الروائية والقاصة والأكاديمية روضة ماحي صاحبة رواية مخيمات كوفيد 19: ” كتبت روايتي في فترة الحجر وكان لي متسع من الوقت لتنقيحها ونشرها”
بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها.
“الروائية والقاصة والأكاديمية روضة ماحي صاحبة رواية مخيمات الكوفيد 19 هي كاتبة جزائرية شابة من مواليد العاصمة الجزائر سنة 1997 حيث ترعرعت وكبرت هناك وتحصلت على شهادة الليسانس في الأدب العربي بجامعة الجزائر 2 وهي الآن في التحضير للماستر .تعد الكاتبة روضة من الشباب الذين اقتحموا عالم الرواية مبكرا بعدما اشتغلت في إصدارها الأول على الومضة فكان “روضة الومضات” أول إنتاج أدبي يطبع لها، لتكون رواية “مخيمات كوفيد 19 ” الصادرة سنة 2020 العمل الثاني بعد النضج الفني والتراكم الفكري لديها وهي من الكاتبات الواعدات في الجزائر “.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها ومن شجعك على ذلك؟
” كانت الكتابة المتنفس الوحيد بدل الدموع، كانت أول تجربة في المتوسطة حين كتبت أول خاطرة عن مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، بعدها أصبحت أكتب لنفسي ولم يعلم أحد بذلك فالمشجع الوحيد لي كان نفسي والأيام “.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب؟ فما هي آثارها عليك؟
” البيئة هي المتسبب الرئيسي في إحياء الحروف في نفسية الكاتب، وذلك إن دل فهو يدل على نجاح واقعية المنتوج الأدبي بكثرة. ولا يخلو أي كاتب من تأثير البيئة في كتاباته حتى وإن كان يحاكي الخيال. فبالنسبة لي كان لها تأثير إيجابي يتضح في كثرة تفاؤلي بكتاباتي فمثلا أقول بومضاتي عن المطلقة “المطلقة ليست روحا مبتورة… إنما ياسمينة أبت الانحباس في إصيص طين”.
ماهي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” أومن جدا أن القراءة مبعث من مباعث إثراء التجربة وبناء الملكة ولذلك قد عكفت على أمهات الكتب من التراث العربي ودواوين الشعر كديوان المتنبي. إضافة إلى الأعمال المعاصرة من روايات عربية ومترجمة كأعمال باولو كويلو على سبيل المثال وأعمال لأقلام جديدة في المكتبة العربية “.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” أنا من النوع الذي لا يضع أسوارا تقصي الأدب بداعي المذهب والإيديولوجيا وهذه النقطة قد تحدث لدى البعض محدودية في الإطلاع على الفكر العربي الواسع سواء كان تراثيا أو حداثيا “.
لمن قرأت وبمن تأثرت؟
” ذكرت في السابق أن الموروث العربي قد أثر في كتاباتي، كما كان للقاصة السودانية فاطمة السنوسي أثر كذلك بصفتها أول من جاء بالقصة القصيرة جدا في الثمانينات. إعتمدت عليها في مخطط القصة لأسير في ومضاتي نحو الأفضل لا نحو التقليد، فلا نقول إعتماد بمعنى سرقة الفكرة وإنما نحن نعلم أن لكل فكرة إتكاء على ما قبلها لتتم السلسلة “.
لمن تكتبين؟ وهل أنت في كل ما كتبت؟
” أكتب للعامة لكل من يضع طقوسه الخاصة حتى يفتح دفتي الكتاب ويطالع، لكل من كانت روحه مجروحة ولكل من يحاول معانقة الأمل ليكسر كل آلامه بها ويضربها عرض الحائط، فتجدني هنالك أداعب تلك الجراح لتضميدها مرة ولطمس آثارها مرة أخرى، كل كتاباتي دون إستثناء تجدني بين ثناياها ليس بمعنى أن كلها من وحي حياتي وإنما أُجلس عقلي وأداعب حروفي لأسلها هل تنتمي إلى روضة أم أنها شاذة علي حذفها “.
هل يمكنك ذكر أهم أعمالك؟
” بالنسبة لي أعمالي كلها مهمة ، ولكن أهمها الكتاب البكر “روضة الومضات” والثانية هي رواية “مخيمات الكوفيد19” كما أني أنحو للشعر الشعبي الجزائري بطبيعة الحال “.
هل يمكنك شرح روضة الومضات؟
” روضة الومضات هو باكورة سعيي نحو الأفضل، وثمرة أفكاري ، الومضة هي فن أو صيغة في فنون الأدب ويمكن إيجادها في الشعر وفي النثر وهي تكثيف المعني بإيجاز ذكي وقصير كومض البرق…ولكنها كفن أدبي مستقل بذاته لم تعرف إلا حديثا على يد الكاتبة السودانية فاطمة السنوسي “.
ماهي الكتب التي أشرفتِ عليها؟
” لم يكن لي الحظ في الإشراف لأني أعده من المسؤوليات الثقيلة “.
رواية مخيمات الكوفيد عن ماذا تتحدث؟ وهل قصتها واقعية أم نسيج الخيال؟
” مخيمات كوفيد 19 قد تظهر من عنوانها أنها مناسباتية متعلقة بمرحلة كورونا ولكن قارئها سيجد فيها أطوار إجتماعية وثقافية من صميم مدننا وذهنياتنا وسيجد فيها تداخل فني في المراحل والحقبات الأهم في تاريخ البلاد المعاصر…كما أنها تناولت الشباب حالاته وآماله والعواقب الواقفة دونها، ليكون كوفيد 19 المرحلة المفصلية في تفكيك الخيوط المتداخلة عبر إرهاصات وتراكمات للأحداث ولذلك لا أحب أن أقول أنها اجتماعية أو تاريخية أو شيء آخر ، إنما هي انتشارية من كل ذلك ،وأما إن كانت قصة واقعية أم من نسج الخيال فهي من هذا وذاك وإن كان الأبطال والأحداث من نسج الخيال فهذا لا يمنع أن للروائي شخص يحاكيه في كتاباته وأن حدثا واقعيا قد رسمته بديكور آخر …إضافة إلى الأحداث التي تخص الوباء والتي كانت دقيقة كتأريخ للمرحلة ” .
هل تنتمين إلى جمعيات ثقافية أو نادي؟
” لم أنضم بعد إلى جمعيات أو نوادي ربما لأني أنزوي تحت سقف وحدتي لأجد حرية مطلقة في فكري وتوجهاتي وقناعاتي ولا أحب حصرها في إطار أو توجه معين “.
ماهي الكتب التي شاركتِ فيها؟
” شاركت ولأول مرة في كتاب جامع عنوانه “من تربة الأوبال” مع مجموعة كاتبات لا غبار عليهن بخاطرة موسومة “وعدهم الذي أخلف” فرتبت بالمرتبة الخامسة “.
ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟
” لا أصفها بالشعبية لأني لم أصل إلى تلك المرحلة وأتمنى ذلك، بل من ذاع صيته قليلا هو “روضة الومضات” ربما لأنه أول مولود لي ودائما المولود الأول يشاع أكثر على غرار الأعمال الأخرى “.
حدثينا عن المسابقات التي شاركتِ فيها؟
” لم أشارك في أي مسابقة لأن وقت المسابقات كنت منشغلة بالعمل نفسه “.
بماذا تميز معرض الكتاب هذه السنة؟
” لا يمكننا القول أن المعرض هذه السنة كان بقدر تطلعات الكتاب والقراء نظرا للظرف الصحي في البلاد ولكن تحقيق اللقاءات الأدبية كاف ليكون شيئا جميلا ” .
ماهي الدورات التي شاركتِ فيها؟
” أما عن الدورات فأنا ككل الشباب الطموح والشغوف بالكتابة شاركت في عدة دورات في الجامعة وعدة ملتقيات وجلسات أدبية “.
ماهي الجرائد والمجلات التي شاركتِ فيها؟
” شاركت، إلا في المجلات الإلكترونية لا ميزة لها كالورقية لأنها ستندثر مع الوقت أما الورقية هناك من يحرسها “.
من غير الكتابة ماذا تعملين؟
” من غير الكتابة أنا أكمل دراساتي العليا كطالبة أدب عربي ماستر 1 تخصص لسانيات عربية”.
كيف توفقين بين الدراسة والهواية؟
” الكتابة لم تكن يوما حاجزا عن الدراسة أو عن العمل بل بالعكس فهي منفذ للتجدد والتحدي والمواصلة وحتى للراحة “.
ما هو متقبل الأدب والشعر في عصر الكمبيوتر وعصر الإستهلاك؟
” الأدب كائن ككل الكائنات إن لم يتكيف مع الظروف انقرض ولذلك فإنه يساير عصر الكمبيوتر ويتطور حسبه بسلاسة. أما عن دور الأدب فهو واحد سواء في عصر الكمبيوتر أو غيره فهو ضروري ولا يمكننا التخلي عنه لبناء الذات والمعنويات للإنسان “.
ماهي مشاريعك القادمة؟
” لدي العديد من الأفكار والمشاريع في أدراجي وسأتفرغ لها تدريجيا ومن أهمها المواصلة في كتابة الرواية “.
ماهي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” لدي كباقي الشباب هوايات هامشية من دون الكتابة كالمطالعة والسفر والصناعات اليدوية “.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
” كان لي عدة مشجعين كعائلتي وأصدقائي الذين توسموا فيّ الحرف السليم وخاصة أساتذتي “.
ما هو إحساسك وأنت تكتبين الرواية؟
” لا يمكنني وصف إحساسي وأنا أكتب روايتي فقد كان كله تيه في مشاعر الناس وتنقيب على عوالم مختلفة وشعور بمسؤولية عظيمة تجاه القراء “.
هل ممكن أن تكتبي قصة حياتك؟
” لا يمكنني أن أقول أنني سأكتب قصة حياتي ولا يمكنني أن أقول لن أكتبها…ربما يحدث يوما ما “.
لو أردتِ تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقولين؟
” نصيحتي للشباب هي الإيمان بالفكرة والسعي إلى الهدف فكل صعب سيهون وهذا يكفيهم “.
ماهي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” طموحي في الكتابة لا يمكنني قوله ولا الوصول إليه لأنني لو وصلت لاقتنعت وتوقفت عن الكتابة، كل ما أعرفه أنني يجب أن أكتب.»
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟
” نصيحتي للداخلين عالم الكتابة هي أن يقرؤوا كل شيء تقع أعينهم عليه ويعطوا ذواتهم قيمتها. وأن يثروا رصيدهم اللغوي وخاصة الإبتعاد عن الأخطاء النحوية والإملائية لأنها تعد تلك الدودة التي تخرب المنتوج “.
ماهي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟
” أجمل ذكرى لدي هي صدور أول كتاب لي “روضة الومضات” أما الأسوأ فهي وفاة أمي رحمها الله ” .
ماهي رياضتك المفضلة؟
” رياضتي المفضلة ركوب الخيل والسباحة وكأني أنفذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم “.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” أجل تعجبني كرة القدم كتحدي وروح المنافسة “.
من هو فريقك المفضل محليا وعالميا؟
” فريقي المفضل محليا إتحاد العاصمة بحكم تاريخها، وعالميا برشلونة “.
من هو لاعبك المفضل محليا وعالميا؟
” لاعبي المفضل رايس مبولحي حارس المنتخب الوطني الجزائري”.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
“جائحة كورونا لا يمكن أن لا تؤثر على أحد كونها أوقفت العالم كله “.
كيف كانت فترة الحجر الصحي؟
” كانت فترة الحجر الصحي حيزا للكتابة ومراجعة النفس وتدارك الأخطاء وتطوير الذات “.
هل كنت تطبقين قوانين الحجر؟
” أجل كنت أفعل حتى أني قضيت معظم وقتي بالمنزل “.
نصيحة تقدمينها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” نصيحتي للمواطنين أن يلتزموا بالنصائح المعروفة للوقاية وعدم التساهل مع الوضع لأن الأمر صعب جدا “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
“رغم قساوة الحجر الصحي إلا أنه أتاح لنا التفكير في عدة أشياء وبيّن لنا عدة أمور كنا نراها بصورة مخالفة “.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟
بالطبع، فروايتي كتبتها في فترة الحجر الصحي وكان لي متسع الوقت في كتابتها تنقيحها ونشرها “.
رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر؟
” كان لمواقع التواصل الإجتماعي في مرحلة الحجر الصحي دورا مهما أقله أنه ملأ فراغ الناس وآنسهم إضافة إلى كونه موقعا للمعلومات والتواصل “.
كلمة ختامية.
” كلمتي الأخير هي أن نؤمن بأحلامنا وأن ندع للحلم حيزا وحرية ليكبر فيصير حقيقة ويصير وطنا يتقاسمه الجميع وألا نبخص الناس رأيهم وفكرهم وطموحاتهم حتى يزول الضباب من نافذة المستقبل “.
أسامة شعيب