إدريس حواس (المدير الفني للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى): “إنجازات الجزائر في البطولة ثمرة عمل دؤوب ونظرة مستقبلية واعدة”

حققت الجزائر في البطولة العربية لألعاب القوى إنجازًا رياضيًا لافتًا، بحصولها على 11 ميدالية ذهبية، 12 فضية، و13 برونزية (حصيلة إلى غاية اليوم الرابع) متفوقة بفارق سبع ميداليات ذهبية على منتخبي مصر والسعودية. هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة التحضير والعمل الجاد الذي بدأ منذ فترة رغم التحديات التي واجهتها الفرق الوطنية. في هذا الحوار، نستضيف المدير الفني للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، إدريس حواس، لنتحدث عن تفاصيل هذا الإنجاز، مدى استعداد الرياضيين، وأفق ألعاب القوى الجزائرية في المرحلة القادمة.
بدايةً، كيف تقيم هذا الإنجاز الذي حققه المنتخب الجزائري في البطولة العربية؟
“الحمد لله، النتائج كانت مشجعة جدًا، وهي تعكس العمل الكبير الذي قام به الرياضيون والطاقم الفني على مدار الأشهر الماضية. هذه الميداليات لم تأتِ بسهولة، بل كانت ثمرة تحضيرات مكثفة رغم الصعوبات. صحيح أننا في بداية الموسم، ولكن هذا الأداء يمنحنا ثقة إضافية في العمل المستقبلي”.
هل كنتم تتوقعون تحقيق هذا العدد من الميداليات؟
“نحن دائمًا نطمح إلى الأفضل، ولكن تحقيق هذا العدد الكبير من الميداليات الذهبية والفوز بفارق واضح عن المنتخبات المنافسة هو أمر يدعو للفخر. كنا ندرك إمكانيات رياضيينا، ولكن رؤية هذه الأرقام على أرض الواقع يعطينا دافعًا لمضاعفة الجهود من أجل تأكيد هذا التفوق في البطولات المقبلة”.
ماذا عن أسماء الرياضيين الذين كنتم تتوقعون تألقهم؟ هل كانوا في مستوى التطلعات؟
“بصراحة، لم يخيب أحد ظننا. كل الرياضيين الذين كنا نراهن عليهم قدموا أداءً رائعًا، ولكن الجميل في هذه البطولة هو ظهور أسماء جديدة بأداء قوي ومميز، وهذا يُظهر أن القاعدة الرياضية الجزائرية في ألعاب القوى تتوسع وتزداد قوة. وهذا مؤشر مهم لأننا لا نعتمد فقط على النجوم الحاليين، بل هناك جيل صاعد قادر على المنافسة في المحافل الدولية”.
هناك حديث عن تحسين العمل الجماعي في ألعاب القوى الجزائرية، خاصة في سباقات التتابع. هل هذا صحيح؟
“بالفعل، سباقات التتابع كانت من أبرز ما شهدناه في هذه البطولة، فقد أظهرت مدى العمل الذي تم على مستوى الفرق الوطنية. هذا النوع من السباقات يتطلب انسجامًا كبيرًا بين الرياضيين، ونحن ركزنا على تطوير هذه النقطة، وكانت النتائج واضحة على أرض الملعب”.
كيف تقيم الأرقام التي سجلت في هذه البطولة؟ وهل تعكس التطور الحقيقي للمستوى الفني للمنتخب؟
“الأرقام جيدة ومبشرة، ولكن لا يمكن اعتبارها المعيار الوحيد لتقييم الأداء. علينا أن نضع في الاعتبار أن بعض الدول الخليجية أنهت موسمها الرياضي بالفعل، بينما نحن في بدايته. ولذلك، رغم أن النتائج مُرضية، إلا أن المرحلة المقبلة ستكشف بوضوح مدى جاهزية رياضيينا عندما نواجه منتخبات في ذروة أدائها”.
ما هي التحديات القادمة التي يجب التركيز عليها لضمان استمرارية هذا النجاح؟
“التحديات كثيرة، وأهمها الاستمرارية في الأداء وتطوير القدرات البدنية والتقنية للرياضيين. يجب أن نعمل على تحسين التحضيرات، وضمان بيئة تدريبية جيدة، بالإضافة إلى زيادة فرص الاحتكاك مع المنافسين الدوليين. لا يمكن تحقيق نتائج قوية دون منافسة قوية، ولذلك سنسعى إلى إشراك الرياضيين في المزيد من البطولات العالمية لتحسين جاهزيتهم”.
كيف ترون مستقبل ألعاب القوى الجزائرية في السنوات القادمة؟
“نحن نطمح إلى جعل الجزائر قوة رائدة في ألعاب القوى على المستوى العربي والإفريقي والدولي. لدينا مواهب واعدة، والعمل مستمر على صقلها وتطويرها. المستقبل يبشر بالخير، وكلما استثمرنا أكثر في الرياضيين الشباب والتحضيرات الجيدة، كلما حصدنا نتائج أفضل وأثبتنا مكانتنا في الساحة الدولية”.
تغطية: مصطفى خليفاوي / نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي