حوارات

مولود شتوان عز الدين (لاعب شبيبة تيارت):  “أحلم بقيادة “الزرڤا” نحو القسم الأول”

في ظل بحث شبيبة تيارت عن العودة إلى الواجهة وإحياء تاريخها العريق، برز اسم مولود شتوان كأحد الوجوه الواعدة التي تعقد عليها الجماهير آمالًا كبيرة. لاعب شاب يجمع بين الموهبة والالتزام والطموح، بدأ من شوارع عين كرمس ووصل اليوم إلى الفريق الأول للشبيبة بفضل إرادته وقوته الذهنية. في هذا الحوار الخاص، يعود شتوان إلى محطات مسيرته، ذكرياته، طموحاته، ونظرته لمستقبل الكرة التيارتية.

كيف تقدم نفسك لجمهور شبيبة تيارت وللقراء الذين ربما يسمعون باسمك لأول مرة؟

“أنا مولود شتوان عزّ الدين، ابن مدينة عين كرمس وواحد من أبناء المدرسة التيارتية الذين تربوا على حب الشبيبة. بدأت الكرة من الشارع، من اللعب البسيط مع الأصدقاء، قبل أن تتحول إلى شغف ومسار حياة. اليوم أنا لاعب في فريق الأكابر لشبيبة تيارت، أحمل في قلبي مسؤولية الانتماء لهذا النادي العريق، وأسعى كل يوم لإثبات نفسي وترك بصمة في تاريخ الفريق.”

كيف تتذكر بدايتك الأولى مع كرة القدم في شوارع عين كرمس؟

“كانت بداية مليئة بالبراءة والمتعة. كنا نلعب في الأزقة الترابية لساعات دون تعب، وهناك اكتشفت أنني أحب الكرة أكثر من أي شيء آخر. ربما كانت تلك اللحظات البسيطة هي التي منحتني الجرأة والسرعة وروح المبادرة، لأنها صنعت شخصيتي كلاعب هجومي لا يخاف من التحديات.”

متى أدركت أن موهبتك تختلف وأنك قادر على الذهاب بعيدًا؟

“في الحقيقة، الأمر بدأ يتضح عندما كنت في وداد عين كرمس. هناك بدأت أسمع من المدربين واللاعبين أنّ لدي شيئًا مختلفًا، سواء من حيث السرعة أو المراوغة أو الحضور في الهجوم. ومع مرور الوقت، بدأت أصدّق ذلك، ليس غرورًا، بل إيمانًا بضرورة العمل أكثر حتى أصل إلى مكان يليق بما أملك.”

ما الذي دفعك لاتخاذ خطوة الانتقال إلى شبيبة تيارت؟

“كنت أشعر أنني بحاجة إلى بيئة أكثر احترافية، إلى نادٍ لديه هيكلة ومدربين متخصصين. شبيبة تيارت كانت الخيار الطبيعي، لأنها فريق كبير وله تاريخ، ولأنني كنت أسعى للتكوين الصحيح وليس فقط للعب. عندما انتقلت إلى الشبيبة، شعرت فورًا أنني في المكان المناسب.”

كيف كان تأثير المدربين الذين أشرفوا عليك في فئات الشبيبة؟

“تعاملت مع مدربين تركوا بصمتهم في شخصيتي قبل مهاراتي. المدربون زبيدي، مروان محمد، رزايقية وعدة، كانوا مدرسة حقيقية. تعلمت منهم الانضباط، القراءة الصحيحة للّعب، كيفية التحرك دون كرة، وكيف أستغل سرعتي بشكل مفيد للفريق. هؤلاء الأشخاص ساهموا في صقل موهبتي ومنحي الثقة في اللحظات الصعبة.”

ما أبرز التغييرات التي لاحظتها في نفسك عندما وصلت إلى الرديف؟

“شعرت أنني أصبحت لاعبًا آخر. في الرديف الأمور تكون أقرب لمستوى الأكابر، وهناك بدأت أتحمل المسؤولية وأصبح عنصرًا أساسيًا في الفريق. زادت قوتي البدنية، تحسنت قراءتي للملعب، وأصبحت أكثر نضجًا في اتخاذ القرار. كان موسمًا مهمًا شكّل نقطة تحول حقيقية.”

كيف تلقيت خبر ترقيتك إلى الأكابر؟

“كانت لحظة لا تُنسى. عندما أبلغوني بالقرار، شعرت بأن كل السنوات التي تعبت فيها لم تذهب سدى. لم يكن الأمر مجرد صعود، بل اعتراف بعملي واجتهادي. قلت لنفسي يومها، الآن تبدأ المسؤولية الحقيقية، وعليك أن تكون على قدر الثقة.”

كيف كانت أول مشاركة لك مع الأكابر؟

“كنت متحمسًا ومتوترًا في نفس الوقت. الدخول مع لاعبين أصحاب خبرة ليس أمرًا بسيطًا، لكنني حاولت أن أظهر شخصيتي الحقيقية. أعطيت كل ما لدي، وبصراحة كان دعم الجمهور واللاعبين أكبر دافع لي كي ألعب بثقة.”

كيف كانت المباراة ضد مولودية سعيدة بمعسكر؟

“تلك المباراة كانت اختبارًا للجرأة. دخلت وأنا أعرف أنني يجب أن أظهر شخصية اللاعب الذي لا يخاف من حجم المنافس. قدمت أداءً رجوليًا وصنعت فرصًا، وسمعت بعدها إشادات من الجمهور، وهذا منحني دفعة معنوية كبيرة لأن المباراة كانت أمام فريق له وزن.”

ما هي المباراة التي تعتبرها أفضل ذكرى في مسيرتك؟

“مباراة أمل الأربعاء تبقى الأقرب إلى قلبي. شعرت خلالها أنني ألعب بإمكاناتي الحقيقية، وكانت محطة جعلتني أؤمن أنني قادر على الوصول إلى مستويات أعلى إذا واصلت العمل.”

كيف تصف أسلوب لعبك وما الذي يميزك داخل الملعب؟

“أنا لاعب جناح أيمن سريع، أعتمد على الانطلاقات القوية والمراوغات القصيرة. أحب أن أخلق التفوق العددي وأستغل المساحات، كما أنني أملك رؤية جيدة في الثلث الأخير، وهذا يساعدني على صنع فرص لزملائي. باختصار، هدفي دائمًا أن أكون مفيدًا للفريق في كل لقطة.”

من هم اللاعبون الذين تعتبرهم قدوة لك؟

“محليًا، يوسف بلايلي هو اللاعب الذي أتابعه بشغف كبير. طريقة لعبه، روحه، وجرأته تلهمني. عالميًا، ليونيل ميسي هو نموذجي المفضل، لأنه لاعب يصنع الفارق بأبسط التفاصيل ودون ضجيج، وهذا ما أحاول تعلمه.”

كيف ترى المنافسة داخل الفريق الأول؟

“المنافسة شيء جيد. عندما تلعب في فريق كبير مثل الشبيبة، يجب أن تقبل أن هناك دائمًا من ينافسك على مكانك. أنا أتعلم من زملائي الكبار وأحاول أن أضيف شيئًا جديدًا كل يوم، لأن اللعب أساسيًا في الأكابر يتطلب مستوى ثابتًا وشخصية قوية.”

ما هي طموحاتك مع شبيبة تيارت؟

“هدفي الأول هو تقديم الإضافة للفريق ومساعدة الشبيبة على العودة إلى القسم الوطني الأول. هذا حلم جماعي قبل أن يكون حلمًا فرديًا. أريد أن يرى الجمهور فيّ لاعبًا يستحق ارتداء الألوان الزرقاء والصفراء.”

وماذا عن حلمك الشخصي خارج أسوار الشبيبة؟

“أملك رغبة قوية في اللعب يومًا ما في اتحاد العاصمة، وأقولها بكل ثقة. وبعد ذلك، هدفي الأكبر هو الاحتراف خارج الجزائر. أؤمن أن اللاعب الذي يعمل بجد ويمتلك الطموح يمكنه الوصول مهما كانت البدايات بسيطة.”

ما هي رسالتك لجمهور الشبيبة؟

“أقول لهم إن الشبيبة تعود بكم ومعكم. نحن كلاعبين نعدكم بأن نقدم كل ما نملك على أرضية الميدان، ونحتاج دعمكم وثقتكم. سنقاتل من أجل الشعار، ومن أجل أن يعود الفريق إلى مكانته التي يستحقها.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى