عمار وليد (مدرب وفاق سيق لأقل من 15 سنة لكرة اليد): “سطرنا برنامج تدريبي خاص خلال شهر رمضان”

في ظل التطور الكبير الذي تشهده كرة اليد في مدينة سيق، خاصة بعد تألق مولودية سيق في القسم الأول، برز نادي وفاق سيق كأحد المشاريع الجديدة التي تهدف إلى تطوير المواهب الشابة. للاقتراب أكثر من هذا المشروع، التقينا بعامر وليد، المدرب الشاب لفئة أقل من 15 سنة في نادي وفاق سيق، الذي حدثنا عن تجربته التدريبية، طموحاته، وبرنامج الفريق خلال شهر رمضان.
بدايةً، كيف كانت رحلتك مع كرة اليد، وكيف انتقلت إلى مجال التدريب؟
“كرة اليد كانت دائمًا شغفي منذ الصغر، فقد نشأت في بيئة رياضية، ووالدي كان أحد أعضاء مولودية سيق، ما جعلني أختار هذه الرياضة دون تردد. لعبت في مختلف الفئات العمرية لنادي مولودية سيق، ووصلت إلى القسم الممتاز، ثم انتقلت إلى سريع المحمدية، حيث ساهمت في صعود الفريق إلى القسم الثاني. لكن بعد فترة، قررت التوقف عن اللعب لأسباب شخصية، ووجدت نفسي أكثر شغفًا بالتدريب، خاصة بعد حصولي على شهادة تدريب، إلى جانب خوضي عدة دورات تكوينية. عندما تأسس نادي وفاق سيق، تواصلت معي الإدارة، ووجدت أنها فرصة رائعة لنقل خبرتي إلى الأجيال الصاعدة، والمساهمة في بناء فريق قوي قادر على المنافسة مستقبلًا.”
كيف ترى مستوى كرة اليد في مدينة سيق حاليًا؟
“كرة اليد في سيق تعيش فترة انتعاش كبيرة، خاصة مع النجاحات التي حققتها مولودية سيق على المستوى الوطني، مما زاد من شعبية اللعبة، وفتح المجال أمام ظهور أندية جديدة مثل وفاق سيق. اليوم، هناك اهتمام كبير من الشباب بهذه الرياضة، وهذا أمر إيجابي جدًا. أعتقد أنه إذا توفرت الظروف المناسبة، مثل القاعات الرياضية، الدعم المالي، والاهتمام بالتكوين، فإن كرة اليد في سيق ستصبح واحدة من أقوى المدارس في الجزائر.”
هل تعتقد أن تأسيس وفاق سيق كان خطوة ضرورية؟
“بكل تأكيد، لأن مولودية سيق وحدها لم تعد تستوعب كل المواهب الموجودة في المدينة. كان هناك الكثير من اللاعبين الذين لم يجدوا فرصة للعب، وهنا جاءت فكرة إنشاء وفاق سيق، بهدف احتواء هذه المواهب ومنحها فرصة للتطور. اليوم، النادي يعمل على بناء قاعدة قوية من اللاعبين، ونهدف لأن نكون فريقًا منافسًا في المستقبل.”
كيف وجدت تجربتك في تدريب فئة أقل من 15 سنة؟
“العمل مع الفئات الصغرى مختلف تمامًا عن تدريب الفئات الأكبر سنًا. هنا، لا يقتصر الأمر على الجانب التكتيكي أو البدني فقط، بل يشمل أيضًا بناء شخصية اللاعب، وتعليمه أساسيات الانضباط والروح الرياضية. سعيد جدًا بهذه التجربة، لأنها تمنحني فرصة لصقل المواهب من البداية، وغرس حب كرة اليد فيهم.”
ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهونها في تدريب هذه الفئة؟
“التحديات كثيرة، أبرزها قلة الإمكانيات، فالنادي حديث النشأة ويعتمد على موارد محدودة. أيضًا، رغم ذلك، نحن نعمل بجد، وأرى أن المستقبل سيكون مشرقًا لهؤلاء اللاعبين.”
كيف قمتم ببرمجة التدريبات خلال شهر رمضان؟
“رمضان شهر مميز، لكن لا يمكننا التوقف عن العمل. وضعنا برنامجًا مناسبًا للاعبين، بحيث لا يؤثر على صيامهم أو راحتهم. نتدرب في أوقات مدروسة، مثل قبل الإفطار بساعات قليلة، أو بعد صلاة التراويح، مستغلين توفر الإنارة في القاعة. كما برمجنا بعض الدورات الودية مع فرق من المدن المجاورة، حتى نحافظ على نسق المباريات.”
هل ترى أن شهر رمضان يمكن أن يؤثر على مستوى اللاعبين؟
“لا أعتقد ذلك، لأننا نحرص على أن تكون التدريبات خفيفة، مع التركيز على الجانب الفني والمهاري بدلًا من الأحمال البدنية العالية. كما أن اللاعبين الصغار لديهم قدرة كبيرة على التأقلم، خاصة إذا التزموا بنظام غذائي جيد ونوم كافٍ. بالعكس، رمضان يمنحهم فرصة لاكتساب مزيد من الانضباط في حياتهم اليومية.”
ما هو هدفك على المدى الطويل كمدرب؟
“هدفي الأول هو تطوير اللاعبين الشباب، وإعداد جيل قوي قادر على تمثيل وفاق سيق في أعلى المستويات. كما أطمح لأن أواصل مسيرتي التدريبية، وأحصل على شهادات تدريبية أعلى، حتى أتمكن من الإشراف على فرق أكبر. في النهاية، أحلم بأن أكون مدربًا محترفًا، وأسهم في تطوير كرة اليد الجزائرية بشكل عام.”
ما هي رسالتك لمحبي كرة اليد…
“أقول للشباب إن كرة اليد رياضة رائعة، تتطلب الانضباط، العمل الجاد، والالتزام. من يريد النجاح فيها، عليه أن يبدأ من الصغر، ويعمل على تطوير نفسه باستمرار. كما أدعو الجميع لدعم الفرق الصاعدة مثل وفاق سيق، لأن هذه الأندية هي التي تصنع المستقبل. وأخيرًا، أتمنى أن نرى كرة اليد الجزائرية تنافس على أعلى المستويات القارية والدولية.”
شكرًا لك وليد على هذا الحوار، ونتمنى لك التوفيق في مشوارك التدريبي…
” شكرًا لكم، ورمضان كريم لكل الجزائريين.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي