البطولة الولائية للسباحة… الرياضة المدرسية منبع الأبطال
كان تلاميذ وطلاب مختلف الأطوار على مستوى ولاية وهران على موعد مع فعاليات البطولة الولائية للسباحة تحت إشراف الرابطة الولائية للرياضة المدرسية ،و ذلك بالمسبح البلدي بمدينة قديل إناثا وذكورا، بداية من صنف الكتاكيت إلى صنف الأشبال والشبلات تحت تأطير أساتذة التربية البدنية التابعين للرابطة . و قد عرفت مشاركة معتبرة تجاوزت المائة ب62 إناثا و 83 ذكورا و هذا حسب السيد بعداش إلياس المكلف بالتنظيم لهذه البطولة ،الذي أكد على أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات لهذا النوع من الرياضة .
و تميزت البطولة بحضور السيد إيلاس سليم البطل الإفريقي الجزائري و المكلف بالتنظيم لألعاب الأبيض المتوسط، ويعتبر نائب رئيس رابطة الولائية للسباحة بوهران ،و قد كان لحضوره الأثر الإيجابي ،حيث قدم نصائح و توجيهات مهمة للمنظمين و الرياضيين على السواء ،كما كذلك التحق السيد مدينة عبد اللطيف رئيس الرابطة الولائية للرياضة المدرسية .هذا و نشير إلى أن أساتذة التربية البدنية هم من تكفلوا بالتحكيم على غرار بوفادينة وعديدو عبد القادر .
انطباعات
مدينة عبد اللطيف رئيس رابطة وهران للرياضة المدرسية :” البطولة الولائية لم تر النور منذ أكثر من خمس سنوات “
“في حقيقة الأمر فإن تنظيم هذه المنافسة كاد أن يلغى بسبب تقليص عدد الرياضات المزمع تنظيمها في شهر جويلية من قبل الفيدرالية الوطنية للرياضة المدرسية، و كانت السباحة من بين الرياضات الملغاة، لكننا بالمقابل كنا قد قمنا بالتحضير لإجراء هذه المنافسة و أخطرنا كل النوادي المشاركة ،الأمر الذي جعلنا نغتنم الفرصة و تفعيلها اليوم على أرض الواقع ،مع العلم أن البطولة الولائية لم تر النور منذ أكثر من خمس سنوات تقريبا” . و أثنى السيد مدينة على مستوى التنظيم وتسيير فعاليات هذه البطولة في ظروف استثنائية متمنيا تكرار مثل هذه المبادرات و لو كانت رمزية .
بوحفص إسلام عضو الرابطة مكلف بالتنظيم :” البطولة كانت ناجحة “
“بعد غياب طويل عن أجواء المنافسة ،جاءت هذه الدورة التي أسعدت الجميع خاصة الرياضيين الذين تأثروا كثيرا بهذا الغياب من حيث المستوى الفني والبدني، و كما تعلمون فقد كادت أن تلغى بسبب عدم إدراجها ضمن الألعاب الوطنية المزمع إقامتها بالعاصمة في شهر جويلية ، لكننا و من أجل الرياضيين استطعنا أن نكسب الرهان بإقامتها ،خاصة و أننا قد بدأنا في التحضير لها، لذا لم نشأ إلغائها و كم كانت فرحة الجميع بها ،و ما المشاركة القياسية إلا دليل على ما نقول وهذا من شأنه أن يساهم في تطوير السباحة بوهران ،خاصة و أن المنشآت الرياضية متوفرة خاصة بالبلديات في انتظار فتح المسابح الكبرى تحضيرا لألعاب الأبيض المتوسط ،و نملك من السباحين المتألقين على المستوى الوطني الأمر الذي يشجعنا على العمل قدما لتنظيم أكبر عدد من الملتقيات حسب الظروف بطبيعة الحال ،وهذا خدمة للسباحة بوهران التي أنجبت أبطالا كعفان زازة و غيرهم ، و أشكر كثيرا النوادي التي لبت الدعوة بمشاركتها القياسية وهذا مؤشر إيجابي لمستقبل السباحة بوهران التي بدأت تعرف قفزة نوعية في الآونة الأخيرة مع فتح عدة مسابح من قبل الخواص “.
سليم إيلاس سباح دولي سابق ورئيس لجنة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط :
“الرياضة المدرسية مصدر للتطور ”
“تعتبر الرياضة المدرسية مكملا و مصدرا مهما لكل أنواع الرياضات الأخرى، فمنها تخرج الأبطال الذين تألقوا على المستوى المحلي أو الجهوي و حتى الدولي لذلك لابد من تدعيمها و الاعتناء بها و تخصيص أغلفة مالية معتبرة للنهوض بالرياضة الجزائرية بصفة عامة، فهي المنبع الأول لها و الشيء الإيجابي في الرياضة المدرسية هو العدد الكبير للممارسين بغض النظر عن المستوى والبحث عن النوعية الذي يأتي بعد عملية التنقيب و اكتشاف للمواهب” .
“لا يهم المستوى الفني فيكفي المشاركة أولا”
“أما عن المستوى الفني فنظرا لغياب المنافسة منذ أكثر من سنة، فلا يمكن الحديث عنه ،فيكفي المشاركة أولا و التدريب من أجل الرفع من المستوى الفني للرياضيين مهما كان نوع الرياضة، فلابد من كثرة المنافسات و القيام بتدريبات مكثفة ،فقد نبقى سنة في التدريبات فقط من أجل منافسة واحدة كما هو الشأن لتحضير الألعاب الأولمبية والعالمية ،فإذا كان الفريق الوطني له وضع خاص حيث يباشر التحضيرات مع فرقهم على مستوى عالي و في الخارج، فالأمر يختلف بالنسبة للنوادي المحلية لأسباب صحية كما ذكرنا، فقد جاءت هذه البطولة في وقتها المناسب لكسر ذلك الجمود القصري للسباحة خاصة على مستوى ولاية وهران”.
“المسابح متوفرة لكن خارج مدينة وهران “
“من حيث المنشآت الرياضية ،فهناك عمل كبير يتم إنجازه بالنسبة للمسابح ،خاصة على مستوى البلديات مثل أرزيو ،قديل ،مسرغين و واد تليلات ،لكن مدينة وهران مازالت تعاني رغم وجود مسبح المدينة الجديدة، لكنه مغلق ،فقد يضطر بعض السباحين اللجوء لنوادي خارج المدينة من أجل التدرب و البقاء في جو المنافسة ،كما أن بناء المسابح يجب أن يتم وفق معايير فنية معينة حتى تكون الفائدة كبيرة ،لأن المسابح المتواجدة و المتوفرة لحد الآن هي صالحة في مجملها للتحضيرات والتدريبات خاصة ونحن مقبلون على حدث رياضي كبير بوهران “.
“لابد من التنسيق بين الرابطتين “
“من أجل تحسين وتطوير و اكتشاف المواهب في السباحة بوهران، فلابد من إيجاد تنسيق و تفاهم بين مختلف الفاعلين فيها من إطارات فنية وهيئات رياضية الأمر الذي يجعل ضرورة التنسيق بين الرابطة الولائية للرياضة المدرسية و الرابطة الولائية للسباحة لوهران واجبا و حتميا ،لاسيما و أن الأغلبية من الممارسين متمدرسين في جميع الأطوار الدراسية بداية من الطور الابتدائي ، ضف إلى ذلك فإن المنشآت الرياضية بمختلف أشكالها أصبحت متاحة أمام الرياضة المدرسية بناءا على توصيات الجهات الوصية و المختصة، وفيما يتعلق بالرابطة الولائية ولحد الآن لا جديد يذكر من حيث تنظيم بطولات أو تجمعات و لم نتلقى الضوء الأخضر لذلك حتى الآن “.
السباح ممو ياسين …هل يكون خليفة سليم إيلاس؟
من بين المتألقين في البطولة الولائية للرابطة الولائية للرياضة المدرسية اختصاص سباحة، نذكر على سبيل المثال السباح ممو ياسين صاحب 11سنة في السنة أولى متوسط ،و ينتمي لفئة البراعم ، منخرط في صفوف نادي باهية وهران قديل .هذا السباح تألق في جميع المسابقات التي شارك فيها ،حيث تنافس في 4 اختصاصات نال فيها المرتبة الأولى، ويعتبر أحسن سباح في ولاية وهران و حتى على المستوى الجهوي. و من أسباب هذا التألق هو المتابعة القريبة من طرف والده السيد ممو نصر الدين الذي سبق و أن تألق هو أيضا على المستوى المحلي و الوطني، و حتى الدولي، كما يعتبر المدرب الأول للابن ياسين، لكن و مع ذلك يحرص الوالد على عدم التغاضي أو التفريط في الدراسة التي يعطيها أولوية و حتى تكون موازية مع التألق الرياضي لأن العقل السليم في الجسم السليم . هذه المتابعة و الانضباط والجدية في العمل هي التي جعلت ياسين بطلا بدون منازع في هذه الدورة ،و ينتظر أن يكون له شأن في المستقبل إن شاء الله حتى يكون خير خلف لخير سلف بطلا دوليا كسابقه إيلاس سليم “.
زروقي حماز