أحاسيس إيمانية … من شر حاسد إذا حسد..
من يتدبر القرآن يرى فيه معاني جميلة و غاية في الدقة.. حينما يقول الله تعالى و “حاسد” .. لم يكتفي القرآن بذكر إحساس الحسد بل ذهب كشرط فيه “إذا حسد” أي إذا ترجم الحاسد إحساس الحسد فيه إلى واقع و أصبح يعمل بكد و دون ملل ليضرّك فعلا و لم يكتفي بالإحساس به فقط.. قد يلجأ الحاسد لكل أساليب الفتن و النميمة لتخسر مشروعك و يتعرض للإفلاس.. من الحساد من تعرفهم و يعرفونك، عملوا معك و لكن لسبب ما قطعت علاقة العمل معهم.. أيفكرون في تغيير مسار حياتهم بشكل لا يلتقون فيه مع مسارك؟ لا والله، يتركون حياتهم و مشاريعهم و أعمالهم ليكون همهم الوحيد تحطيمك بكل ما أوتوا من دناءة. من الحاسدين من لا تعرفهم، هم منافسين لك خافوا منك على مشاريعهم.. أيتقون الله و يؤمنون بأنه هو الرزاق و أن لكل امرئ رزقه في السماء و ما يوعد؟ لا والله، يسارعون في ضربك من حيث لا تشعر.. من الحاسدين أصدقاء ظننت أنك ستلاقي منهم كل الدعم المعنوي و المادي و يقفون معك وقفة رجل وقت الشدّة.. لكن لا.. ينتابهم غلّ دفين خوف أن يغيّر هذا المشروع حياتك للأفضل.. كل المكائد الدنيئة التي قد تتعرض لها إنما هي من قلب حاسد لا يريد لك النجاح.. قد تفوق الدناءة فيه كل تصوّر، اذ قد يصل بهم الحال إلى الشرك بالله بلجوئه للسحر حينما تسقط كل خططه في الماء سقطة جيفة. لكن ألا يعلمون أن نار الحسد لا تأكل إلا صاحبها؟؟ ألا يعلمون أنه لو اجتمع كل من في الأرض ليضروك بشيئ لم يكتبه الله لك لن يضروك.. نحن لا نعلم ذلك، بل نؤمن بذلك.. و هذا هو الفرق بيننا..
سعاد بركاش