حوارات

الفنانون وجدوا من منصات التواصل الإجتماعي سبيلا لمتابعة نشاطهم الفني والثقافي

تسبب تفشي وباء كورونا العالمي في إيقاف الحياة الفنية والثقافية في العالم أجمع. حفلات موسيقية بالجملة ألغيت، مهرجانات عالمية توقفت برامجها، ومسرحيات أغلقت ستائرها إلى أجلٍ غير مسمى. بعض الفنانين والعاملين في الحقل الثقافي وجدوا من منصات التواصل الإجتماعي سبيلا لمتابعة نشاطهم الفني والثقافي. اختار بعضهم خوض تجربة البث المباشر عبر فيسبوك مثلا وتطبيقات أخرى أصبحت هي الحل الوحيد. تجارب فنية وثقافية عدة أصبحت متاحة اليوم أمام جمهور وسائل التواصل الإجتماعي. ربما هي فرصة جيدة للعديد من الأشخاص للانخراط في الحياة الثقافية والفنية التي لم تكن متاحة لهم من قبل إما بسبب ضيق الوقت وضغوطات الحياة أو بسبب الظروف الاقتصادية.

♦ عبد القادر عطاء الله حكم في كرة القدم ويوتوبر كوميدي : “تغير طعم العيد منذ ان توفي والدي رحمه الله “

عبد القادر عطاء الله حكم في كرة القدم ويوتوبر كوميدي
عبد القادر عطاء الله حكم في كرة القدم ويوتوبر كوميدي

“أولا، السلام عليكم وصحة عيدكم وصحة رمضانكم أينما كنتم محبي <kader tourné> . الحجر الصحي كان له جانبين السلبي والايجابي. كورونا عادت بالفائدة علي حتى لا ننسى أنني فنان كوميدي صاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الفترة اعطتني فرصة لأصبح معروفا في الوسط الفني أو في مواقع التواصل الاجتماعي عبر 48 ولاية وهذا شيء جد جميل أفتخر به مدة 3 أشهر. أما سلبيات الحجر انا املك مطعما و في هذه المدة توقفت نشاطاتنا بسبب القانون الذي فرض علينا الغلق فقد تأثرنا بعض الشيء حيث يوجد بعض الخسائر. بخصوص الحجر الصحي منذ البداية اطبقه. بقيت في المنزل ولم أقم بخرق قانون الحجر. لا أخرج إلا للضرورة وبارتداء الكمامة والقفاز تفاديا لأي عدوى. صراحة ايام العيد ذهب طعمها بعد وفاة والدي فلم اعد أحس بها منذ فراقه للأسف، خاصة هذه السنة كان مختلفا كثيرا لم نجتمع مع العائلة كالعادة ولم نحتفل به كسابقه ولم نلتقي بالأحبة والأصدقاء كالعادة فقد كان ناقصا. بخصوص الشهر الفضيل، كان ناقصا من كل الجوانب من ناحية الصلاة والالتقاء مع الاهل او الأقارب أو الأصدقاء فقد تغير طعمه بنسبة كبيرة خاصة ونحن في مدينة معسكر فرض علينا الحجر على الساعة 7 مساءا يعني تدخل قبل الآذان بساعة. أطلب من الله ان يعوضنا على هذه الأيام. في شهر رمضان قمت بنشر عدة فيديوهات من أجل الترفيه والتخفيف على الناس وقد كسبت شعبية كبيرة ولقيت تشجيعا من المحبين. استطعت ان ادخل بيوتهم بنكهة الضحك والحمد الله كان تشجيعهم دافعا جعلني انشط وانجز عدة فيديوهات خلال هذا الشهر الفضيل. البعض من المواطنين طبق قوانين الحجر والتزم بها والبعض الآخر تعمد كسره. هناك من استهزأ بهذا المرض وانا اقول لهم عليكم ان تحترموا قانون الحجر فقد توفي العديد من الضحايا في منطقتي بسبب هذا الوباء فهذا ليس بالأمر الهين . في الفترة الأخيرة لاحظنا ارتداء المواطنين الكمامة و هذا أمر مفرح، حيث نلاحظ توعية بخطورة الوضع. هناك حتى من قاموا بحملات التنظيف والتطهير للشوارع والمؤسسات. في الأخير، نصيحتي، عليكم ان تحترموا شروط الوقاية من أجل الحد من انتشار الفيروس الذي هو في زوال ولم يبقى الكثير ويندثر، اما الشيء الذي اريد ان اطلب من المواطنين ان يساعدوا رجال الأمن الذين سهروا الليالي من أجل راحتنا وان شاء الله سيرفع عنا الله البلاء. بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي، كانت جد إيجابية انا شخصيا تلقيت تفاعلا كبيرا خلاله والحمد الله. من خلالها جاءني عرض للتمثيل في سلسلة فكاهية ولكني لم اقبل بذلك حتى السنوات القادمة وسأعمل واحقق ما تمنيته بمجهودي ان شاء الله. أود ان اشكر كل متابعي وأشكر جريدتكم الموقرة على حسن الاستضافة”.

♦ صفوان باقي فنان وعازف موسيقي:  “على كل مواطن ان يرتدي الكمامة فالوباء في طريق الزوال”

صفوان باقي فنان وعازف موسيقي
صفوان باقي فنان وعازف موسيقي

“لقد أثر الحجر الصحي علي أولا بشكل إيجابي بسماحه لي بالقيام بنشاطات عديدة لم تسمح لي الفرصة للقيام بها في العادة. كالاستفادة من المطالعة على سبيل المثال وتعلم مجالات جديدة كالقيام بأعمال الصيانة في المنزل. كما سمح لي بقضاء وقت كبير مع العائلة. أما جانبه السلبي فقد أثر الحجر الصحي علي خاصة و على فرقتي الموسيقية عامة. حيث تم توقيف كل النشاطات الثقافية والحفلات الفنية وغلق دور الشباب و الاستوديوهات. فلم نعد قادرين لا على إقامة حفلات ولا حتى على الاجتماع لتحضير الأغاني كما اعتدنا من قبل. ولكن يبقى هذا الحجر الصحي من جهة أخرى في صالحنا حيث أنه يحمينا ويحمي شعبنا من فيروس كورونا عافانا وعافاكم الله. بكل صراحة قمت بالتزام الحجر منذ البداية، فلم يسبق لي أن خرجت إلى الشارع خارج الأوقات غير المسموحة بذلك إلا في حالة تسجيل حصة تلفزيونية قمنا بها خلال عيد الفطر. كما أحرص على عدم التجمع مع عدد كبير من الأشخاص خلال الأوقات المسموحة بالخروج و احترام مسافة الأمان ما بين الأشخاص و لبس الكمامة و غير ذلك من التدابير التي تقي الإنسان هذا الفيروس. على غرار أغلب المواطنين أتأسف على الطريقة التي مر بها عيد الفطر علينا هذه السنة، حيث كنا مضطرين للمكوث بالبيت وعدم القيام حتى بصلاة العيد في المساجد ولا زيارة حتى أقرب الأقربين من الإخوة والأحباب، وبذلك فقد العيد كل نكهته التي اعتدنا عليها في كل سنة مع الأسف. حتى شهر رمضان افتقدنا فيه إلى أداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح في المساجد ولكن مع ذلك كان على هذا الحجر الصحي أثر ايجابي أيضا بحيث سمح لنا بقضاء وقت أطول مع عائلاتنا واستعادة ما افتقدنا إليه من جلسات عائلية حميمية بسبب الانهماك في العمل، وخاصة التضرع إلى الله و قضاء وقت أكبر في العبادة. من وجهة نظري الشخصية، أنا أرى الكثير من المواطنين -إن لم أقل الأغلبية- لا يحترمون أسس و قواعد الوقاية، فمنهم من لا يحترم ساعات الحجر و منهم من يحترم هذا الجانب و يخالف الجانب الآخر المتمثل في إجراءات الوقاية كالتباعد الاجتماعي و عدم التصافح أو عدم لبس الكمامات و ما إلى غير ذلك. لكن لا أنسى بالذكر كل المواطنين اللذين يبذلون كل جهودهم في احترام تلك القواعد وأدعو كافة شعبنا إلى الالتزام بها حتى نخرج من هذه الأزمة سالمين معافين إن شاء الله. على حد قولي فإن 50% من المواطنين يلتزمون بلبس الكمامة ولكن يختلف الغرض من وراء ذلك فهناك من يلبسها حتى لا يتعرض الى مضايقات من طرف أسلاك الأمن لا أكثر فتجده ينزعها فور ما يتواجد بمكان مغلق بعيد عن أنظار الشرطة وينسى أن الأماكن المغلقة هي الأكثر عرضة لتنقل الفيروس. ولهذا فإن لبس الكمامة أمام الملأ ليس وحده معيارا لقياس وعي المواطنين في نظري. نصيحتي إلى المواطنين هي نفسها النصيحة التي يقدمها إلينا الأطباء -قدرهم الله- كل يوم، فكما ذكرت سابقا يجب كلى جل المواطنين احترام بقدر الإمكان مسافة الأمان بينهم وبين غيرهم و تجنب التجمعات والتصافح والتسالم و غير ذلك مما يسمح للفيروس بالتفشي. أظن أن هذه صورة لجهلهم بخطورة الأمر. أتمنى أن يعم الوعي و يحس كل مواطن بمسؤوليته في تجاوز هذه الأزمة. وأتقدم بالشكر إلى كل الأسلاك الأمنية وأعوان الحماية المدنية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه. لا يخفى على أي شخص مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع خلال السنوات الأخيرة، ولكن هذه المواقع سلاح ذو حدين، فكما تسمح بتفشي المعلومات و القيم الحسنة فهي من جهة أخرى تسمح بتفشي السلبيات أيضا، فالأجدر بنا الحذر و الحكمة وتتبع كل ما هو مفيد لكل شخص منا خاصة و للمجتمع عامة، بالخصوص في كل ما هو متعلق بالأزمة الحالية، فيجب علينا أن لا نسمح بالمعلومات الخاطئة أو السلبية بأخذ الأهمية التي لا تستحقها. و في الأخير أقدم تحياتي لكل من يساهم بكبيرة أو صغيرة في تجاوز هذه الأزمة، و أخص بالذكر خط الدفاع الأول المتمثل في السلك الطبي و الشبه الطبي و أطلب من الله أن يقدرهم على تأدية مهامهم و أن يرفع علينا هذا البلاء إن شاء الله”.

♦الفنان محمد بن طيب المعروف بمحمد عظامة: “تحية إجلال وتقدير للطاقم الطبي ورجال الامن والحماية والجمعيات والصحافة على وقفتهم في هذه الأزمة”

الفنان محمد بن طيب المعروف بمحمد عظامة
الفنان محمد بن طيب المعروف بمحمد عظامة

“الآثار الإيجابية للحجر جعلنا نسترجع أنفسنا مع الله ونتضرع إليه ونتقرب إليه وندعوه. جعلنا الحجر نجلس مع عائلاتنا كون الفنان ليس له وقت كثير لعائلته وجل وقته لجمهوره. جعلنا أيضا نتعرف على أناس مثقفين في معظم المجالات والتحاور معهم وكثرت النقاشات العلمية التي تفيد المجتمع. جعلنا نتحرى عن الصديق والجار إن لم يكن بحاجة إلى مساعدات فقد أثر على عدة عائلات بسبب توقفهم عن العمل أو لقلة دخلهم اليومي. اما سلبياته لم نستطع أن نلزم بعض الأشخاص على تطبيق قانون الحجر وأن نفهمهم مدى خطورة الوضع ولكن ينفرون منا رغم أننا نقصد أن نأثر فيهم بالوتر الحساس بأنهم قادرين على نقل العدوى لعائلاتهم وناس غاليين على قلبهم مثل: الأبوين ، الأولاد ، المرضى… وغيرهم. إلتزامي كان ما يقارب 60٪ كوننا قد وضعت فينا الثقة بحيث كنا في لجان والميدان نزور الأحياء ومناطق الظل ونسجل العائلات المتضررة والأرامل واليتامى وأن نعينهم بالطرود أو قفف تحت إشراف جمعيات المجتمع المدني على غرار جمعية شباب الباهية الاجتماعية ورئيسها الأستاذ محمد مخنف فقد قدموا الكثير. كانت فترة الحجر الصحي متكاملة 100٪ وتأسفنا لعدم زيارتنا لأهلنا كما تعودنا أيام العيد وصلة الأرحام. بالنسبة لي كان فيه ضغط كبير علينا كون الاتصالات كثرت وبعض احبتنا من المحتاجين بسبب تضررهم من الحجر راسلونا واتصلوا بنا يطلبون المساعدة وتسمع بكاء الرضع وصرخات إغاثة كونهم لا يجدون ما يسدون جوعهم والله حالة كارثية والله المستعان. بالنسبة للمواطنين فهم يضعون الكمامات خوفا من تغريمهم بالمخالفة وليس للوقاية من كوفيد_19 والذي أقلقنا ولاتزال تقلقنا التنقلات الصباحية هنا يبقى السؤال مطروح هل كل المواطنين فطنين ومتيقظين على عدم نقل العدوى لأحبابهم. الوقاية ثم الوقاية لأننا سنعاني إذا أصيب أحد من أفراد عائلتنا وليس من السهل أن تتحكم في الفايروس إذا دخل منازلنا. من هذا المنبر أشكر رجال الأمن فهم ساهرين على ضبط المواطنين والمخالفين خوفا علينا ولسلامتنا وأقول لهم شكرا لمجهوداتكم. حاليا مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا هاما في توعية شبابنا وإخواننا حتى أن البعض يجتهد في البحث لكي يوصل معلومات هامة وقيمة في كيفية محاربة فايروس كورونا والوقاية منه وكيفية الحد منه ومحاربة بؤره. في الأخير تحية إجلال وتقدير للطاقم الطبي والشبه الطبي ورجال الامن والحماية وكل السلطات. بدون أن ننسى الجمعيات والمجموعات الخيرية الصحافة المرئية والمكتوبة ورجال الخفاء وكل من يساهم من قريب او من بعيد لمحاربة كوفيد_19 لأن همهم الوحيد أن نرجع لحياتنا كما كنا في أمان وسلام من كل مرض ووباء”.

اسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P