حوارات

يونس غلّاي مساعد مدرب رديف وداد تلمسان: “التكوين لن يكون إلا بتوفر الوسائل و البُنى التّحية الغائبة عند العديد من الفرق “

تحدث مساعد مدرب رديف فريق وداد تلمسان يونس غلاي عن سبب معاناة معظم الفرق ،خاصة النوادي العريقة ،رابطا ذلك بابتعادها عن سياسة التكوين ،وذلك بسبب غياب الوسائل والبنى التحتية عند كل الفرق الجزائرية التي تعاني من الناحية المادية، ورغم هذا فقد بدا المدرب الشاب فخورا بالعمل الذي يقومون به في فريق وداد تلمسان ،طامحا بعودة مدرسة الزرقاء إلى سابق عهدها ،ومؤكدا أنه يسعى لتطوير مستواه أكثر من خلال البحث والعمل والاحتكاك بمدربين كبار.

في البداية هل يمكن أن تعرف نفسك للقراء ؟

“بالطبع، غلّاي يونس من مواليد سنة 1990 ،المحضر البدني في فريق الرديف لوداد تلمسان ،خريج المدرسة العليا لتكوين إطارات الشبيبة والرياضة بوهران،حاصل على شهادات فدرالية في التدريب،وكذا شهادة الليسانس في اللغة الإسبانية من جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان.”

كيف إلتحقت بعالم التدريب ؟

“بعد إتمامي لدراستي بالجامعة ،وتحصلي على شهادة الليسانس فكرت في الحصول على شهادة في ميدان التدريب ،خاصة وأنني شغوف برياضة كرة القدم منذ الصغر ،على غرار بقية الشباب الجزائري ،حيث كانت لي الفرصة لتقمص ألوان العديد من الفرق التي تنشط بمختلف الأقسام في ولاية تلمسان ،وهو الأمر الذي جعلني أكرس كل وقتي بعد تخرجي من الجامعة للعمل في مجال التدريب خاصة على مستوى الفئات الشبانية، على غرار مدرسة آمال الكيفان ،كما عملت كمساعد في فريق إتحاد تلمسان الناشط ببطولة ما بين الجهات ،حيث اكتسب خبرة في هذا المجال وأنا الآن أسعى لتطوير نفسي شيئا فشيئا .”

لقد تحدثت  كثيرا عن الفئات الصغرى ،كيف ترى ظروف العمل على مستواها؟

“في الحقيقة بالنظر إلى تجربتي المتواضعة ،استخلصت أن العمل في الفئات الصغرى ،يختلف كثيرا عن العمل مع الأكابر ،فالمدرب على مستوى الفئات الشبانية زيادة على العمل التقني والبدني الذي يقوم به ،فيجب عليه أن يكون مربيا وقدوة لهؤلاء الشبان،وهو ما يتطلب زادا معرفيا ،ثقافيا ،وكذا تقنيا ،ولما نتحدث عن العمل مع الفئات الصغرى فهذا يعني التكوين الذي يتطلب ظروف عمل حسنة ،ووسائل كثيرة، وحتى المنشآت والملاعب .”

كيف تقيم الموسم الماضي بالنسبة لرديف وداد تلمسان؟

“بالرغم من أن الموسم كان استثنائيا بسبب مرض كوفيد 19 ،إلا أننا عملنا  جاهدين على الوصول إلى هدفنا، ألا وهو تكوين لاعبين لدعم فريق الأكابر والحمد لله بفضل تضافر جهود الجميع ،سواء الطاقم الفني بقيادة المدرب بتيوي أو الطاقم الطبي والإداري ،فيمكن القول أننا حققنا الهدف بغض النظر عن النتائج ،والدليل أن فريق الأكابر قد استفاد من ستة عناصر تمت ترقيتها وكانت لها الفرصة في اللعب ضمن التشكيلة ،رغم صعوبة الوضعية التي تواجد فيها الفريق ،حيث كسبت هذه العناصر ثقة المدربين الذين تداولوا على العارضة الفنية وساهمت في تحقيق البقاء في الرابطة الأولى ،وهو أمر يؤكد أن هناك عمل كبير على مستوى الفئات الشبانية ،وهو أمر يفرحنا كثيرا لأن مجهوداتنا لم تذهب سدى ، وهو الأمر نفسه عند بداية هذا الموسم والدليل ترقية العناصر المذكورة ،مما يشجعنا على العمل وتكوين لاعبين آخرين ،لأن خزان المواهب موجود ولا يتطلب إلا العمل .”

بحديثك عن العناصر التي تمت ترقيتها ،كيف ترى مستقبلها ؟

“حقيقة فنحن كطاقم فني لفئة الرديف جد فرحين ،لأنه كما قلت عملنا لم يذهب سدى ،أما بالنسبة لمستوى هذه العناصر فاختبارهم من طرف عدة مدربين تداولوا على العارضة الفنية في الموسم الفارط ،وترقيتهم أيضا من طرف الطاقم الفني الحالي بقيادة المدرب كمال بوهلال ،خير دليل على الإمكانيات التي يمتلكها هؤلاء الشبان ،فهم يحتاجون فقط للخبرة التي تأتي بمرور الوقت والعمل ،ولهذا نتمنى أن نراهم في أعلى المستويات مستقبلا،ولهذا فنحن جد فخورين بذلك سواء باللاعبين الذين تم ترقيتهم مع أكابر الوداد أو حتى باللاعبين الذين أمضوا في فرق أخرى بالرابطة الثانية أو القسم الثالث.”

الجميع يجمع على أن الابتعاد عن التكوين هو سبب معاناة الوداد ،هل توافق هذا الطرح؟

“كما يعلم الجميع أن فريق وداد تلمسان قد أنجب العديد من النجوم في الحقبة الذهبية ،وهذا يرجع إلى سياسية التكوين ،والتعامل بمبدأ تكافؤ الفرص ،وذلك من خلال التنقيب عن المواهب والسماح لهم بإبراز طاقاتهم ،أظن أن السنوات الأخيرة قد عرفت العكس، خاصة في ظل تواجد وكلاء الأعمال،فاللاعب رغم أنه يمتلك مواهب فلما يصل إلى السن القانوني للعب مع الأكابر ،يجد نفسه خارج الحسابات ،وذلك في مقابل فرض المناجرة للاعبيهم وهو الأمر الذي جعل الفريق يخسر الكثير من المواهب ،هو أمر تعاني منه معظم الفرق الوطنية ،خاصة تلك التي كانت معروفة بالتكوين”.

ما هي الحلول اللازمة لعودة مدرسة الوداد ؟

“الحل في عودة الفريق لإنجاب اللاعبين ،لن يكون إلا بالعودة للتكوين الذي يتطلب مشروعا رياضيا يُبنى على العمل باستراتيجية مدروسة على المدى الطويل ،وإن لم نقل مشروعا رياضيا ،وذلك بالاعتماد على مدربين يملكون الخبرة الكافية في تدريب الفئات الشبانية ،ويؤمنون بسياسية التكوين ،هذا دون أن ننسى ضرورة توفير الوسائل لأنه لا يمكن الحديث عن صنع جيل من اللاعبين في ظل غياب الوسائل والمنشآت  ،وهو المشكل الذي تعاني منه كل الفرق ،ويقف عائقا أمام سياسية التكوين التي تتطلب وجود الوسائل ،طرق التدريب وتسطير الهدف.”

ولاية تلمسان بمختلف مناطقها تمتلك خزانا من المواهب لماذا لا يتم الاستثمار في هذه العناصر؟

“صحيح ،فالكل يعلم أن ولاية تلمسان بمختلف بلدياتها تمتلك خزانا كبيرا من المواهب ،التي عادة ما توجد في الأحياء الشعبية ،ومناطق الظل ،لكن كما قلت فغياب الوسائل والمنشآت كالملاعب ،أو مراكز التدريب والإقامات يحد من إمكانية الاستثمار في هذه المواهب ،ولهذا عندما تتوفر الوسائل فيمكن التنقيب وفتح المجال أمام اللاعبين الذين لا يمتلكون الفرص”.

كمدرب شاب ما هي طموحاتك ؟

“في الحقيقة قبل أن أكون مدربا فأنا مربي رياضي وهو أمر يجعلني أحب كثيرا هذه المهنة ،وهو ما يجعلني أطمح للتعلم أكثر لتطوير مستواي ،فأنا أسعى للاحتكاك بمدربين كبار ،مع البحث والمطالعة لاكتساب المزيد من الزاد في مجال التدريب ،والتكوين لأن هدفي الذهاب بعيدا في هذا الميدان الذي يعتبر بحرا عميقا ،ومن هذا المنبر أتوجه بالشكر للمدرب منير بتوي الذي تعلمت منه الكثير خلال فترة العمل معه.”

بصفتك مدرب شاب كيف ترى مستقبل المدربين الشباب ؟

“في الحقيقة هناك العديد من المدربين الشباب الذين يعملون بجد ،لكن ما يجب أن نعرفه أن مهنة تدريب الشباب ليست سهلة بل تتطلب الخبرة وبذل مجهودات ،زيادة على البحث لأن كرة القدم الحديثة قد تطورت،وأضحت علما مستقلا بذاته ،ولهذا فيجب على كل من يحب هذه المهنة أن يفعل ما في وسعه لتطوير نفسه وبالتالي تطوير كرة القدم.”

هل لك إضافة؟

نشكر جريدتكم على هذه الاستضافة،ونتمنى لكم التوفيق والنجاح في خدمة الرياضة الجزائرية ،خاصة فيما يتعلق بتسليط الضوء على فرق مناطق الظل ،أو الفئات الشبانية التي لا تأخذ حقها من الإعلام.

حاوره: ياسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P