حوارات

الكاتبة الناشئة ابنة ولاية جيجل وجعي فاطمة صاحبة رواية ملاذ الضائع: ” فترة الحجر قضيتها بين المطالعة والكتابة لتطوير مهاراتي في التدوين “

بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها للجمهور؟

“من أنا؟ للآن لم أجد جوابا مقنعا لنفسي كي أعرف بنفسي بشكل واضح، فكلما قال الإنسان عن نفسه يكون بالقليل، ليس تكبرا وتعالي، بل إن نفس الإنسان الثمينة غنية عن التعريف، ولكني وببساطة أعلم أني أنجبت كي أبث للعلن قدرتي وموهبتي، أنا من لم تسقطها يوما كلمات من أرادوا هدمي،أنا النجمة الصاعدة والنجوم لا تسقط يا صديقي، أنا الكاتبة الناشئة ابنة ولاية جيجل، الشابة وجعي فاطمة صاحبة 17 عاما، مؤلفة لرواية ملاذ الضائع”.

كيف حالك أستاذة  ؟

” بخير والحمد لله “.

كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟

” كانت الكتابة ملهمي منذ الصغر، حيث بدأتها كبداية باقي الكتاب، تعابير تطورت لخواطر وما إلى ذلك، برعت بها وأضفت لمساتي الساحرة وذلك بعد قراءتي لعدة كتب وروايات طورت من ذاتي ومهاراتي. في الحقيقة دخولي لها لم يكن موفقا، لكني لم أفشل وعزمت على أن أصبح أشهر مؤلفة “.

ومن شجعك؟

” أما عن مشجعي ، فإنني بالبداية كنت مشجعة نفسي، أقول أني سأنجح رغم فشلي مسبقا في مسابقات الكتابة، لم تكن عائلتي مهتمة بالبداية بهذا المجال لكنها أصبحت فما بعد، إلى أن وصلت الثانوية والحمد لله، بها وجدت حقا عائلتي الثانية بجنبي وقد قادتني الأفكار والإلهام لبلوغ الحلم “.

هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟

” في غالب الأحيان تكون الظروف والأوضاع التي يعيشها هي من تلهمه لكي يكتب ويبرز مكوناته التي تعتريه “.

فما هي آثارها عليك ؟

” قد عرفتني أوضاع بيئتنا المعاشة على الغربة والعنصرية بها ،كما أطعمتني ذوقا من الظلم والتخلي والخذلان وفي الوقت نفسه عرفتني عن حب الإنسان للناس من حوله والثقة وروح التعاون بين أصدقائه “.

ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟

” من الكتب التي أثرت علي “قصة حياتي العجيبة” للكاتبة هيلين كيلر، حيث حفزتني قصتها على المضي قدما وعلمتني أن الإرادة تصنع المعجزات، كما أثر علي كتاب” عظماء في طفولتهم” للكاتب محمد المنسي قنديل ،حيث علمني أن وراء كل عظيم صغر كان ملهمه، وكتب الفلك والروايات، أما عن المشاريع الفكرية فلا أظن أنها قد أثرت علي بحكم أننا نعيش بالعالم العربي الذي لم توفق به المشاريع الفكرية “.

لمن قرأت… وبمن تأثرت ؟

” قرأت لعدة كتاب (مصطفى لطفي المنفلوطي، عمرو عبد الحميد، أدهم الشرقاوي) ،  في الحقيقة تأثرت بكتابات عمرو عبد الحميد ووصفه الدقيق والمبدع بعيدا عن الحقيقة، بحكم أني أميل للخيال أكثر من أي شيء “.

لمن تكتبين ؟

” في بداية مشواري كنت أكتب فقط لنفسي ، أما الآن وبصفتي كاتبة فإني أكتب لكل عاقل وواع ، ولكل من يسعى ويطمح ليعلي بقيمة العقل وأفكاره، ولكل من يتفهم ما يعتري الكاتب من مشاعر “.

وهل أنت في كل ما كتبت ؟

” لربما كذلك فأنا أكتب في حين ما اجتاحتني المشاعر، بغض النظر عن القصص القصيرة أو الرواية التي كتبتها فبعضها مقتبسة مما نعيشه والآخر من نسج الخيال “.

ممكن تعطينا أهم أعمالك؟

” أهم مواليدي الأدبية هي رواية” ملاذ الضائع””.

ممكن تعطينا شرح حول قصتك ؟

” أحداث قصتي تدور حول شاب يدعى اسكندر ، الفتى المسيحي التائه الذي لم يعرف قلبه للتوبة طريقا، كبر  بأحضان مجتمع طغى عليه الظلم وقلوب البشر القاسية التي لا تؤمن بشيء سوى قانون الغاب، القوي هنا يبيد الضعيف، اسكندر فتى قضى طفولته بين مسح أحذية أرجل أناس بلا ضمير، وأفنى شبابه يترامى بين قضبان السجن، فزاد ذلك قلبه سوادا وحقدا، فيخرج منه لترمي به الحياة بين أمواج الخطيئة والرذيلة فيتعفن شرفه ويصبح الحرام حلالا له والممنوع مباحا، فيتمرد على ماضيه المرير، ويطعن والدته انتقاما على تخليها عنه وقت حاجته، ويهرب فارا من العار والسجن. رغم عذاب الضمير الذي لم يستطع كبحه لحظة، إلا أن اسكندر أعاد لملمت شتاته واتخذ عملا شريفا بعيدا عن كل ما يمس بكرامته، وبفضل “ياسمين” الذي كانت النور له والتي قادته لاعتناق الإسلام حبا في الله، فيتخذها زوجة له ويكتمل حبهما حلالا طيبا، فيلقى عوض الله عز وجل عندما يرجع أدراجه لبلدته فيلقى والدته حية ترزق، بعد أن فتك به عذاب “.

لديك مؤلف  لم ينشر ممكن تعطينا شرحا حوله ؟

” نعم لدي وأنا بصدد إنجازه واسم الكتاب هو “الأنورتيت”، وهو عبارة عن نيزك جميل شبهته بموقف الإنسان حين يحتجز بين الأمل والفشل، فإما يصمد ويبقى شامخا يحلق بالفضاء أو يسقط من الفشل وتنتهي معه أحلامه ،وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل دونتها حينما احتجزت بين نيران الأمل ولعبت بي أمواج الفشل وجذبتني لرمال شاطئها الجرداء”.

ما هي الكتب التي شاركت فيها ؟

“شاركت في كتاب جامع  “متاهة الأستروجين””.

حدثينا عن كل كتاب؟

” عبارة عن مجموعة قصصية تناولت مواضيع مختلفة شاركت فيه بقصة   “كبرياء هزم حب” “.

ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟

” في الحقيقة روايتي ملاذ الضائع قد أعجبت كل من قرأها وهي من قادتي نحو النجومية “.

مند متى وأنت تكتبين ؟

” هذا السؤال لا أظن أن كاتبا ما يملك إجابته ومن يقول أني بدأت في سن معينة فهو لا يمتلك موهبة الكتابة، الكاتب خلق ليكتب فالكتابة لا تملك سنا، أما إن أصريت على إجابتي فسأقول لك منذ ولادتي وفقط”.

حدثينا عن المسابقات التي شاركت فيها؟

” في الحقيقة كل مشاركاتي باءت بالفشل  ، مثلا مسابقة تحدي القرة العربي وأقلام بلادي سنة 2019، أما عن الخواطر فإني ربحت شهادات بها كحصولي على شهادة أحسن خاطرة على فلسطين”.

ما هي الكتب التي أشرفت عليها ؟

” لم أشرف على أي كتاب “.

ما هي الجرائد والمجلات التي شاركت فيها ؟وبماذا تميزت؟

“مجلة نحو الحلم ومجلة أبداع وهذه أول جريدة “.

من غير الكتابة ماذا تعملين؟

” طالبة ثانية ثانوي “.

كيف توفقين بين العمل والهواية ؟

” الدراسة بوقتها وهوايتي أستمتع بالاشتغال بها وقت فراغي “.

ما هو مستقبل الأدب والشعر في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟

” في الحقيقة من وجهة نظري فإني أجد مستقبل الأدب معرضا للخطر إن بقي الناس على حالهم في ظل العولمة وإهمال الكتب “.

ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟

” له دور كبير بحيث يوعي الناس ويسعى لتثقيفهم بعيدا عن كل ما هو إلكتروني مضر وغير مفيد”.

ما هي مشاريعك القادمة ؟

” كمشاريع مستقبلية أود أن أفتح مشاريع تطوعية وأهم مشروع هو فتح مستشفى مصغر يتكفل بعلاج الأطفال اليتامى ، أود أيضا إنشاء جمعية ممولة تدعم المواهب المخفية ماديا ومعنويا “.

ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟

” المطالعة ، الرسم، التصوير، وكذلك ممارسة الرياضة”.

من شجعك على الكتابة أول مرة؟

“شجعت نفسي ثم بدأت عائلتي بتشجيعي لحين انجازي لروايتي.”

ما هو إحساسك وأنت تكتبين رواية؟

“إحساس الفخر والعزة بالنفس خاصة لكتابتي بها موضوعا هادفا.”

هل ممكن أن  تكتبي قصة حياتك؟

“احتمال كبير فعلي لذلك، فأنا أعتبر أحداث حياتي مشوقة جدا”.

لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقولين ؟

“أطمح و أسعى نحو ذاك الطموح،  وإياك والفشل ولن يخذلك المولى بإذن الله” .

ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟

“أطمح للنجومية وبلوغ القمة وأن أصبح بمواليدي الأدبية محبوبة الجماهير، وأن أبرز للناس مدى أهمية الكتابة في حياة الإنسان والطموح الذي أريده أكثر من أي كان هو أن أترك أثر وجودي بهذا العالم “.

كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟

” إن أردت أن تدخل عالم الكتابة فعليك أن تتحلى بصبر أيوب وأن تمضي بتواضع محمد صلى الله عليه وسلم،  فالكتابة بالجزائر خاصة شاقة لحد بعيد لذلك عليك بالمضي نحوها وكلك أمل “.

ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟

” أجمل ذكرى هي تأليفي لأول عمل أدبي لي ” ملاذ الضائع” ،أما عن الأسوأ  فربما يجب أن أحتفظ بجواب السؤال لنفسي”.

هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟

” نعم بالطبع أنا من هواتها”.

ما هو فريقك المفضل محليا وعالميا؟

محليا الفريق الوطني” .

من هو لاعبك المفضل محليا وعالميا؟

” محليا  بغداد بونجاح ،عالميا باولو ديبالا “.

جائحة كورونا هل أثرت عليك؟

” ليس كثيرا”.

كيف كانت فترة الحجر الصحي ؟

“مملة  وصعبة على الناس قليلا”.

هل كنت تطبقين قوانين الحجر ؟

” أحيانا”.

نصيحة تقدمينها للمواطنين  خلال هذه الفترة؟

” الفترة هذه صعبة جدا لكننا كجزائريين متحدين، لا يصعب علينا شيء لذلك علينا الصبر وتفادي أي شيء يقودنا للضرر والإصابة بهذا الفيروس القاتل “.

ماذا استفدت من الحجر الصحي؟

” استفدت الكثير فقد سخرت وقته فقط للمطالعة والكتابة”.

هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟

” نعم ، فهو لم يكن سيئا بالنسبة لي فبفضله استطعت إيجاد الوقت لأخط أحرف رسالتي النبيلة”ملاذ الضائع”.

رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر ؟

“كانت سيئة وجيدة في نفس الوقت، حيث وفرت مواقع التواصل التعامل مع الناس خلال فترات العزل عبر أنحاء العالم، أما من حيث السوء فقد استغلها البعض لنشر الشائعات والأخبار المزيفة لإثارة الهلع بين الناس.”.

كلمة أخيرة المجال مفتوح؟

” إنسان بلا طموح وبلا أهداف ليس سوى جثة هامدة تحركها سيقان مأمورة” جملة لن يفهمها سوى شخص تخطى مرحلة اليأس في حياته، لذلك ضع هدفا وامض نحوه بكل أمل وتفاؤل وإياك من أن تدع الفشل يؤرقك أو يصبح السقوط هاجسك، نعم إنك ستتعب كثيرا، لن تنجح بمحاولتك الأولى، ستسقط وتسقط و تسقط مرة ثالثة ،لكنك مع كل سقوط ستكسب خبرة النهوض والمضي قدما، فقط…آمن بأن الرياح تجري كما تشتهيه أنت، لا كما يودونها هم.”

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P