المحلي

العشب الطبيعي والإنارة يزيّنان المركب الأولمبي بوهران 

رغم تداعيات جائحة كورونا التي تعصف بالعالم أجمع، و أدخلت الجزائر و وهران في حالة طوارئ حقيقية، إلّا أن الأشغال بالمركب الأولمبي بحي بلقايد بوهران توشك على الإنتهاء، و هي سارية على قدم وساق من طرف الشركات المكلفة بالإنجاز و المؤسسات المناولة التي تسهر على إنهاء الأشغال تزاول نشاطها بشكل عادي مع احترام صارم للغاية لقواعد التباعد الاجتماعي وكل التدابير الوقائية المعمول بها في إطار محاربة انتشار وباء كورونا، حيث توشك أرضية الميدان على الإنتهاء من مرحلة وضع العشب الطبيعي، و الذي تشير كافة الأصداء أنه سيكون تحفة و مطابق تماماً لمختلف ميادين الملاعب العالمية من خلال آخر التقنيات و المعايير المعمول بها، و هذا ما أكدته الجهات الوصية منذ الرتوشات الأولى لهذه العملية، التي أعطت للملعب بعداً جمالياً في غاية الروعة، كما أن العشب الطبيعي للملعب، منح مؤشرات جد ايجابية، ببلوغه مرحلة جد متقدمة من النمو، بعد 39 يوما من زراعته، في انتظار وضع اللمسات الأخيرة حتى يكون جاهزاً. يذكر أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعبر موقعها الرسمي، ومختلف صفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي قد نشرت صوراً الأرضية الميدان مبديةً إعجابها الشديد بوتيرة الأشغال وتطورها في هذا الصرح الرياضي، الذي سيكون قبلة لمختلف مباريات المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم.

الإنارة الخارجية والخاصة بالمدرجات أصبحت جاهزة 

و في سياق تقدم الأشغال دائماً، فقد تم الانتهاء تقريباً من الأشغال المتعلقة بالإنارة سواء الخارجية أو تلك الخاصة بالمدرجات، و هذا بعد العملية التجريبية التي قامت بها الشركة المكلفة ليلة أول أمس، ما أعطى نظرة مختلفة عن هذا الصرح الرياضي الذي بدى في أبهى حلة ممكنة، خاصة في الجهة الخارجية و محيط الملعب، في انتظار وضع الأضواء الكاشفة في الميدان بعد تجريبه أيضاً، ما سيضيف لمسة جمالية على المركب، الذي سيحتضن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران صيف سنة 2021 و هو الملعب الذي ينتظر الوهرانيون و الجزائريون جاهزيته بفارغ الصبر، بالنظر إلى الإمكانيات المرصودة لتجهيزيه و المعايير المتطورة التي استخدمت فهي من أجل ضعه في خدمة الرياضة الجزائرية بصفة عامة.

السلطات حريصة على إنتهاء الأشغال في الآجال المحددة رغم تأجيل الألعاب 

و رغم اتخاذ السلطات الجزائرية قرارها النهائي حول مصير بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، في ظل هذه الأزمة التي يعيشها العالم من خلال انتشار وباء كورونا المستجد، الذي عجّل بإيقاف وتأجيل الكثير من النشاطات والمنافسات الرياضية، و اتفاق الحكومة على تأجيل هذه المنافسة إلى عام 2022، بعدما كان من المقرر أن تُنظم عام 2021، و طلب اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط كانت تأخير إقامة هذه المنافسة إلى عام إضافي، وهذا بعد أن تم تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو إلى شهر جوان 2021، بعدما كان من المقرر أن تنظم الصيف المقبل، حرصاً منهما على صحة الرياضيين من جهة، ومن جهة أخرى ضمان التحضير الأمثل لهم مع صعوبة تحقيق ذلك في الوضع الراهن الذي يشهده العالم، فإن السلطات الجزائرية لا تزال حريصة على إنهاء الأشغال و تسليم المركب الأولمبي و باقي المنشآت الرياضية المعنية باحتضان الطبعة 19 من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الآجال المحددة، و يتجلى هذا من خلال زيارة والي وهران السيد عبد القادر جلاوي الأخيرة التي قادته للمركب الأولمبي و المرافق الملحقة، على غرار القاعة متعددة الرياضات التي تتسع لنحو 6.000 متفرج والمركب المائي الذي تصل طاقة استيعابه لأكثر من 2.000 متفرج ويضم حوضين أولمبيين وثالث نصف أولمبي، و هو الذي كان مرفوقا بالمدير المحلي للتجهيزات العمومية للوقوف على مدى تقدم الأشغال، و رغم تداعيات الوباء الذي تعاني منه الجزائر و انشغال السلطات بالتصدي لهذا الوباء، إلا أن القائم الأول على ولاية وهران لا يزال يتفقد المشاريع الرياضية و يتابع باهتمام تطورات الأوضاع من خلال الزيارات الشبة يومية لمدير الشباب والرياضة الحاج شيباني لمختلف الأشغال، و هذا ما يدل على الحرص الكبير للدولة الجزائرية على تسليم كل الأشغال و المشاريع في آجالها المحددة، و هي التي كانت حريصة على تجاوز كافة العوائق الإدارية و المالية لوضع قطار تقدم الأشغال في السكة الصحيحة، و تسلم المرافق في آجالها المحددة و التي تم الإتفاق عليها سابقاً.

التأجيل سيمكن وهران من تقديم دورة من أعلى مستوى

ويهدف تأجيل الألعاب المتوسطية بعام كامل لإعطاء وهران  فرصة أخرى تسمح بتقديم طبعة مناسبة لهذه المنافسة، التي سيحتضنها ملعب وهران الجديد والذي يتم حالياً وضع آخر التجهيزات عليه، كما ستسعى اللجنة المنظمة بقيادة المدير العام و البطل الأولمبي السابق سليم إيلاس إلى ضبط كافة النقائص المسجلة من الناحية التنظيمية و الترويجية لهذا الحدث المتوسطي الكبير، و هذا من أجل وضع آخر الرتوشات و التجهيزات حتى تكون وهران في الموعد و تستقبل الدول المتوسطية في حضنها بأفضل طريقة ممكنة، كما أن تأجيل الألعاب سيعطي لإيلاس و هيئته لإعادة النظر في عدة أمور متعلقة بالجانب التنظيمي لهذا العرس المتوسطي، مع مضاعفة المجهودات لرفع التحدي و الإرتقاء بالتوقعات و الآمال لتقديم دورة يرسخها تاريخ الألعاب المتوسطية، و جعل دورة وهران معيار في تاريخ هذه الألعاب، مع تسجيل وهران و الجزائر لأسمائهم بأحرف من ذهب في سجلات الأحداث الرياضية الكبرى.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى