تحقيقات وروبورتاجات

أصبحت ذات أبعاد ربحية محضة وحادت عن الهدف… 
الدورات الكروية تتحول من النشاط الترفيهي إلى التجاري

تحظى الدورات الكروية بأهمية بالغة ووجهة ترفيهية من الشباب المتعطشين لرياضة كرة القدم، على اعتبار أنّها رافدا حيويا للمواهب الناشئة التي عادة ما تلفت اهتمام المراقبين والكشافين المتواجدين بها، لضم المتألقين منهم والعمل على صقل مواهبهم ومهاراتهم في كرة القدم. وتشهد هذه الدورات إقبالا لافتا من قبل الشباب، خصوصا وأنّها تقام في فترة ركود النشاطات الرياضية بسبب جائحة كرونا، إلى جانب تفرغ اللاعبين وكذا الجماهير من ارتباطاتهم اليومية المختلفة خلال الفترة المسائية. ويعتبر المتتبعون في الشأن الرياضي المحلي هذه الدورات، منجما للمواهب الشبابية على اختلاف فئاتها، حيث تعكف بعض الجمعيات ورؤساء الأحياء تنظيمها بين أفراد الحي الواحد أو ما بين الأحياء السكنية المختلفة، بما يحقق الفرجة والتسلية بفضل مهارات اللاعبين الذين يتفننون في إبراز قدراتهم الفنية للمشجعين بشكل عام. وتتصارع الجمعيات على اختلاف موقعها الجغرافي للظفر بأكبر عدد ممكن من المشاركين، كونها تلزم الراغبين في التسجيل بدفع مبلغ مالي معتبر نظير الانخراط، مما حولّ بعضها من نشاط ترفيهي إلى نشاط تجاري بحسب بعض الأصداء التي قالها مشاركون في هذه الدورات .

دورات كروية لكسب المال أهم شيء من صحة اللاعبين

وأوضح متحدثون ليومية بولا ممن كانوا ضحية هذه الدورات ، أنّها أصبحت ذات أبعاد ربحية تجارية محضة ، وحادت عن الهدف الذي جاءت لأجله، والذي يتمثل في طابع التسلية والترفيه والفرجة، مسترسلين بالقول أنّ بعض المنظمين يضعون شروطا ومبالغ مالية مرتفعة جدا تفوق في بعض الأحيان قدرات المنخرطين الشغوفين لممارسة الرياضة الأكثر شعبية، وهو نوع من التحايل والخداع يروح ضحيته الشباب المشاركين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية. ويجمع المتتابعون والمنخرطون في هذه الدورات، أنّها خطر يتهدد صحة اللاعبين المحبين للكرة المستديرة، الذين يبذلون قصارى جهودهم لإمتاع الجماهير وخلق جو من الحماس والتشجيع، وكذا رفع أسهم هؤلاء المستثمرين السماسرة في الشباب لكسب أرباح معتبرة على حساب أجسادهم الأكثر عرضة لخطر الإصابات في ظل غياب التأمين الصحي، والرقابة وسندات تنظيمية وقانونية صارمة لكبح مثل هذه الممارسات غير المبررة، التي تحوم حولها استفهامات كثيرة ، خاصة تلك التي تقام على ملاعب ترابية، و يبقى الضمير هو الحسيب والرقيب الوحيد أمام تعب وضرر اللاعبين، في سبيل تحقيق الفرجة والربح في الوقت ذاته لأصحاب المشروع ، دون علمهم بذلك في بعض الأحيان، فكثيرا ما يتعرض المشاركون لإصابات خطيرة أجبرتهم على القعود لفترات طويلة جدا وأنهت مسارهم الكروي في ريعان شبابهم.

مهدي ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P