حوارات

تبرع بقفازه و مبلغ من المال تضامنا مع مرضى الكوفيد …. كريم إسماعيل زكرياء موهبة قادمة في عالم الملاكمة : “خيبة الأولمبياد حزت في نفسي و سأجعل علم الجزائر يرفرف في المحافل العالمية”

من هو كريم اسماعيل ؟

“كريم اسماعيل هو طفل طموح أبلغ من العمر 14سنة من مواليد 21 ماي 2007 ، أدرس في السنة الرابعة متوسط ، أهوى رياضة الملاكمة منذ الصغر”.

ينادونك زكي، من أين جاء هذا الإسم؟

“بالفعل ينادوني زكي و هو اختصار لاسم زكرياء الذي تناديني به الوالدة حفظها الله”.

مسيرتك مع القفّاز، كيف كانت بدايتها؟

“بدايتي كانت مع الشيخ بوعمامة عبد القادر الذي علمني أبجديات الملاكمة و دربني لمدة سنتين ،و بسببه تعلقت بهذه الرياضة وحبي للملاكمة منذ الصغر جعلني أتعلق بها ، و سعيت جاهدا لأمارسها و أجعلها هدفا لي من أجل التألق و الذهاب فيها بعيدا رغم الصعوبات التي واجهتني نظرا للتهميش و قلة الإهتمام التي تعرفها الملاكمة في مدينة المحمدية و لكن ذلك لم يمنعني من دخول عالم الفن النبيل و سأستمر فيه إن شاء الله”.

وماذا عن دراستك؟

“الدراسة تبقى من الأولويات و أنا أوفق بين الدراسة و ممارسة هوايتي ، و يكفي أن تنظم نفسك و أن تعطي لكل منهما وقته، فوقت الدراسة لا أتوانى فيه عن مراجعة الدروس لتحصيل نتائج جيدة و كذلك الملاكمة أعطيها نفس الإهتمام و أخوض التدريبات بكل جدية حتى أكون في المستوى في المنافسات و البطولات”.

من مدربك والمكان المفضل لك في التدريب؟

“أبي حاليا هو مدربي و هو يقوم بعمل كبير جدا معي حتى أكون في المستوى ، و مكاني المفضل للتدريب هو قاعة بني شڤران التي منحتني مكانا جيدا للقيام بتدريباتي و أشكر بالمناسبة الشيخ كونيصة ابراهيم جيلالي على كل ما يقدمه لي من دعم و مساعدة”.

والدك هو مدربك الخاص، كيف يتعامل معك الأب المدرب و الأب في البيت؟

“في البيت يعاملني بشكل عادي كأي أب و هو لا يبخل علي بأي شيء ، و هو من يدعمني ماديا و معنويا و في التدريبات لا بد من وجود الصرامة و الانضباط و في بعض الأحيان أحس بنوع من “القسوة الرياضية” و لكني واعي كل الوعي بأن ذلك في مصلحتي و حرصه على أن أكون في القمة هو الدافع لذلك ،و الصراحة لولا والدي لما استمريت في ممارسة الملاكمة”.

كريم إسماعيل زكرياء
كريم إسماعيل زكرياء

ما هو فريقك الحالي؟

” حاليا أنا ضمن صفوف جمعية نسور الملاكمة لالا عودة بولاية الشلف الذي يشرف عليه الملاكم السابق للفريق الوطني وجدي حمزة”.

رابطة سعيدة كانت قد تبنتك رياضيا، كيف كان ذلك؟

“صحيح انضممت لرابطة سعيدة التي قدمت لي يد المساعدة حتى أتمكن من المشاركة في المنافسات و البطولات الرسمية، كانت تجربة جديدة تعلمت منها الكثير، أشكر عائلة الملاكمة في ولاية سعيدة على كل ما قاموا به معي”.

لكن رابطة معسكر هي الأولى بالاهتمام بك خاصة أنك تنتمي إليها إداريا؟

“صحيح ولاية معسكر أولى بتقديم الدعم و الإهتمام بالمواهب ،و لكن للأسف العكس هو الذي حدث فلم نلقى أي دعم او تحفيز، ما جعل أبي يبحث عن طريق آخر يضمن لي الاستمرارية و المشاركة في البطولات الجهوية و الوطنية”.

حدثنا عن مشاركاتك في المنافسات و ما هي البطولات التي حصلت عليها؟

“شاركت في العديد من المنافسات و البطولات الجهوية و الوطنية منها بطولة تيارت من تنظيم مصالح مديرية الحماية المدنية التي تحصلت فيها على المرتبة الأولى و تمكنت من الفوز في المباراة النهائية أمام ملاكم ولاية تيارت وقد شارك في هاته البطولة 16 ولاية من مختلف ولاية الوطن كبجاية ،غليزان ، العاصمة ،تيزي وزو، الجلفة و سعيدة و نلت الشكر والتقدير من طرف كل الحاضرين. كما شاركت في بطولة جهوية بالسانيا ولاية وهران و كنت من بين الأوائل، و شاركت كذلك في بطولة في برج منايل و قدمت أداء جد ممتاز و تلقيت الدعوة من طرف إحدى الجمعيات هناك للانضمام إليها”.

شاركت في مسابقة دولية من تنظيم هيئة قطرية، حدثنا عنها؟

“الفكرة جاءت بعد أن اتصلت بي الحكمة رشا من ولاية تلمسان و عرضت علي المشاركة في المسابقة العربية، و من شروط هاته المسابقة القيام بإرسال فيديو مدته ثلاث دقائق يتضمن القيام بتدريبات في البيت و هو ما قمت به و تحصلت على المرتبة الرابعة رغم إقرار لجنة تنظيم المسابقة على أحقيتي بالفوز بالمرتبة الأولى ،و لكن تبقى تجربة رائعة الهدف منها هو التعريف بالمواهب و تشجيعها”.

الملاكمة في المحمدية تعرضت للانقراض،ما سبب ذلك في نظرك؟

” في رأيي السبب يعود لقلة المنشآت الرياضية و  إهمال هاته الرياضة و عدم إعطائها نفس الإهتمام الذي تحظى به باقي الرياضات”.

المحمدية كانت تزخر بأبطال في هاته الرياضة كبوعزة شفاه الله ،و كذلك حكام دوليين كالحكم بوخاري عبد القادر أطال الله في عمره، هل تنوي كتابة تاريخ جديد للملاكمة في المحمدية؟

“صحيح الملاكمة في المحمدية كان حالها أفضل بكثير و أخرجت أبطالا سواء ملاكمين في الحلبة أو حكام ،و هذا شرف كبير للمحمدية و أنا بدوري أسعى لأعيد التوهج لهاته الرياضة و أسعى لتحقيق حلمي و حلم والدي،  و لن أتخلى عن هذا الحلم حتى النجاح إن شاء الله”.

ما شعورك عندما تفوز و من هو أول من تذهب إليه مباشرة بعد الانتصار؟

“الانتصار في رياضة الملاكمة له طعم خاص خاصة أنك تبذل الكثير من الجهد و تتحمل الألم ،و لكن في النهاية عندما تنتصر تنسى كل شيء و تبقى نشوة الانتصار فقط هي التي تسيطر عليك ، و أول من أتوجه إليه بعد كل فوز هو والدي الغالي ،فهو من يستحق أن أهدي له الفوز لأنه هو من يقف إلى جانبي دائما”.

من الملاكم الذي يتأثر به زكي؟

“الملاكم الأمريكي مايويذر”.

ما هي طموحات زكي في المستقبل؟

“طموحي هو أن أنجح في مسيرتي الدراسية و النجاح في مسيرتي الرياضية ،و أن أصبح بطلا للجزائر، ثم السعي لأصبح بطل العالم بعد ذلك و أجعل علم الجزائر يرفرف عاليا في أكبر المحافل العالمية”.

من مثلك الأعلى في اللعبة؟

“مثلي الأعلى و قدوتي الملاكم الشيخ بخدة حفظه الله و أمده بموفور الصحة والعافية”.

ما هي المشاكل التي تعترض لاعبي الملاكمة؟

“المشاكل التي تعترض أي ملاكم هي أولا عند غياب الدعم المعنوي قبل كل شيء، فالملاكم بحاجة دائما إلى تحفيز لكي يقدم دائما أفضل ما لديه سواء في التدريبات أو في أي بطولة، و الشيء الثاني المهم هو الدعم المادي الذي يبقى من بين أهم الأمور التي تحدد مستقبل أي ملاكم ،و غياب الدعم المادي قد يؤدي إلى التوقف نهائيا عن الممارسة خاصة و أن الملاكمة تتميز بشروط صعبة كتوفر الحلبة و قاعات التدريب التي يجب أن تكون مهيأة بالكثير من الأشياء كمعدات تقوية العضلات… إلخ”.

ما هي أصعب اللحظات التي مرة عليك منذ بدأت الملاكمة و ما هي أسعدها؟

“أصعب ما صادفني في مشواري هو يوم تم منعي من التدرب في القاعة المخصصة لنا ،و تم تهميشي و أغلقت كل الأبواب في وجهي و رغم ذلك لم استسلم و من محاسن الصدف أني التقيت مع الشيخ بخدة الذي تبنى موهبتي و ساعدني في تخطي كل العراقيل التي واجهتني ،و كان ذلك من أسعد اللحظات التي عشتها”.

هل كانت عائلتك مشجعة لاختيارك دخول عالم الملاكمة؟

“أكيد فعائلتي هي المشجع رقم واحد لي و هي الداعم الكبير لي في عالم الملاكمة”.

تعتبر الملاكمة من أصعب الفنون القتالية أخبرنا عن أهم أساسيات الملاكمة؟

“من أساسيات الملاكمة هي الضرب مع التحرك في جميع الاتجاهات و تجديد قبضة يدك و عضلات الجسم و وقفة الاستعداد للخصم”.

هل الملاكمة رياضة خطرة؟

“الخطر موجود في كل الرياضات و ليس الملاكمة وحدها ،و لكن على الرياضي التحلي دائما بالأخلاق و احترام قواعد اللعبة و يكفي أن الملاكمة تسمى الفن النبيل”.

هل تعتمد الملاكمة في الأساس على القوة أم على التكنيك؟

” كلاهما ضروري في رياضة الملاكمة فالملاكم يجب أن يستخدم القوة و لكن في إطار استراتيجي و خطة محكمة على حسب ظروف الخصم و النزال عموما ،لذا فكل من القوة و التكنيك عاملان هامان في رياضة الملاكمة”.

أعطينا ثلاث أهم قواعد للملاكمة لا يجب القيام بها؟

“في رياضة الملاكمة ممنوع الضرب تحت الحزام و كذلك يمنع الضرب خلف الرأس و كذلك يمنع ضرب المنافس أثناء سقوطه على الأرض حتى ولو كان على ركبة واحدة”.

بماذا تريد أن تنصح الملاكمين الصغار؟

“أنصح الملاكمين الصغار بالتمسك بحلمهم و التشبث به و الكفاح و المثابرة من أجل تحقيقه و ذلك لا يتأتى إلا بالصبر و العمل الجاد”.

عند ممارستك للملاكمة ما الذي يحفزك أو يلهمك؟

“حب الفوز هو أهم شيء  يحفزني عند ممارستي للملاكمة”.

ما رد فعل والدتك قبل كل مرة تلاكم فيها وهل هي مقتنعة بفكرة أن تصبح ملاكم؟

“والدتي حفظها الله مقتنعة تماما بأني سأصبح بطلا كبيرا في المستقبل، و هي تثق بإمكانياتي كثيرا و دعواتها سبب نجاحي و بفضلها وصلت لما أنا عليه الآن”.

لاحظنا أنك تتدرب في البيت أيضا خاصة مع الحجر و إنتشار فيروس كورونا،هل يسبب لك ذلك مشاكل مع الأم؟

“بالعكس هي دائما توفر لي الجو المناسب للتدريب في البيت و تقوم بتحفيزي كذلك”.

الملاكمة تعتمد نظاما غذائيا صارما و عادة ما يلجأ الملاكمون للوجبة المفتوحة أو ما يسمى باليوم المفتوح، هل تتبع نظاما غذائيا خاصا؟

“هذا صحيح فالملاكمة تتطلب نظاما غذائيا غاية في الصعوبة و الصرامة ،و الوزن له أهمية بالغة خاصة عند اختيار نوعية النزال الذي يكون على حسب الوزن و يمكن لزيادة الوزن قبيل المنازلة أن تتسبب لك بالخسارة، و هو ما يفسر القيام بعملية وزن الرياضيين قبل كل نزال للتأكد من مطابقة الملاكم للوزن المطلوب ، و عليه فأنا أعمل على تعويد نفسي على نظام غذائي منظم يسمح لي بالمحافظة على جسمي و لياقتي البدنية”.

قمت بمبادرة رائعة مؤخرا و تبرعت بمبلغ من المال و قفازك الخاص لصالح حملة التبرع لشراء مكثفات الأكسيجين، ما الذي دفعك لفعل ذلك؟

“قمت بهاته المبادرة عن قناعة مني للمساعدة في شراء معدات الأكسجين ، و تضامنا مع مرضى الكوفيد و كذلك نظرا للوضعية الكارثية التي تعرفها مستشفياتنا و هذا نتيجة لتزايد الضغط عليها ، و للتوضيح أكثر فإن المبلغ الذي تبرعت به كنت ذاهبا لأسدد به فاتورة الأنترنت قبل أن أغير رأيي و أقرر التبرع به لإحدى الجمعيات ،و أدعو الله عز وجل أن يذهب عنا هذا الوباء”.

وباء كورونا كوفيد-19 يحصد الأرواح كل يوم و الخطر أصبح كبيرا على الجزائر عامة و على سكان المحمدية خاصة،ما هي الرسالة التي توجهها في هذا الخصوص؟

“أدعو الجميع الالتزام بقواعد السلامة و الوقاية كالتباعد الاجتماعي و ضرورة ارتداء الكمامة و التعقيم الدائم و غسل اليدين جيدا و باستمرار”.

هل لك من رسالة تود أن توجهها؟ ولمن؟

“أوجه رسالة حب و شكر لوالدي الذي منحني القوة الكافية لمواجهة الصعاب ، و أوجه نداء للسلطات للاهتمام بهذا النوع من الرياضة التي تبقى أكثر رياضة جلبت ميداليات للجزائر في مختلف البطولات العالمية ، و كذا الألعاب الأولمبية ، فالطاقات موجودة يكفي فقط الإعتناء بها و تدعيمها”.

الآن أترك الكلمة لك قل ما شئت؟

“أشكرك على اهتمامك لإجراء هذا الحوار و شكر كبير لجريدة بولا على إيلائها أهمية بالغة للمواهب الصغيرة ، كما أوجه شكرا كبيرا لكل المدربين الذين آمنوا بقدراتي و قدموا لي الدعم ، و في مقدمتهم الشيخ بخدة و الشيخ وجدي حمزة و الشيخ بوعمامة عبد القادر و الشيخ شعوة ممثل مديرية الحماية المدنية لولاية تيارت و الناشط الفيسبوكي و الجمعوي حرطوزة يونس عون الحماية المدنية و الشيخ كونيسة براهيم جيلالي الذي  منحني قاعة للتدريب و كل من ساندني من قريب أو بعيد دون أن أنسى أبي و أمي الذين أدين لهما بالكثير”.

حاوره: سنينة مختار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P