في حوار حصري لجريدة بولا، كشف ستيفانو كوزين، المدرب الإيطالي لمنتخب جزر القمر الذي صنع الحدث في تصفيات كأس العالم و الذي حقق 6 نقاط من أول مباراتين، السر في الإطاحة بمنتخب غانا بالأداء و النتيجة في أكبر مفاجآت التصفيات، كما تحدث كوزين عن رأيه في المنتخب الوطني و الجماهير الجزائرية، و تحدث عن عدة أمور أخرى تتابعونها في الحوار التالي…
بداية هنيئا على البداية الموفقة في تصفيات كأس العالم...
” شكرا لكم على الدعم، سعيد بتحقيق هذه النتائج و بجعل منتخب جزر القمر سعيدا أيضا بما حققه منتخبهم.”
6 نقاط في مباراتين و تحقيق العلامة الكاملة، ما تعليقك ؟
“صحيح ما حققناه في بداية التصفيات مثير للانتباه و لم ينتظره أي أحد، فزنا على منتخب إفريقيا الوسطى بأربعة أهداف مقابل هدفين سجلناهما على مرمانا كما أننا فزنا بالأداء أيضا و سيطرنا على كل مجريات المباراة، في حين مباراة غانا كانت هي الأكثر أهمية نظرا لقيمة المنافس و جودة لاعبيه و مع هذا استطعنا أن نحقق ما كان لا أحد ينتظره و تمكنا من الفوز بهدف دون رد و هذا ما مكننا من تحقيق 6 نقاط في أول مباراتين في تصفيات كأس العالم.”
شاهدنا روح قتالية كبيرة من طرف اللاعبين ضد غانا، هل هي كانت مفتاح الفوز؟
” العامل النفسي اشتغلنا عليه كثيرا قبل المباراة، رسخت في أذهان اللاعبين أنهم سيواجهون منتخبا يمكنهم الفوز عليه رغم تاريخه و إسمه الكبير و قلت لهم أن الفرصة من أجل صنع الحدث قد حانت، كما أن هناك رغبة كبيرة جدا كانو تحذوهم من أجل تحقيق الفوز خاصة و أننا كنا مدعومين بجماهيرنا التي قدمت الدعم الكبير للاعبين، و هذا ما جعلنا نحقق ذلك الفوز الرائع.”
و حتى تكتيكيا كنتم في المستوى، الشراسة وحدها لا تكفي أليس كذلك؟
” هذا أمر مفروغ منه، درسنا طريقة لعب المنتخب الغاني جيدا و حتى اللاعبون مشكورون جدا على تطبيقهم للتعليمات التي قدمناها لهم و كل أعضاء الطاقم الفني مشكورون على ذلك، كما أن اللاعبين كانت تحذوهم رغبة كبيرة جدا في تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة، و من الجانب التكتيكي لاحظنا أن منتخب غانا يملك وسط دفاع بطيئ و سرعة مهاجمينا قد تصنع الفارق خاصة في الربع ساعة الأخير من المباراة و هذا ما نجحنا فيه من خلال تمرير الكرة في ظهر المدافعين و اللعب في العمق و هذا ما أعطى ثماره.”
كيف تتوقع أن تكون باقي المباريات في التصفيات؟
” صعبة من دون شك، لا تزال عدة مباريات في اللعب سنواجه مالي ذهابا و إيابا و المنتخبات التي فزنا عليها في ملعبنا من المؤكد أنها ستعمل على الإطاحة بنا في العودة، فكل المباريات المقبلة صعبة للغاية.”
افتتاح التصفيات بـ 6 نقاط، ألا يجعلكم تحلمون بخطف تأشيرة التأهل إلى المونديال؟
” الحلم يبقى حلم، لكن على الواقع من المؤكد أن الأمور شبه مستحيلة و بعيدة تماما على أهدافنا، لأن العقد الذي أمضيته مع إتحاد جزر القمر لكرة القدم كان حول بناء فريق تنافسي للمواعيد المقبلة و لم يُطلب مني تماما التأهل إلى كأس العالم، أنا شخصيا لقد أشرفت على 3 مباريات فقط للمنتخب و لا يزال أمامنا الكثير من العمل، فحتى الآن لم أتعرف على اللاعبين جيدا و لا أزال أراقب لاعبين آخرين من أجل ضمهم للمنتخب، الحديث عن التأهل إلى المونديال بعيد جدا عنا و أرى أن تأشيرة التأهل ني بين مالي و غانا رغم أنها خسرت أمامنا.”
عديد المنتخبات الكبيرة قد تعثرت في بداية والتصفيات، ما تعليقك؟
” المنتخبات الكبيرة تبقى كبيرة و ستعود بقوة في قادم المباريات بعد أن تشتغل المنافسة ستكشف عن وجهها الحقيقي، و ستعود بقوة إلى سباق التأهل.”
كأس إفريقيا على الأبواب، من ترشحه من أجل التتويج؟
” أرى أن كوت ديفوار ستكون المرشح الأبرز من أجل تحقيق لقب كأس إفريقيا في هذه النسخة، بما أن المنافسة ستجري على أرضها و المنتخب الإيفواري سيكون مدعوما من قبل جمهوره المتعطش لتحقيق اللقب من جديد، كما أن السنغال سيدافع بقوة أيضا على لقبه الذي حققه في الكاميرون، في حين أن منتخبات شمال إفريقيا هي الأخرى لها كلمتها في كأس إفريقيا كالجزائر، المغرب و مصر.”
كيف ترى مردود المنتخب الجزائري الذي حقق العلامة الكاملة في بداية التصفيات؟
” صحيح، حقق فوزا داخل الديار و آخر خارجها و هذا أمر مهم للغاية، المنتخب الجزائري في طريقه نحو إعادة البناء و وضع القطار إلى السكة من جديد بعد الفشل في كأس إفريقيا الماضية و الفشل أيضا في عدم بلوغ نهائيات كأس العالم في قطر رغم أن الجميع كان يرشحها للتواجد هناك، كما أن الأسماء الجديدة التي دعمت المنتخب الجزائري تؤكد أن هناك عملية إعادة بناء جديدة.”
من تراه الأحق بتحقيق الكرة الذهبية الإفريقية؟
” شخصيا لا يمكنني أن أقدم لك إسم لاعب معين، فكل اللاعبين الذين تم ترشيحهم يستحقون أن يفوزوا بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، لكن شخصيا لا أحب الترشيحات، دعنا نرى من سيفوز بها في نهاية المطاف.”
ماذا تعلم عن الجمهور الجزائري؟
” الجزائريون يعشقون كرة القدم بجنون مثلنا نحن الإيطاليون، عملت في فلسطين و سمعت الكثير عن هذا الجمهور و الشعب، كما تابعت بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي لتفاعلهم مع فوز جزر القمر على غانا، الجمهور هناك منقسم لفئتين، الأولى تشجع الطرف الأقل قوة و تشجع بالعاطفة، و الثانية تعرف كرة القدم جيدا و تشجع الأفضل، بلغ سلامي للجزائريين من خلال جريدتكم.”
حاوره: مصطفى خليفاوي
