نجوم الجزائر

مزدوجي الجنسية قد يسيرون لقبول اللعب للجزائر مستقبلاً

أجمع العديد من المتابعين على أن مُخلفات كثيرة من كأس العالم 2022، بخصوص اللاعبين مزدوجي الجنسية، ستكون في صالح مستقبل منتخب الجزائر، بعد كل ما حدث داخل المنتخب الفرنسي وفي محيطه، فضلًا عن تألق المنتخبات الأفريقية في المونديال، وفي مقدمتهما منتخب المغرب، الذي تأهل إلى المربع الذهبي في إنجاز تاريخي غير مسبوق. ويُتوقع أن يعرف منتخب الجزائر العديد من التغييرات في شهر مارس المقبل، بانضمام العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية؛ على غرار فارس شعيبي نجم نادي تولوز الفرنسي، وحسام عوار نجم أولمبيك ليون الفرنسي، وريان آيت نوري نجم وولفرهامبتون الإنجليزي، في انتظار أسماء أخرى واعدة. وتتنافس الجزائر مع فرنسا لخطف المواهب الكروية الشابة المتخرجة في الأكاديميات الفرنسية، من مزدوجي جنسية البلدين، ورغم نجاح “الديكة” في خطف أبرز المواهب لحد الآن، على غرار زين الدين زيدان وكريم بنزيما، يتوقع محللون أن تكون الفترة المقبلة في صالح المنتخب الجزائري لعدة أسباب. وفي هذا التقرير، عديد العوامل التي ترجح كفة الاتحاد الجزائري لكرة القدم لإقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية باللعب مع منتخب “محاربي الصحراء”.

قضية بنزيمة مع منتخب فرنسا

شكّل ما حدث لنجم ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيمة، مع منتخب فرنسا خلال بطولة كأس العالم 2022، عندما جرى استبعاده من المنتخب لأسباب غير رياضية، حسب الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية والإسبانية، وكل ما أثير من ردود فعل من طرف بنزيما نفسه، وحتى من طرف مدرب “الديكة”، ديدييه ديشامب، صدمة للاعبين مزدوجي الجنسية المترددين حاليًا في حسم مستقبلهم الدولي، ما بين الجزائر وفرنسا. واقتنع العديد من اللاعبين الذين يملكون فرصة اللعب مع الجزائر وفرنسا، على حد سواء، حسب محللين، بأنهم لن يحصلوا على التقدير اللازم من الفرنسيين حتى لو وصلوا إلى مستويات عالمية، وبأن “نكران الجميل” سيلاحقهم حتى لو قدموا كل شيء لمنتخب فرنسا، وبنزيما أكبر مثال على ذلك، الأمر الذي سيجعلهم يراجعون حساباتهم، والتفكير أكثر من مرة، قبل اختيار اللعب مع “الديكة”.

عنصرية بعض الجماهير الفرنسية

تعرض كل من كينغسلي كومان وأوريلين تشواميني إلى هجوم عنصري من طرف بعض الجماهير الفرنسية بعد إهدارهما لركلتي ترجيح خلال نهائي كأس العالم 2022، أمام الأرجنتين، ما أعاد إلى الواجهة قضية النقاش الأزلي في المجتمع الفرنسي بخصوص مشكلة الهوية، وهو تقريبًا نفس الشيء الذي حدث مع زين الدين زيدان بعد الخسارة في نهائي مونديال 2006، عندما طُرد بسبب “رأسيته” في صدر المدافع الإيطالي السابق ماركو ماتيراتزي. ويرى الكثير من المتابعين أن اللاعبين مزدوجي الجنسية من أصحاب الجنسية الفرنسية، سواء من أصول أفريقية أو عربية، يُصنفون في المجتمع الفرنسي كلاعبين فرنسيين في حال النجاح والتألق، على غرار ما كان يحدث مع زيدان وبنزيما، عندما تحصلا على الألقاب الجماعية والفردية، في حين يتم تذكر خلفياتهم الاجتماعية وأصولهم عند حدوث المشاكل، كما حدث مع زيدان في مونديال 2006، وبنزيما في قضية ماتيو فالبوينا.

عدم تولي زيدان لتدريب المنتخب الفرنسي

أكد رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، بقاء ديدييه ديشامب، مدربًا لفرنسا لفترة أخرى، الأمر الذي أثار حفيظة زين الدين زيدان، الذي كان مرشحًا لتعويض نجم يوفنتوس السابق بعد مونديال 2022، ويؤكد محللون أن عدم تولي زيدان قيادة “الديكة” يصب في صالح منتخب الجزائر لاستقطاب المواهب الكروية الواعدة. وكان محللون جزائريون يخشون وجود زيدان على رأس منتخب فرنسا، لأن ذلك سيكون، حسبهم، سببًا مباشرًا في اختيار العديد من اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية اللعب مع منتخب فرنسا، لما يمثله نجم ريال مدريد السابق من مصدر إعجاب وفخر للعديد من المواهب، فضلًا عن أصوله الجزائرية. كما يشكل وصول المنتخب المغربي للدور نصف النهائي في كأس العالم 2022، حسب متابعين، مصدر إلهام للعديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية المترددين في حسم مستقبلهم الدولي مع “الخضر”، وحتى اللاعبين الأفارقة والعرب الآخرين، على اعتبار أنهم تأكدوا من أن النجاح الكروي ليس مرهونًا باللعب مع المنتخبات الأوروبية الكبيرة، ويمكن أن يأتي حتى مع منتخبات بتصنيف أقل في الساحة الكروية العالمية. وسيكون النظام الجديد لبطولة “كأس العالم 2026″، بـ48 منتخبًا، مع تأهل 9 منتخبات أفريقية بصفة مباشرة للمونديال، حافزًا للاعبين مزدوجي الجنسية من أصول جزائرية، حسب متابعين، لاختيار “الخضر” من أجل المشاركة في كأس العالم.

 انضمام لاعبين واعدين مبكرًا لصفوف “الخضر”

نجح الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالآونة الأخيرة في استقطاب العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الصغار في السّن، والذين يتوقع التحاقهم بـ”الخضر” شهر مارس المقبل، في صورة آيت نوري (21 عامًا) وفارس شعيبي (20 عامًا) وياسين عدلي (21 عامًا)، الأمر الذي يحفز بعض الأسماء المترددة، برأي محللين. وكان اللاعبون مزدوجو الجنسية يفضلون الانضمام إلى منتخب الجزائر في سّن متأخرة، بعد استنفادهم لكل آمال وحظوظ اللعب مع فرنسا، لكن تغير المعطيات الحالية سيرجح كفة المنتخب الجزائري، الذي أصبح مصدر إلهام للاعبين واعدين، في سّن مبكرة.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P