2025، بفضل العزيمة والإصرار حيث حقق الفريق فوزاً وتعادلاً أمام غانا في تصفيات متقاربة، مما منحهم التأهل إلى النهائيات. وأنهى السودان دور المجموعات في المركز الثاني خلف أنغولا، مما أثبت قدرته على مواجهة المنافسين الأقوياء. أبياه، اللاعب والمدرب الغاني السابق، ليس غريبًا عن الأضواء في كأس أمم إفريقيا. معروف بذكائه التكتيكي وقدرته على بناء فرق قوية، يسعى أبياه لإعادة كتابة التاريخ مع السودان. في حوار جديد، قال بثقة: “الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا 2025 هو هدفي”. ستكون خبرته وقيادته حاسمة في سعي السودان لتحقيق النجاح. و من بين اللاعبين الرئيسيين الذين يجب متابعتهم، نجد محمد عبد الرحمن، وهو مهاجم متميز لعب دورًا أساسيًا في التصفيات وسجل أهدافًا حاسمة، مما يجعله النقطة المحورية في هجوم السودان.

كذلك، يتميز محمد مصطفى كحارس مرمى موثوق به، حيث يقدم الاستقرار للمنتخب بوجوده القوي وردود فعله المميزة في المرمى. و على الرغم من أن السودان مصنف كمنتخب أقل حظًا، إلا أن أداء الفريق في تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم يشير إلى أنه لا ينبغي الاستهانة بهم. قد لا يكون السودان من بين المرشحين للفوز، لكن صمودهم والانضباط التكتيكي قد يؤدي إلى مفاجآت. الجدير بالذكر أن السودان يتصدر حاليًا مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026، متقدمًا على منتخبات مثل السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يعكس الأداء المتميز وتقدمه الثابت تحت قيادة المدرب أبياه. يستعد السودان، بطموحات متجددة، للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025، باحثين عن التألق واستعادة مجد عام 1970. يأمل المشجعون أن يحلق “صقور الجديان” عاليًا مرة أخرى.

غينيا الإستوائية… الحصان الأسود و الذكرى السيئة للخضر

تعتبر غينيا الإستوائية من أكثر المنتخبات التي حققت مفاجآت كبيرة في النسخ الأخيرة من كأس إفريقيا، بعد أن نجحت في الوصول إلى الربع نهائي في أول مشاركة لها في الكان سنة 2012، كما يشكل هذا البلد الصغير ذكرى حزينة للجماهير الجزائرية بعد الإقصاء المرير من كان الكاميرون و إيقاف سلسلة انتصارات دامت طويلا بقيادة جمال بلماضي، كما نجح المنتخب الإستوائي في الإطاحة بصاحب الأرض و الجمهور كوت ديفوار في النسخة الماضية برباعية تاريخيّة… و تحت قيادة خوان ميشا، حققت غينيا الإستوائية تأهلاً مثيراً للبطولة بعد حملة تصفيات شاقة. ميشا، المعروف بتركيزه على الثقة والتماسك داخل الفريق، يعتقد بأن هذه القيم ضرورية لتجاوز الأحكام المسبقة التي تواجه المدربين الأفارقة. وأكد: “من خلال الثقة يمكننا التغلب على الأحكام المسبقة التي يواجهها المدربون الأفارقة على أعلى مستوى”.  و تمكن ميشا من تخفيف الضغط عن لاعبيه في المباريات الكبيرة، كما فعل قبل مباراة كوت ديفوار في كأس الأمم الإفريقية 2023، حيث أكد أن الضغط كان أكبر على المنافسين، مما سمح لفريقه بالتركيز على الأداء.

هذه الاستراتيجية أظهرت قدرته على إدارة التحديات النفسية في المنافسات الكبرى. منذ تولي ميشا القيادة، شهد الفريق تطورًا كبيرًا على الصعيدين التكتيكي والمعنوي، مما رفع مكانة غينيا الاستوائية بين الفرق المحترمة في القارة. وأكد ميشا: “مهمتنا لم تكتمل بعد، ونسعى لتحقيق إنجازات أكبر”. و تعتمد غينيا الاستوائية على أحد اللاعبين البارزين في الفريق هو إيبان سلفادور، الذي يعتبر أكثر من مجرد لاعب. بفضل عشر سنوات من الالتزام التام والمشاعر المشتركة، يمثل سلفادور رمزًا للفخر الوطني. يقول سلفادور: “ارتداء قميص نزالانغ ناسيونال يعني تمثيل شعب بأكمله، أحلامه، آماله، وشجاعته. في كل دقيقة على الملعب، ألعب من أجلهم”. على الصعيد الفني، يتألق سلفادور بفضل تعدد مهاراته وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، مما يجعله رابطًا مثاليًا بين الخطوط وصانع فرص لزملائه.

بوركينافاسو و الجزائر يعرفان بعضهما جيدا

منتخب بوركينا فاسو المعروف باسم الفرسان، يُعتبر من الفرق الأفريقية التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في منافسات كأس أمم إفريقيا. شارك المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا ضمن المجموعة الثانية التي ضمت منتخبات الرأس الأخضر وإسواتيني (سوازيلاند سابقًا) وتوغو. تمكن الفريق من تقديم أداء قوي ومتوازن، حيث احتل المركز الثاني في مجموعته بتأهله مباشرة إلى النهائيات. وقد اعتمد الفريق على مزيج من اللاعبين المحليين والمحترفين في أوروبا، مما ساعده على تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات.

في النسخة ما قبل الأخيرة من كأس أمم إفريقيا (الكاميرون 2021)، قدم بوركينا فاسو أداءً لافتًا، حيث وصل إلى دور نصف النهائي قبل أن يخسر أمام السنغال، الفائز باللقب في النهاية. كما احتل المركز الرابع بعد خسارته أمام الكاميرون في مباراة تحديد المركز الثالث. هذا الأداء القوي عزز مكانة الفريق كواحد من الفرق التي يُحسب لها حساب في المنافسات القارية. كما غادر من الدور السادس عشر في النسخة الماضية بعد الخسارة من منتخب مالي. بالنسبة لأهداف بوركينا فاسو في كأس أمم إفريقيا المقبلة، فإن الفريق يطمح إلى تجاوز دور المجموعات والوصول إلى الأدوار الإقصائية، خاصة بعد الأداء القوي الذي قدمه في النسخ الأخيرة من البطولة. كما يهدف إلى المنافسة على اللقب أو على الأقل تحقيق أفضل نتيجة في تاريخه، مع تعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين المحترفين في أوروبا. من بين هؤلاء اللاعبين المفتاحيين: برتراند تراوريه (لاعب أستون فيلا، إنجلترا)، إدموند تابسوبا (لاعب باير ليفركوزن، ألمانيا)، حسين بانديه (لاعب أياكس أمستردام، هولندا)، و**شارلس كابوري** (لاعب ميديولان، إيطاليا).

من ناحية أخرى، يواجه بوركينا فاسو تحديات كبيرة في البطولة المقبلة، منها المنافسة القوية من فرق مثل الجزائر والسنغال والمغرب، بالإضافة إلى الضغط النفسي الناتج عن التوقعات الكبيرة من الجماهير بعد النجاحات الأخيرة. كما يحتاج الفريق إلى التكيف مع التكتيكات الجديدة التي يضعها المدرب لمواجهة الفرق الأخرى. فيما يتعلق بالمواجهات التاريخية بين بوركينا فاسو والمنتخب الجزائري، فقد التقى الفريقان في عدة مناسبات، كانت أبرزها في كأس أمم إفريقيا. على سبيل المثال، في كأس أمم إفريقيا 2013، التقى الفريقان في الدور نصف النهائي، حيث فازت بوركينا فاسو بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي. وفي كأس أمم إفريقيا 2017، التقيا في دور المجموعات، حيث انتهت المباراة بالتعادل 2-2.

هذه المواجهات أظهرت أن بوركينا فاسو قادرة على منافسة الفرق الكبيرة وإحداث المفاجآت. فيما تعادل المنتخبان في آخر مواجهة بينهما في دور المجموعات بهدفين لمثلهما حيث أفلت الخضر الهزيمة بعد أن عادل بغداد بونجاح النتيجة في آخر ثواني المباراة. يُعتبر منتخب بوركينا فاسو من الفرق التي يمكن أن تُحدث مفاجآت في كأس أمم إفريقيا المقبلة، خاصة مع وجود لاعبين متميزين وطموح كبير لتحقيق إنجازات تاريخية. المواجهات السابقة مع الجزائر أظهرت أن الفريق قادر على الصمود أمام الفرق القوية، مما يجعله مرشحًا قويًا للتألق في البطولة القادمة.

بنجامين أيسيبا (المكلف بالإعلام لمنتخب غينيا الإستوائية):“مجموعتنا معقدة”

بنجامين أيسيبا
بنجامين أيسيبا

في تصريح لجريدة بولا، قال بنجامين أيسيبا، المكلف بالإعلام لمنتخب غينيا الاستوائية، أن “تركيبة مجموعات المنتخبات في كأس أمم إفريقيا المقبلة تبدو مثيرة للغاية نظرًا للمنافسة الشديدة بين الفرق المتأهلة. وبالنسبة للمجموعة الخامسة التي تضم منتخب غينيا الاستوائية، فهي مجموعة معقدة للغاية حيث تشمل منتخبات مثل الجزائر، بوركينا فاسو، والسودان الذي يتصدر حاليًا مجموعته في تصفيات كأس العالم. الجميع سيقاتل من أجل الحصول على مكان في المرحلة الثانية.”

محمد علي الماحي (صحفي سوداني):“أرشح السودان و الجزائر لتجاوز الدور الأول “

محمد علي الماحي
محمد علي الماحي

في تصريح لجريدة بولا، قال الصحفي السوداني محمد علي الماحي:” تعتبر مجموعة كأس أمم إفريقيا متوازنة لصقور الجديان وممتازة للمنتخب الجزائري. لا أعتقد أن هناك أفضل من التواجد بجوار غينيا الاستوائية وبوركينا فاسو للمنتخبين السوداني والجزائري، مع الحذر التام للثنائي العربي الإفريقي السودان والجزائر.

أعتقد أن المنتخب الجزائري مرشح لصدارة المجموعة نظرًا لقوته وتميزه واحترافية عناصره والجودة التي يتمتع بها. صقور الجديان، منتخب السودان، سيعمل على تحقيق المفاجأة ومواصلة التميز الذي بدأ في التصفيات، والتفوق في المجموعة، ومحاولة التأهل للدور القادم.” وأضاف الماحي: “على السودان الحذر من غينيا الاستوائية وبوركينا فاسو، فهما منتخبان مميزان وقد تطورا كثيرًا في الفترة الأخيرة بالاستفادة من العناصر التي تنشط في أوروبا. أرشح السودان والجزائر للتأهل للدور القادم من المجموعة، وأعتقد أن مباراة الجزائر ستكون قمة المجموعة ولقاء سيحظى بمتابعة واهتمام كبير، وسيتميز بالقوة والإثارة والندية.”

رابح باوني (صحفي جزائري):“حظوظ الخضر في الذهاب بعيدا كبيرة لكن…”

رابح باوني
رابح باوني

في إطار التحضيرات الجارية للمنافسات القادمة، وتحديدًا في ظل التوقعات الكبيرة التي تحيط بمسيرة المنتخب الوطني الجزائري، أدلى الصحفي الجزائري رابح باوني المتخصص في الشؤون الأفريقية، بتصريحات مفصلة حول فرص “الخضر” في المنافسة القادمة. باوني، الذي يمتلك خبرة واسعة في متابعة الأحداث الرياضية الأفريقية، سلط الضوء على مجموعة المنتخب الوطني الجزائري، معتبرًا إياها مجموعة متوازنة إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن مواجهة منافسين معروفين مثل بوركينافاسو وغينيا الاستوائية يعطي الجزائر ميزة إستراتيجية.

كما تطرق باوني إلى التحدي الذي يمثله منتخب السودان، الذي شهد تطورًا ملحوظًا في مستواه الفني تحت قيادة المدرب كواسي أبياه، محذرًا من أي مفاجآت غير سارة. وأكد أن المباراة الافتتاحية ضد السودان ستكون محورية في تحديد مسار الجزائر خلال المنافسة، خاصةً أن بداية قوية ستكون عاملًا نفسيًا مهمًا لتفادي تكرار سيناريو الدورة، قال باوني: “مجموعة المنتخب الوطني الجزائري هي مجموعة متوازنة إلى حد بعيد. الشيء الإيجابي هو وقوع المنتخب ضد منافسين نعرفهم جيدًا، وهم بوركينافاسو وغينيا الاستوائية، اللذان واجهناهما قبل مدة ليست بطويلة.” وأضاف: “المنافس الثالث هو منتخب السودان الشقيق، الذي يقدم مستويات كبيرة جدًا منذ تولي كواسي أبياه مقاليد العارضة الفنية لصقور الجديان. لذلك، يجب الحذر من أي مفاجأة غير سارة.”

وتابع: “حظوظ الخضر كبيرة جدًا في التأهل إلى الدور الثاني، ولمَ لا الذهاب بعيدًا في المنافسة؟ المباراة الافتتاحية ضد السودان ستكون منعرجًا حقيقيًا في تحديد مسار رفقاء القائد رياض محرز، لأن دخول المنافسة بفوز مهم جدًا من الناحية النفسية، وتجنب تكرار سيناريو الدورة الماضية بعد التعادل في المباراة الأولى ضد أنغولا.”   هذه التصريحات تأتي في وقت يترقب فيه الجمهور الجزائري أداء المنتخب الوطني بكل شغف، آملاً في تحقيق إنجازات جديدة تعيد كتابة تاريخ الكرة الجزائرية على المستوى القاري.

محمد عوض (صحفي سوداني):“المنتخب السوداني يمكنه الذهاب بعيدا في الكان”

محمد عوض
محمد عوض

قال الصحفي السوداني محمد عوض، في تصريحاته لجريدة بولا إن قرعة كأس إفريقيا القادمة تبدو متوازنة إلى حد كبير، حيث أن أداء معظم المنتخبات المشاركة متقارب، باستثناء المنتخب الجزائري الذي يُعتبر المرشح الأول لتصدر مجموعته.  وأضاف عوض أن مدرب المنتخب السوداني، الغاني كواسي أبياه، أكد أن فريقه لديه الكثير ليقدمه في النهائيات، معربًا عن احترامه الكبير لكل المنتخبات التي ستواجهها السودان في البطولة.

وأشار إلى أن منتخب بوركينا فاسو يُعتبر من الفرق المتطورة، خاصة بعد أدائه المتميز في التصفيات والبطولة السابقة، حيث يضم مجموعة من الشباب الموهوبين المحترفين في الدوريات الأوروبية.   أما بالنسبة للمنتخب السوداني، فقد أوضح عوض أن هناك إضافات جديدة تعزز قوة الفريق، أبرزها اللاعب هاني مختار، المحترف في الدوري الأمريكي، والذي أبدى استعداده للدفاع عن ألوان المنتخب السوداني في المنافسات القادمة، بدءًا من تصفيات كأس العالم في المباراة المقبلة أمام السنغال في شهر مارس.

وأعرب الصحفي السوداني عن أمنياته بأن يتأهل كل من المنتخبين السوداني والجزائري إلى الأدوار المتقدمة في البطولة. كما كشف عن أن المنتخب السوداني سيخوض معسكرًا تحضيريًا في إحدى الدول الأوروبية، وسيتم الإعلان عن تفاصيله قريبًا.  وأكد عوض أن المدير الفني كواسي أبياه، بدعم من الاتحاد السوداني لكرة القدم، يعمل على استقطاب عدد من اللاعبين السودانيين المحترفين في الدوريات الأوروبية، الذين سيشاركون في النهائيات. واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن المنتخب السوداني لديه القدرة على تحقيق تقدم ملحوظ في المنافسة، خاصة بعد أن أثبت قدراته في التصفيات.

خليفاوي مصطفى 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى