مولودية سعيدة … الإدارة تحفّز اللاعبين قبل موقعة الكأس
تعيش مولودية سعيدة في الفترة الأخيرة مرحلة حاسمة من موسمها، مرحلة يمكن وصفها بمرحلة “التحوّل الإيجابي” بعد أسابيع لم تكن سهلة على الإطلاق داخل البيت السعيدي. فالفريق الذي مرّ بفترة من التذبذب وعدم الاستقرار عاد اليوم ليخطّ طريقًا مختلفًا، عنوانه الأمل والثقة والعمل الجاد، وهي ملامح بدأت تظهر بوضوح منذ أن بادرت الإدارة إلى حلّ واحدة من أكبر الإشكالات التي أثرت على استقرار الفريق، والمتمثلة في تسوية المنح العالقة التي ظلت تُطارد المجموعة وتقيّد تركيزها داخل الميدان. هذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء إداري تقني، بل كانت رسالة فعلية أرادت الإدارة من خلالها التأكيد على وقوفها مع اللاعبين، ودعمها لهم قبل الدخول في مرحلة تنافسية تتطلب انضباطًا ذهنيًا وجاهزية نفسية كاملة، خصوصًا وأن الفريق مقبل على واحدة من أهم مبارياته هذا الموسم، وهي مباراة كأس الجمهورية أمام نادي تلاغمة، التي تعني الكثير للجمهور والإدارة واللاعبين على حدّ سواء.
تسوية المستحقات… بداية صفحة جديدة
لطالما شكلت الضائقة المالية مصدر قلق داخل الفريق، وكانت واحدًا من أهم العوامل التي اشتكى منها اللاعبون في فترات سابقة. لكن تحرك الإدارة الأخير أعاد المياه إلى مجاريها وأعاد الهدوء إلى غرفة الملابس. فبعد الإعلان الرسمي عن تسوية المستحقات المالية، لاحظ الجميع تغيرًا واضحًا في نفسية اللاعبين، الذين وجدوا أخيرًا مساحة للتركيز فقط على الجانب الرياضي، بعيدًا عن الضغوطات التي كثيرًا ما تؤثر على الأداء داخل الملعب. وبذلك، تكون الإدارة قد “رمَت الكرة في مرمى اللاعبين”، مطالبة إياهم بإظهار وجه آخر للفريق، والاستثمار الأمثل لهذه الظروف الجديدة لإعادة الفريق إلى الواجهة وتحقيق نتائج تليق بتاريخ المولودية ومكانتها في الساحة الرياضية الوطنية.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المولودية لخوض مباراة الكأس، جاءت الأخبار الطبية السارة لتضيف مزيدًا من التفاؤل داخل الفريق، بعد عودة عدد من اللاعبين الذين كانوا يعانون من إصابات متفاوتة مثل ويس و الغوثي. هذا المعطى جعل المدرب حكوم بن سليمان أكثر راحة في اختياراته، خصوصًا وأن الفريق كان يعاني في بعض المباريات السابقة من نقص في بعض المراكز، ما اضطره لتغيير خطط أو الدفع بلاعبين خارج مناصبهم الأصلية.
مباراة تلاغمة… بين الطموح والحذر
تبقى مواجهة تلاغمة نقطة فاصلة في مسار الفريق هذا الموسم. فالفوز فيها يعني الكثير، ليس فقط من ناحية التأهل، بل من ناحية تكريس مرحلة الاستقرار وإعادة ترسيخ ثقة الأنصار في الفريق. أما الخسارة، فهي سيناريو غير مرغوب فيه، وقد يعيد الكثير من الضغوطات التي نجح الفريق مؤخرًا في التخلص منها. لذلك، تبدو المباراة بمثابة اختبار لقدرة الفريق على التسيير الذكي، وعلى ترجمة التحسن الواضح على أرض الواقع، من خلال أداء منضبط، وذكاء تكتيكي، وروح جماعية تكون في مستوى الحدث.
ولد الحاج




