تحقيقات وروبورتاجات

واقع الكرة في سيق.. من قمة المجد إلى شفير الزوال

مدينة سيق بولاية معسكر الجزائرية كانت يومًا ما مركزًا رياضيًا يعج بالأندية التي تنافس بقوة في الساحة الكروية. نادي هلال سيقكان أحد أبرز الأندية في الغرب الجزائري، حيث نافس في القسم الثاني على مدى سنوات، محققًا إنجازات كبيرة على مستوى كرة القدم المحلية. ومع ذلك، يواجه اليوم شبح الانهيار. وبالمثل، نادي شبيبة سيق، رغم حداثة تأسيسه، نجح في فرض نفسه بسرعة بفضل نهجه المتميز في التكوين. تاريخ مجيد يقابل واقع مزري ونتائج غير مشرفة في وقت أصبح الحنين إلى الماضي أجمل من عيش الواقع . أصبح الجميع مطالب بالإلتفاف حول الأندية الكروية في المدينة التي طالما كانت نافذة للجمهور من أجل السعادة وإعادة القطار إلى السكة.

تراجع رهيب لهلال سيق

الهلال السيقلي كان يعد نموذجًا للتفوق الكروي في الغرب الجزائري. لكن أزمة مالية خانقة وديون ثقيلة جعلت من النادي ساحة مفتوحة للأزمات، حيث تراجع إلى القسم الجهوي الثاني (القسم الخامس)، وهو الآن مهدد بعدم المشاركة في البطولة هذا الموسم وربما الزوال نهائيًا. السلطات المحلية، بقيادة البلدية، بدأت تتحرك مؤخرًا لإنقاذ النادي من الاندثار، بعد أن لاحظت الغضب والإحباط المتزايد من جماهير الفريق التي لطالما وقفت خلف الهلال. لكن يبقى السؤال: هل ستكون هذه التحركات كافية وفي الوقت المناسب؟

 نجاح متسارع وتحديات مستقبلية لشبيبة سيق

على الجانب الآخر، تأسس شبيبة سيق سنة 2022، ورغم حداثة عهده، استطاع النادي أن يحقق نجاحًا بارزًا بصعوده إلى القسم الثالث. الجياساس، كما يحب مشجعوه أن يسموه، لم يكتفِ بالمشاركة فقط، بل كان من أبرز الأندية التي تميزت في تكوين اللاعبين الشبان، مما جعله قاعدة مهمة لتطوير المواهب في المنطقة. لكن بعدها شهد الفريق العديد من المشاكل بعد إنسحاب المؤسسين من تسييريها ليسقط الفريق إلى القسم الجهوي. شهدت الشبيبة مؤخرًا عودة مؤسسي النادي إلى المكتب المسير، وهو ما يوحي بتوجه جديد نحو الاستمرارية في المنافسة والنجاح. قيادة ساسيمدرب شباب جنين مسكين السابق، للفريق هذا الموسم ستكون إضافة قوية للنادي، خاصة أنه يعرف جيدًا ديناميكية كرة القدم في سيق وفي هذا المستوي والمنطقة.

خيبة أمل وهجرة جماعية

الجماهير الرياضية في سيق تعيش حالة من الإحباط المتزايد نتيجة لتدهور مستوى أنديتها التاريخية. الهلال الذي كان رمزًا للفخر المحلي، أصبح اليوم يواجه مصيرًا مجهولًا، بينما الشبيبة، رغم نجاحاتها الحديثة، تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على استمرارية هذا النجاح.هذا الوضع أدى إلى هجرة جماعية للمواهب الكرويةإلى أندية أخرى توفر فرصًا أفضل لتطوير مسيراتهم الرياضية وتلبية طموحاتهم. الفرق المجاورة، سواء في معسكر أو في المدن الكبرى، أصبحت وجهة مفضلة لهؤلاء اللاعبين الباحثين عن مستقبل أفضل.

حلم عودة الفريقين إلى القمة يراود الجميع

بين تاريخ الهلال العريق ونجاحات شبيبة سيق الأخيرة، يتجلى مشهد كروي يعكس التحديات التي تواجه كرة القدم في المدينة. الأندية التي كانت يومًا منارة للرياضة في سيق، أصبحت اليوم في مفترق طرق، بين محاولات الإنقاذ وتهديدات الزوال. مستقبل كرة القدم في سيق يعتمد بشكل كبير على الإرادة المحلية والدعم المؤسسي، مع التركيز على الحفاظ على المواهب الشابة واستغلالها لبناء مستقبل كروي أفضل للمدينة. منذ حوالي 13 سنة، تأسس نادي فوز سيق بآمال كبيرة من عشاق كرة القدم في المدينة. عندما بدأ النادي في الأقسام السفلى كان يُنظر إليه كمشروع مستقبلي يمكنه أن يقود الكرة السيقلية إلى مستويات أعلى . إلا أن مسيرة النادي لم ترتق إلى التوقعات. فقد ظل محصورًا في الأقسام الدنيا، ولم يتمكن من تحقيق الصعود إلى المستويات العليا، ما خلف حالة من الإحباط بين الجماهير التي كانت تأمل أن ترى ناديهم يصل إلى قمة المنافسات الوطنية. مثل ماكان عليه أندية شبيبة سيق وهلال سيق.

 كل الأمال معلقة على الوالي محمدي

واحدة من النقاط المضيئة في المشهد الكروي لسيق هذا الموسم هي الدعم الذي أبداه والي ولاية معسكر، فريد محمديللأندية السيقلية هذا الموسم . هذا الدعم يمكن أن يكون عنصرًا حاسمًا في إعادة بريق الفرق المتعثرة، وتحقيق نتائج مميزة خلال الموسم القادم. مع ذلك، يبقى دعم السلطات جزءًا من الحل فقط، إذ تحتاج الفرق إلى تخطيط استراتيجي، واستثمارات طويلة الأمد في البنية التحتية، والأهم من ذلك دعم جماهيرها المحلية.

نبيل شيخي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P