خرجات النجوم

أردا توران .. التركي المسلم وصاحب السجدة الشهـيرة في الـ”كامب نو” معقل برشلونة

هي لحظات أشبه بضربة قاضية أو هدف ذهبي، قادرة على تغيير مجرى حياة أي شخص، تمنحه قوة وطاقة نور في أوقات عصيبة تكاد أن تعصف به، وفي ملاعب الرياضة هناك نجوم وأساطير، منهم من نشأ في ظل دين الفطرة وآخرون عادوا إليه بقناعة تامة، وما بينهما يبقى الإيمان والتسامح والهدف النبيل.
صبر 6 أشهر كاملة بعيداً عن الملاعب من أجل تحقيق حلمه الكبير، أردا توران النجم التركي الكبير أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الكرة العالمية، كان إحدى أيقونات فريق أتليتكو مدريد الإسباني، الذي نجح خلال السنوات القليلة الماضية أن يصبح إحدى القوى العظمى في عالم الساحرة المستديرة، والذي كان يحظى بمكانة خاصة لدى الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب الفريق، فهو كان يترجم فلسفة مدربه على أرض الميدان، المبنية على الروح العالية والقتالية داخل الملعب.

نجاح كبير في الأتلتيكو قاده إلى برشلونة 

“لم أكن أستطيع رفض عرض البارسا، صراحة كان حلمي الكبير، كنت أتخيل نفسي ألعب مع ميسي ونيمار وسواريز، فما بالكم والحلم أصبح حقيقة”. تلك كانت كلمات التركي المسلم أردا توران، عندما عرض عليه الانتقال من أتليتكو مدريد إلى صفوف البارسا في ميركاتو صيف شتاء الموسم الماضي.
العجيب أن توران انضم إلى صفوف البارسا وأبدى موافقته على الابتعاد عن صفوف الفريق خلال المباريات الرسمية لأن «فيفا» الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يُعاقب برشلونة بسبب توقيعه مع اللاعبين القُصر في تلك الفترة، وبعد مضي الـ6 أشهر شارك توران مع البارسا وأصبح صاحب السجدة الشهيرة في «كامب نو» معقل برشلونة العملاق، وقدم مستوى طيباً كما أحرز العديد من الأهداف، لكن على الرغم من ذلك لايزال التركي ذو اللحية الكثيفة يحمل في جعبته الكثير. هو أردا توران مواليد الـ 30 يناير 1987 في منطقة «بيرام باشا»، إحدى أحياء العاصمة اسطنبول، على الجهة الأوروبية من المدينة، بدأ لعب الكرة في عمر الـ8 سنوات مع فريق تن تبسي ماكلسبور، واستمر معه حتى عام 2000.

قراءة للقرآن الكريم قبل كل مباراة وعشق كبير لسورة “يس”

يقول توران: “أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي أن أكون سعيداً ومبتسماً، إنها فلسفتي في الحياة. كما أنني أريد أن أجعل الناس من حولي سعداء، وأعتقد أن ديننا الإسلامي دين يسر وليس عسراً، هو دين المحبة والرحمة والتسامح، وشخصياً أرى أن القرآن الكريم هو النبراس والدليل إذا أراد أي شخص النجاح في هذه الحياة”. وأضاف: “قبل أي مباراة أقرأ من كتاب الله وأعشق سورة «يس»، صدقوني أشعر بحالة من السعادة لا مثيل لها والقرآن الكريم بين يدي، فهذا الأمر يعطيني قوة لا حدود لها وثقة بالنفس تجعلني أشعر بأنني الأفضل على الدوام”. تزايدت شعبية توران بشكل كبير في الأوساط الرياضية الإسلامية بعد انضمامه إلى أتلتيكو مدريد وارتفعت إلى عنان السماء بعد الانضمام للبارسا.

تعلق قوي بتعاليم الدين الإسلامي

قبل فترة، نشر الدولي التركي «أردا توران»، صورة عبر حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، و«فيس بوك»، لمكتبه وعليه مصحف وكان بجانبه مسبحة وزجاجة عطر وساعة يد إضافة إلى سوار، وكتب تعليقاً على تلك الصورة «ليلة سعيدة» لمعجبيه. معبراً عن افتخاره بمصحفه الخاص علاوة على «السبحة» ما يؤكد التزامه الديني الكبير. ويبدو أن الصورة هي إشارة من النجم المسلم على أنه يتلو آيات من القرآن الكريم بشكل مستمر قبل أن ينام. وفيما يخص السبحة يبدو أنها تلازمه ولا تفارق يده، حيث سبق وأن نشر صورة أخرى عبر حسابه لإحدى السبحات التي يمتلكها.
ومن أجمل المواقف لنجم برشلونة الإسباني، عندما هنأ أردا توران المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الأخير. ونشر اللاعب التركي تغريدة على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قدم فيها التهنئة للعالم الإسلامي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، إذ كتب لاعب الوسط: “أبارك للعالم الإسلامي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، أتمنى أن يعم السلام والسعادة على العالم كله”.

سجدته في الكامب نو التي صنعت الحدث..

وما زالت سجدته الشهيرة مع فريقه السابق أتليتكو مدريد، يتذكرها الجميع، بعدما سجد شكراً لله بعد الهدف الذي سجله في مرمى يوفنتوس في الجولة الثانية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا التي أقيمت على ملعب «فيسنتي كالديرون» الموسم قبل الماضي.يعرف عن توران أنه أحد أبرز اللاعبين المسلمين الداعين إلى تعاليم الدين الحنيف في الملاعب الأوروبية، حتى إنه أطلق لحيته اقتداءً بسنة النبي الكريم، صلوات الله عليه، وليس على سبيل الموضة.

ابتسامته وتواضعه هي فلسفته في الحياة 

عن ابتسامته خلال المباراة، وهو أمر نادر الحصول عند اللاعبين الذين يلعبون على مستوى عال، يقول توران: “أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي أن أكون سعيداً ومبتسماً. إنها فلسفتي في الحياة. قد يكون المرء نجماً وتكون له شهرة كبيرة ويفوز بألقاب كثيرة، لكن بعد نهاية مسيرته الكروية فإن الناس تتذكر شخصك، وبالنسبة لي فإنه من المهم أن يتذكرني الناس كشخص جيد. رغم ذلك، أتفهم موقف اللاعب الذي يحيط نفسه بشيء من الوقار الزائد، فاللاعبون الكبار يعيشون تحت ضغط كبير. لا أريد أن أصدر موقفاً في حقهم، لكني أعبر عن السعادة لأني فعلاً أشعر بها، فأنا في نهاية المطاف أعيش حلماً رغبت في تحقيقه منذ صغري”. وعن دوره كلاعب في الفريق: “أنا المسؤول عن تنظيم هجمات، وعندما يكون الفريق تحت الضغط فإني أعمل على الاحتفاظ بالكرة وإعطاء الفرصة للزملاء كي يستردوا أنفاسهم وينظموا صفوفهم، وأحاول آنذاك إجبار الخصوم على ارتكاب الأخطاء كي نستعيد مواقعنا… قبل المباراة أشعر بتسارع ضربات قلبي بشدة، ولكن مع صافرة البداية أستعيد هدوئي. بعد ذلك لا أشعر بالتوتر، بل على العكس أحس بثقة كبيرة وأنا على أرضية الملعب. لا أدري ما سر ذلك، ربما كنت مهووساً”.

محطات

انتقل أرادا توران إلى فريق “غالاتا سراي” في العام 2000 وكان عمره حينها 12 سنة واستمر احتياطياً حتى العام 2005. خاض أول مباراة رسمية له مع الفريق في 22 مايو من العام 2005 أمام فريق “بورصة سبور” وبعد أن لعب تعاقد مع فريق “مانيسا سبور”. في موسم 2006 عاد مجددا إلى فريق “غالاتا سراي”. وأصبح بعدها قائد الفريق عندما كان عمره 22 سنة وحمل الرقم 10. انتقل إلى أتلتيكو مدريد موسم 2011 بصفقة قدرت بـ 13 مليون يورو، قبل أن يقرر الانتقال إلى صفوف برشلونة في 2015. من مواليد 30 يناير 1987 في منطقة “بيرام باشا”، أحد أحياء العاصمة اسطنبول. بدأ لعب الكرة في عمر الـ8 سنوات مع فريق تن تبسي ماكلسبور، واستمر معه حتى عام 2000.

نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. I really like your blog.. very nice colors & theme.
    Did you create this website yourself or did you hire someone to do it for you?
    Plz reply as I’m looking to design my own blog and would like
    to know where u got this from. appreciate it

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P