تحقيقات وروبورتاجات

نهضة في المنشآت و تنظيم محكم للتظاهرات … حصيلة الرئيس عبد المجيد تبون على الصعيد الرياضي…عهد و وفاء

كان ركود كبير يخيم على المشاريع الخاصة باستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها ال19 التي كان لوهران شرف احتضانها لثاني مرة في تاريخ الجزائر بعد الأولى التي كانت سنة 1975 ، إلا أن السرعة الفائقة في أنجاز الأشغال على غرار المركب الأولمبي ميلود هدفي المكون من ملعب كرة القدم ، قاعة متعددة رياضات 7 ألاف مقعد و المجمع المائي ، الذي يضم 3 مسابح ، فضلا عن القرية المتوسطية بقدرة إستعاب تصل إلى 5 ألاف سرير ، إضافة إلى حقل رماية هو الأول من نوعه في القارة السمراء و الوطن العربي ، مثلما تم إعادة تجديد أبرز الهياكل الرياضية و تجديدها في شاكلة قصر الرياضات حمو بوتليليس و غيرها من المرافق إلى جانب المسبح الأولمبي في الحديقة العمومية، كل هذا ساهم بشكل كبير في فتح عهد جديد للرياضة بوهران التي صارت عاصمة الرياضة بامتياز في عهد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون و استفادت أيضا مدينة سبق بولاية معسكر من مركب رياضي بمعايير دولية استضاف جانب من الألعاب المتوسطية إضافة إلى كأس العرب للأشبال .

و لم تتوقف إنجازات السيد الرئيس على صعيد تشييد البنى التحتية فقط على وهران التي كانت عاصمة الحوض المتوسطي فقط بل شملت العديد من المرافق الرياضية التي كانت عالقة منذ سنوات في مقدمتها ملعب نيلسون مانديلا الذي استضاف جانب مهم من مباريات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين في الطبعة السابعة التي استضافتها كل من الجزائر العاصمة و وهران و قسنطينة و عنابة ، كما تم أيضا تجديد ملعبي حملاوي في قسنطينة و عنابة اللذان اكتسي حلة متميزة ، جعلت من الجزائر قبل لتربص دول إفريقيا و عربية و صارت حتى مرشحة و بقوة لاحتضان مواجهات دول إفريقيا في تصفيات كأس إفريقيا و العالم و في عاصمة دائما تم تسليم فريق مولودية الجزائر ملعب بمواصفات عالمية ألا و هو ملعب دويرة الذي حمل اسم الشهيد “علي لابوانت” ، فضلا عن ملعب تيزي وزو الجديد، لتشهد بذلك الجزائر الجديدة نهضة ليس لها أي مثيل على صعيد المنشآت الرياضية التي تم تسليمها أو تلك التي تجددت و صارت بحلة عالمية.

الطبعة ال19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط نجاح تنظيمي و فني

ستبقى الدورة ال19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمتها وهران ما بين 25 جوان و 5 جويلية من عام 2022 سابقة في تاريخ هذه الألعاب ، لا من حيث المنشآت التي خصصت لها و لا حتى الاهتمام الكبير من قبل السلطات العليا للبلاد، في مقدمتها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي منحته اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وسام الشرف و الاستحقاق عرفا بالمجهودات الكبيرة التي قدمها لإنجاح هذه الطبعة التي استضافتها الباهية وهران التي كانت عاصمة الحوض المتوسط بامتياز ، حيث قدم السيد رئيس الجمهورية كل الدعم و التسهيلات لإنجاح الألعاب المتوسطية التي استضافتها الجزائر لثاني مرة بعد الأولى التي كانت سنة 1975 في الجزائر العاصمة ، للتذكير أنه شارك في الطبعة 19 ، 3390 رياضي ورياضية من 26 دولة واتحاد أولمبي متوسطي من مجموع 5441 حضروا هذه التظاهرة الإقليمية المهمة ، حيث كان إطعامهم وإيواؤهم على عاتق الجزائر ، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الألعاب المتوسطية، و تحقق خلالها 18 رقما قياسيا جديدا في اختصاصات ألعاب القوى، والسباحة، والرمي، ورفع الأثقال.

و شهدت نسخة سنة 2022 من الألعاب المتوسطية تغطية إعلامية رفيعة المستوى رافقت المنافسات و حتى الهوامش من هذه الدورة ، و بخصوص البث المباشر للمنافسات حيث قامت 20 دولة ببث حفل افتتاح الطبعة ال19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران 15 منها قامت بالبث المباشر للمنافسات الرياضية و كذا 11 دولة قامت بإعداد ربورتاجات يومية حول الحدث الرياضي الدولي و هو ما يعتبر نجاحا كبيرا يسجل لأول مرة في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، خاصة بعد حفل الافتتاح الباهر الذي روج للثقافة و التراث خلال حقب تاريخ الجزائر.

كما كان للشعب الجزائري حصة الأسد من خلال المشاركة و بقوة في نجاح الألعاب المتوسطية نظرا للحماس الذي الملتمس بمختلف المنشآت الرياضية التي كانت ممتلئة بالجماهير و في شتى التخصصات ، حيث أن الرياضيين الذين توافدوا إلى الجزائر انبهروا بالحماس الكبير الذي صنعه الجمهور خاصة و أنهم افتقدوا هذه الأجواء بسبب جائحة كورونا ، كما أن اختتام هذه الألعاب ، كان بداية جديدة للباهية وهران التي صارت قبلة للسياحة و الرياضة ،نظير تنوعه الثقافي و جمالها الطبيعي ، ناهيك عن المنشأت و الهياكل الرياضية التي أنجزتها الدولة على غرار المحطة الجديدة بالمطار الدولي أحمد بن بلة و كذا المركب الأولمبي ميلود هدفي و المجمع المائي و القرية المتوسطية كلها مقومات ترشح وهران كي تستضيف كبرى التظاهرات العالمية ، لتكتب ولاية وهران في حقبة الرئيس عبد المجيد تبون تاريخا جديد للرياضة الجزائرية في تنظيم أحد اكبر الاستحقاقات الرياضية في العالم بنجاحا منقطع النظير و تكون وهران فعلا في قلب الرياضة المتوسطية.

و سجلت الرياضة الجزائرية أفضل مشاركة تاريخية لها في الألعاب، حيث توجت بـ20 ذهبية و 17 فضية و 16 برونزية مجموع 53 ميدالية ، محتلة المركز الرابع في أحسن مشاركة لها في تاريخ ألعاب البحر المتوسط ، كما شهدت دورة وهران المتوسطية بروز أسماء جديدة على الساحة الرياضية الجزائرية ، معول عليها في تشريف الجزائر في الألعاب الأولمبية القادمة في باريس في رياضات ألعاب القوى ، الجيدو ، الملاكمة ، السباحة ، رفع الأثقال ، المبارزة و المصارعة.

أحسن نسخة في تاريخ المنافسة…“الشان” بإمكانيات “الكان”

رفعت الجزائر سقف تنظيم المنافسات الكروية عاليا بعد تنظيم محكم في النسخة السابعة في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين ، من خلال تنظيم محكم أكد أن الجزائر جامعة لكل الشباب الإفريقي، إلى جانب تقدير الشخصيات التي قدمت الكثير في إفريقيا عل غرار الزعيم الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا الذي حمل اسم ملعب براقي الذي دشن من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على هامش بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين “الشان” ، التي كانت أبرز ما ميز الأحداث الكروية خلال سنة 2023 من خلال التنظيم المحكم الذي رفعت به الجزائر سقف تنظيم المنافسات على الصعيد القاري و بشهادة رئيس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم موتسيبي و كل الوفود المشاركة في الطبعة السابعة، أما على صعيد تشكيلة “الخضر” فقد اقتطعت بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي عقب حصدها فوزين متوالين ضد ليبيا (1-0) في اللقاء الافتتاحي ثم أمام إثيوبيا (1-0) لحساب الجولة الثانية .

و هي نفس النتيجة التي تخطى بها رفاق قندوسي عقبة الموزمبيق في المباراة الثالثة و الأخيرة من الدور الأول قبل مواجهة كوت ديفوار في لقاء دراماتيكي في ربع النهائي عرف طرد حارس المرمى ڨندوز بالبطاقة الحمراء و لم تتضح ملامحه إلا في الرمق الأخير حينما سجل محيوص من ركلة جزاء ، ليواجه في ملعب ميلود هدفي في وهران أشبال عبد المجيد بوقرة منتخب النيجر و فازوا عليه بالأداء و النتيجة في مقابلة شهدت حضور جماهيري كبير و عرفت تسجيل 5 أهداف كاملة لرفاق بلخيثر ، ليتأهل بذلك المنتخب المحلي لأول مرة إلى النهائي في هذه المنافسة بعد ثاني مشاركة له عقب الأولى التي كانت في 2011. و في نهائي 4 فبراير أمام منتخب السنغالي و الوصول الأول إلى المشهد الختامي من هذه المنافسة في طبعتها السابعة على أرض الجزائر و التي كانت استثنائية من حيث التنظيم و الإمكانيات التي سخرت للوفود المشاركة ، دخل الخضر للمحليين بكل قوة و بهدف تكرار المنتخب الأول الذي تغلب على السنغال في نهائي 2019 بالقاهرة في مصر .

و برغم من السيطرة على أطوار المباراة إلا أن أسود تيرينغا عرفوا كيف يمتصون ذلك ضغط خلال 120 دقيقة و عادت لهم الغلبة بركلات الترجيح في النهاية و بعيدا عن النتائج الرياضية ، فقد نجحت كرة القدم الجزائرية بتوصيات من رئيس الجمهورية في تنظيم واحدة من أحسن المنافسات على الصعيد القاري ألا و هي منافسة “الشان” ، شأنها شأن كأس إفريقيا للشباب التي كانت شهر أفريل المنصرم .

لم شمل الشباب العربي من بوابة الجزائر

 تمكنت الجزائر من أن تنجح في إعادة لم شمل الشباب العربي من بوابة الرياضة و ذلك بعد أن أعادت منافسات الألعاب العربية الواجهة من جديد عقب غياب دام 12 سنة ، منذ دورة في قطر سنة 2011. فبعد استضافة الجزائر لقمة جامعة الدول العربية في نوفمبر 2022 ، و إعادة لملمة الأشقاء على أرض المليون و نصف مليون شهيد ، لتنجح السياسة الرشيدة للدولة الجزائرية في إعادة بعث القومية العربية و ذلك بتجميع الشباب العربي ، في أكبر حدث رياضي في الوطن العربي طال غيابه و جاءت هذه الطبعة في ختام الاحتفالات المخلدة لستينية عيد الإستقلال و الشباب و على مدار 10 أيام كاملة (من 5 إلى 15 جويلية 2023) كانت الجزائر صرحا لتنافس أكثر من 3800 رياضي عربي في 19 اختصاص رياضي مقسمين على 5 مدن و هذه تعد سابقة الأولى من نوعها في تاريخ الألعاب العربية ،

و تحسبا لهذا الحدث الرياضي العربي المهم سخرت الدولة جميع الوسائل البشرية و المادية الضرورية ووضع إطار تنظيمي خاص بما يضمن توافق و تنسيق جميع القطاعات والفاعلين بهذه المناسبة، خاصة وأن موعد هذه الألعاب صادف اختتام فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ60 لعيد الاستقلال، التي انطلقت منذ 5 جويلية 2022. و كان الهدف من تنظيم هذه الألعاب على وجه الخصوص هو ترسيخ وحدة الشباب العربي وتعزيز الصداقة بين الشعوب العربية وتكريس مبادئ الحركة الأولمبية العربية . و بعد عزمها و نجاحها في تنظيم هذا الحدث و إعادة عجلته للدوران مجددا اختيرت الجزائر “عاصمة الثقافة الرياضية العربية” لعام 2023.

الجزائر في صدارة جدول الميداليات

و على صعيد النتائج انفردت النخبة الوطنية في مختلف الرياضات بالصدارة بفارق شاسع عن الوصيف، بعد أن حصدت أزيد من 100 ميدالية ذهبية، كسابقة في تاريخ المشاركة الجزائرية . و حققت العناصر الوطنية مشوارا مميزا خلال دورة الألعاب الرياضية العربية 2023، بعد إحرازها عدد كبير من الميداليات محققة بذلك أكبر عدد من الميداليات في تاريخ المشاركة الجزائرية في المنافسة. حيث تمكنت العناصر الوطنية الجزائرية من تصدر جدول الميداليات برصيد 253 ميدالية (105 ذهبية – 76 فضية – 72 برونزية)، قبل تونس التي حلت في المركز الثاني في ترتيب جدول الميداليات برصيد 121 ميدالية (23 ذهبية و47 فضية و51 برونزية). وعلى ضوء هذه الأرقام، تكون الجزائر قد نجحت في تحطيم الرقم القياسي الخاص بها في عدد الميداليات الذهبية، بعدما تجاوزت عتبة 100 ميدالية ذهبية في هذه النسخة من الألعاب العربية، بعدما كانت قد حققت 91 ميدالية من المعدن النفيس في طبعة 2004، رغم أنها في تلك الدورة وصلت إلى 267 ميدالية بشكل عام.

منير.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P