الأولىحوارات

الطبيب بوراس يدق ناقوس الخطر ويؤكد لـ”بولا”: “التغطية الصحية الموسم الماضي كانت سيئة والحلول سهلة وموجودة”

تطرق الطبيب هواري بوراس صاحب الخبرة الطويلة في المجال الرياضي خلال تصريحات أدلى بها لجريدة “بولا” الهدف منها دق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، وكذا إعطاء وجهة نظره و الحلول الواجب على القائمين على شؤون الكرة اتخاذها في القريب العاجل.

واستهل بوارس حديثه بالقول: “حتى أكون واضحا معكم، فإن التغطية الصحية خلال الموسم الماضي كانت سيئة بكل المقاييس، فتخيلوا بأن كل مباراة على مستوى الأقسام السفلى، أو بطولات و منافسات الفئات الشبانية لا تسمح بحضور سوى طبيب واحد لكلا الفريقين، دون تواجد المسعفين، والمنافس عادة ما يتحجج بعدم وجود مسعفين متاحين، رغم أن حل هذه المشكلة سهل و ممكن، وهذا عن طريق إجبار الفرق الزائرة بجلب معالجين معهم، مع السماح لهم بالدخول لأرضية الميدان بالبطاقة المهنية فقط، دون الحاجة للحصول على إجازة مثلما هو معمول به حاليا.”

” سيارات الإسعاف غير مجهزة ولا وجود لقاعات علاج”

كشف بوراس عن حجم النقائص الموجودة في بطولات الأقسام السفلى و الفئات الصغرى، وقال في هذا الخصوص: “كل المباريات على هذا المستوى تجرى دون تواجد سيارات إسعاف طبية مجهزة، وتتم الاستعانة فقط بسيارات عادية لا يمكنها تقديم أي شيء في الحالات المستعجلة، وهذا أمر غير مقبول تماما، دون أن ننسى بأن كل الملاعب التي تحتضن اللقاءات لا توجد بها قاعات للعلاج، وللأسف فان لجنة تأهيل الملاعب لا تأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، وتكتفي بأمور مثل الأبواب و المخارج و المداخل الخاصة بالملعب، وغيرها من الشروط البعيدة عن الجانب الصحي، مما يتطلب مراجعة شاملة و تامة لهذا الأمر.”

“الملفات الطبية الورقية أكل عليها الدهر وشرب”

في موضوع النقائص دائما، والتي تبقى بحاجة للمراجعة، قال طبيب لازمو السابق: “التعامل بالملفات الطبية الورقية مع الهيئات المختصة أكل عليه الدهر وشرب، وبات حملا على الأندية، خاصة الصغيرة منها التي لا تملك الإمكانيات المالية لتجهيز ملف طبي وإداري يحتوي على 15 ورقة لكل لاعب، وتخيلوا مع تواجد حوالي 100 لاعب على الأقل في كل الأصناف بالنسبة لكل فريق، فهذا يتطلب ما لا يقل عن 1500 ورقة كأقل شيء، وهو ما اعتبره تبذيرا للأموال، في وقت هناك تقدم تكنولوجي لم تواكبه معظم أنديتنا.”

“ملأ البيانات يجب أن يكون الكترونيا”

عن الحل بالنسبة لهذه المشكلة، قال بوراس: “يجب إنشاء منصة رقمية عبر شبكة الأنترنيت، تتمكن من خلالها كل الفرق من ملأ بيانات لاعبيها الإدارية، وتحميل الملفات الطبية الكترونيا، وهذا سيخفض التكلفة بشكل كبير على الفرق، بالإضافة إلى أن الطريقة أسرع وأضمن، وعملية على كل المستويات، وهذا لا يتطلب الكثير من الجهد مثلما يحدث في الوقت الحالي.”

“بعض النوادي تستعين بمقاهي الأنترنيت”

كشف محدثنا قائلا أيضا: “لقد شاهدت بأم عيني بعض الفرق التي لا تملك الإمكانيات وليس لديها مقرات لفرقها تستعين بمقاهي الأنترنيت من أجل نسخ الملفات وإرسالها للجهات المعنية، وهي عملية تكلف حوالي 700 دج للاعب الواحد، وعليكم أن تحسبوا كم سيستلزم ذلك أموال تذهب هباءا منثورا، في ظل توفر الحلول التي ذكرتها سابقا.”

“سرية الملفات الطبية أمر ضروري”

عرج بوارس لنقطة مهمة تخص الملفات الطبية دائما، وأوضح بالقول: “ما هو معمول به هو ضرورة أن تكون الملفات الطبية للاعبين سرية، وهو ما كان في وقت سابق الطريقة المعتمدة، إذ كان الطبيب الخاص بالنادي هو المخول الوحيد لملأ المعلومات، لأنها تدخل ضمن السر المهني، فهناك معلومات عائلية خاصة تخض اللاعبين، ولا يجب لأي كان الاطلاع عليها، لكن للأسف تغيرت الأمور، وأضحى الكاتب العام هو من يتولى هذه المهمة.”

“اشتراط جهاز تنظيم ضربات القلب مجرد اخلاء مسؤولية”

عن التعليمة الجديدة الصادرة عن الرابطات بخصوص وجوب تواجد جهاز تنظيم ضربات القلب في كل الملاعب، وإلا فان الفريق المستضيف سيخسر النقاط الثلاثة، أوضح الطبيب بوراس بالقول: “هذا الإجراء في شكله ممتاز، لكنه يبقى نظريا فقط، وأنا اعتبره  اخلاءا و تهربا من المسؤولية فقط، فكيف سيتم استعمال هذا الجهاز و كل مباراة لا تعرف تواجد سوى طبيب واحد، هل هو قادر على القيام بإسعاف لاعب توقف قلبه بمفرده؟، وهذا دون وجود أي مسعفين مدربين و مكونين لتقديم يد العون للطبيب، كما أن حالات توقف القلب لا تحتمل الانتظار، ويجب أن تحضر سيارة الإسعاف في ظرف لا يتعدى 10 دقائق، لأن هناك إسعافات أخرى أكثر أهمية لا يمكن تقديمها في الملعب حتى ننقذ اللاعب من السكتة القلبية، وموت الفجأة.”

“بعض الأجهزة غير مطابقة للمواصفات”

قال بوراس أيضا: “حتى أجهزة تنظيم ضربات القلب التي توجد في بعض الملاعب هي غير مطابقة، فهي خاصة بشكل أساسي للمستشفيات، وليست متعلقة بالملاعب، لأن الأجهزة المستعملة في الملعب مغايرة، وتعمل بطريقة تقنية مختلفة، لكن لأحد يشير إلى هذه النقطة المهمة، وفي حال لا قدر الله حدث توقف للقلب سيكون من الصعب إسعاف اللاعب وقد يودي بحياته.”

“يجب توفير جهاز في كل ملعب وليس لكل فريق”

في ختام حديثه قال الهواري بوراس: “كان الأجدر على الجهات المعنية أن تشترط تواجد جهاز لتنظيم ضربات القلب في كل ملعب من الملاعب، لأن ذلك سيسمح باستعماله من طرف كل الفرق التي تستقبل أو تتدرب على مستوى هذه الملاعب، وليس اشتراطه على كل نادي، والذي يأخذه معه مع نهاية كل مواجهة ولا يظهر له أثر، وبالمختصر المفيد هناك الكثير من النقاط التي تحتاج لدراسة أكبر ولتقييم أفضل بعيدا عن القرارات العشوائية والارتجالية.”

حاوره: رامي. ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى