بايرن ميونيخ و “السداسية”
توج بايرن ميونيخ بلقب كأس العالم للأندية والتي كان ختامها في قطر أمراً غير متوقع ، خاصة وان الفريق البافاري أظهر تفوقه وقوته وهيمنته في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ تولي هانز فليك تدريبه الموسم الماضي، حتى غدا سيداً أوحداً ليس للقارة الأوروبية فحسب، إنما في مختلف أرجاء العالم. وبغض النظر عن المستوى المتواضع الذي قدمه البايرن في قطر والذي لا يقارن على الإطلاق بما فعله ويفعله في أوروبا، إلا أن واقع البطولة والفارق الفني الكبير بينه وبين الفرق المشاركة، كان يقتضي ربما اللعب بحذر والفوز باللقب بأقل مجهود ممكن، وهو ما فعله لاعبو بايرن ميونيخ في المباراتين اللتين خاضهما أمام الأهلي المصري في دور الأربعة وتيغريس اونال المكسيكي في المباراة النهائية. من هنا يمكن الحديث عن السداسية التي حققها الفريق بقيادة فليك والتي قارنها البعض بما حققه برشلونة في العام 2009 بقيادة المدرب بيب غوارديولا، مع العلم أن الحكم على عدد الألقاب التي يحققها أي فريق، دائما ما تكون مرهونة بإشارات عن قوة غير اعتيادية تصف هذا الفريق أو ذاك، على الرغم من ان ثلاثة ألقاب من تلك السداسية لا يمكن مقارنتها بالدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا، حيث ان السوبر المحلي والأوروبي يحسمان من مباراة وكأس العالم للأندية من مباراتين. ليس هذا الكلام تقليلاً من الإنجاز الذي حققه بايرن ميونيخ هذا العام او الذي ظفر به برشلونة قبل 12 عاماً، إلا انه من المهم القول ان هيمنة الفريق البافاري على الألقاب الستة المتتالية جاءت بالدرجة الأولى نتيجة التفوق الفني على أرض الملعب والاداء الذي قدمه اللاعبون بقيادة هانز فليك واستحقوا معه التتويج بالألقاب الجماعية وكذلك الفردية التي هيمن عليها المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي. واذا كان من حق عشاق الفريق البافاري التفاخر بما حققه فريقهم، فإن من حق بعض المنتقدين أيضاً الحديث عن تلك السداسية بدءاً بقوة الدوري الألماني ومقارنته مثلاً مع الدوري الإنكليزي أو الإسباني حيث بايرن ميوينخ الفريق الأوحد والمهيمن على اللقب منذ ثماني سنوات وهو في طريقه للقب التاسع على التوالي. أما بالنسبة للقب لدوري أبطال أوروبا الذي توج به البايرن في العام الماضي، فإن المشككين بقوة الفريق البافاري يعتبرون انه لم يواجه فرقاً قوية باستثناء برشلونة الذي واجهه في مباراة واحدة وكان الفريق الكاتالوني في حال يرثى لها، في حين ان ليفربول وريال مدريد مثلا حققا اللقب قبل البايرن بمواجهات أقوى وأصعب، فمثلاً فاز الميرينغي بلقبه الأخير بعدما تخطى باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونيخ وأخيرا ليفربول في المباراة النهائية. ومع ذلك لا يمكن لأحد الإنتقاص من أحقية بايرن ميونيخ بكل ما حققه على يد هانز فليك، والتشكيلة الرائعة التي أظهرت للعالم كفاحاً وجدية وتألقاً منقطع النظير دون الالتفات الى الخصم المقابل، ويبقى الميدان هو الإمتحان الحقيقي لكل مشكك من أجل اثبات العكس.