الموسم الحالي يجري في ظروف خاصة … الرابطة الوطنية لكرة القدم تؤهل 30 لاعبا في القسم الأول
سمحت الرابطة الوطنية لكرة القدم أندية القسم الأول بتأهيل 30 لاعبا، بدعوى أن الموسم الحالي يجرى في ظروف خاصة، من حيث ضغط المباريات، لكن هذا القرار له نقاط سوداء عديدة، كيف؟ أولا، في أغلب الأحيان تعتمد الأندية على مجموعة محددة من اللاعبين، لا تتعدى 17 أو 18 لاعبا في الموسم، لذا فإن عددا كبيرا من اللاعبين سيبقون عاطلين عن اللعب في أنديتهم، وفي المقابل لا يمكن أن تستفيد منهم فرق أخرى. كما أن وجود عدد كبير من اللاعبين الجاهزين في فريق واحد تحت تصرف المدرب يقلل من حظوظ إتاحة الفرص للاعبين الصاعدين من الفئات الصغرى، الأمر الذي يتعارض كليا مع شعارات الحديث عن التكوين، وتشجيع الاعتماد على اللاعبين الشباب. وأدى قرار الاتحادية إلى حالة كبيرة من التضخم، إذ جلبت بعض الأندية لاعبين فوق حاجتها، وهذا التضخم يثقل كاهل الفرق بالعقود، حتى لو كانت قادرة على تسديدها. ثانيا، عندما يشتغل مدرب في حصة تدريبية رفقة 30 لاعبا، نصفهم يعرفون مسبقا أن حظوظهم ضئيلة في اللعب، فإن ذلك يؤدي إلى نوع من التوتر في التدريبات، وغياب التركيز، كما تصعب مهمة المدرب في تمرير تعليماته إلى جميع اللاعبين. في أوربا، تشارك أندية عديدة في المسابقات القارية، ولديها لاعبون ينادى عليهم إلى المنتخبات الوطنية، وهناك أيضا انتشار لفيروس كورونا، لكن الاتحاد الأوربي يمنع على أي فريق تأهيل أكثر من 23 لاعبا. هذا هو الفرق.
تراجع في نزاعات الأندية
سجلت الإحصائيات تراجعا كبيرا في عدد النزاعات المعروضة على أنظار الرابطة الوطنية لكرة القدم، من50 نزاع في 2019، إلى40 نهاية موسم 2020.
وأرجع مصدر مسؤول هذا التراجع، إلى التشديد الذي مارسته الاتحادية ورقابتها على تعاقدات الأندية من خلال اشتراطها الحصول على ضمانات مالية مقابل الترخيص للاعبين الجدد. ودعت الاتحادية الأندية، إلى تسوية خلافاتها، قبل تأهيل اللاعبين الجدد، مما حدا بها إلى فك الارتباط ببعض اللاعبين بطريقة ودية ودون اللجوء إلى غرفة النزاعات. وارتفع عدد النزاعات داخل الاتحادية في المواسم الأخيرة بشكل مهول، باتت معه البطولة الوطنية مهددة بالإفلاس. وتساهلت الاتحادية مع ملفات النزاعات، ورخصت للأندية بإجراء الانتدابات في فترة الانتقالات، ما تسبب لها في أزمة مالية خانقة بعد حرمانها من المنح، ما دفع الاتحاد الدولي “فيفا” إلى تحذير الاتحادية، من تفاقم الوضع، ودعاها إلى منع بعض الأندية من التعاقدات، بسبب كثرة النزاعات المعروضة على أنظاره.
مهدي ع