اللاعب الأنيق عادل بن حورية.. ضحى بموهبته الكروية وتمسك بتفوقه الدراسي

لاعب أنيق ومُتميّز بذهنية قوية وفعالية كبيرة وأخلاق راقية ، ثقته بنفسه تجعله على الدوام يلعب بأريحية وسُهولة ، يملك شخصية اندماجية مفتوحة تفرض عليه المُمارسة بروح المجموعة ، قُوّته على الميدان في لمس الكرة بانتظام والتحرّك بين زُملائه في كل النواحي وبشكل رائع ، مهاري وحاسم في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف خاصة في المُواجهات الصعبة ، نعم لا يوجد خطأ في الوصف غير أن هذه المُواصفات لم تصنع منه لاعبا كبيرا ضمن أحد النوادي الوطنية الكبيرة ، وبقي بموهبته وبراعته ينشط في مُستوى الهُواة ويستمتع بتألّقه في دورات الأحياء ومُباريات المناسبات .
والأمر الذي يُثير الدهشة والاستغراب أن هذا اللاعب المُبدع صاحب ال 25 سنة لم يضع يوما الكرة جُزء من طموحات وتمنياته ومُستقبله ، بل كان ومازال يعتبرها آخر اهتماماته وانشغالاته التي لا يجب تضييعها أو التهاون في أدائها على أكمل وجه ، وتفادى مُبكرا الاصطدام بواقع مُغاير ومرير يعبث بمعنوياته ويستهلك حيويته وإرادته ، إنه جوهرة الكرة المسعدية عادل بن حورية الذي يرفض أن يُعطي للرياضة من الوقت والجهد أكثر ممّا تستحقه ، لأنه لا يعتبرها سوى وسيلة لتقوية البدن وحمايته من الأمراض وتُتيح فرص اللقاء بالأحبة لتقاسم فترات من الترفيه والمُتعة ، وفي دردشة معه تحدّث عادل بقناعة وتفاؤل عن تجربته الناجحة في المجال الدراسي الذي حصد فيه العديد من الإنجازات والتشريفات .
وعن تفرّغه للشؤون والواجبات العائلية وما أكثرها ، مُؤكدا على أنه لم يشعر بالندم ولو للحظة بعد تفريطه في موهبته الكروية لأن رؤيته لذلك تختلف عن ما يراه الفاعلين في مُحيطه ، وبطاقة إيجابية توجّه عادل برسالة قوية إلى الجيل الناشئ الطامح لمشوار حياتي حافل ، مُختصر مُحتواها أن العلم هو المعيار الحقيقي للنجاح والسمو ، ولا يجب تجاهله أو اعتباره مسألة ثانوية بحُجة التعلّق والبروز في حقول أخرى ، فلا حرج في تطوير الهواية المفضلة ولكن ليس على حساب المعرفة .
وهذا يتطلّب انسجاما على المستويين الذهني والنفسي وبالمثابرة والعمل الجاد يُصبح كل شيء مُمكنا ، وفي ختام حديثه اعتذر النجم المسعدي من كل الذين خيّب رجاءهم كي يذهب بعيدا في مسيرته الرياضية ، حيث حاول أن يتحدّى نفسه لكي يُنجز ما تمناه الكثير من أصدقائه وأهله لكنه عجز ولم يقدر.
ذيب. ع