بن عبد الله الهواري (مدرب حراس مرمى المنتخب المدرسي): “الصيام ليس عائقا لممارسة الرياضة”
مع حلول شهر رمضان، تتغير برامج تدريب الرياضيين، وخاصة حراس المرمى الذين يعتمدون بشكل كبير على التركيز، سرعة رد الفعل، والقوة البدنية. وفي هذا السياق تحدث بن عبد الله الهواري، مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني المدرسي في هذذا الموضوع. وتطرق محدثنا عن تأثير الصيام على الحراس، النظام الغذائي المثالي، أفضل توقيت للتدريبات، وطموحاته المستقبلية.
كيف يؤثر الصيام على أداء حراس المرمى؟
“الصيام صحة للإنسان، لكنه يؤثر على الأداء البدني إذا لم يتبع الحارس الطرق السليمة في التغذية والتدريب. الحارس يحتاج إلى سرعة رد الفعل، دقة في الحركة، تركيز عالٍ، وقوة تحمل، وكل هذا قد يتأثر إذا لم يتم تعويض السوائل والطاقة بالطريقة الصحيحة. لكن بالمقابل، يمكن للصيام أن يكون عاملًا إيجابيًا إذا التزم اللاعب بالنظام الغذائي السليم، لأنه يساعد في التخلص من السموم وتحسين اللياقة العامة.”
كيف تتعامل مع تدريب الحراس خلال شهر رمضان؟
“وضعت برنامجًا خاصًا ومخططًا مدروسًا لتدريب الحراس خلال الشهر الفضيل، بحيث نراعي مستوى الحمل التدريبي وشدة الأداء. لأن رمضان ليس شهر الحمل البدني العالي، بل يجب ضبط الإيقاع وفقًا لقدرة الحارس على التحمل في ظل الصيام. نركز في التدريبات على المهارات الأساسية مثل رد الفعل السريع، التمركز الصحيح، التعامل مع الكرات الثابتة، والتحركات الجانبية، مع تقليل الجهد البدني المفرط لتفادي الإرهاق.”
ما هو التوقيت الأمثل لتدريب الحراس خلال رمضان؟
“التوقيت المناسب للتدريب هو قبل الإفطار بساعة إلى ساعة ونصف، مع مراعاة أن تكون الحصة خفيفة، مركزة على الجوانب الفنية، وليس البدنية. الخيار الثاني هو بعد الإفطار بساعتين، حيث يمكن القيام بتدريبات أكثر شدة، ولكن مع ضبط الإيقاع لتفادي الإصابات أو الإجهاد العضلي. المهم هو عدم التدريب في الظهيرة، لأن الجسم يكون في حالة نقص كبير للطاقة والسوائل، مما يؤثر سلبًا على الأداء.”
ما هي أهم النصائح الغذائية لحراس المرمى في رمضان؟
“الغذاء هو المفتاح للحفاظ على الأداء، لذا أنصح حراس المرمى بالاعتماد على البروتينات والكربوهيدرات الصحية مثل الدجاج، السمك، البيض، الأرز، البطاطا، والشوفان لتعويض الطاقة، مع تناول الخضروات والفواكه التي توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. شرب الماء بكثرة بين الإفطار والسحور أمر ضروري لتجنب الجفاف، مع الابتعاد عن المشروبات الغازية أو المنبهة. من المهم تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تؤدي إلى الكسل والخمول، وأيضًا السكريات المصنعة التي تعطي طاقة لحظية لكنها تؤدي إلى هبوط سريع في النشاط.”
ما رأيك في تأثير السهر على أداء الحراس خلال رمضان؟
“السهر من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الرياضيون خلال رمضان، لأنه يؤثر على استرجاع العضلات، التركيز الذهني، ورد الفعل السريع، وهي أمور أساسية لحارس المرمى. النوم الجيد ضروري، وأوصي اللاعبين بتنظيم وقتهم، بحيث يحصلون على 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميًا، حتى لو تم تقسيمها بين الليل والقيلولة.”
ما رأيك في قرار الفاف لكرة القدم بتوقيف بطولات الفئات الشبانية خلال رمضان؟
“قرار صائب جدًا، لأنه يراعي صحة اللاعبين الشبّان، خاصة أن الصيام يؤثر عليهم أكثر من الكبار. كما أن شهر رمضان يتزامن مع فترة الامتحانات الدراسية، وبالتالي كان من الأفضل منحهم فرصة للتركيز على دراستهم، ثم العودة للمنافسة بطاقة جديدة بعد عيد الفطر.”
ما هي أهدافك المستقبلية في مجال التدريب؟
“أحلم بإنشاء أكاديمية متخصصة في تدريب حراس المرمى، تعتمد على منهجية علمية حديثة، وتستخدم التكنولوجيا في تطوير مهارات الحراس. كما أنني أسعى لتجسيد مشروع رياضي مبتكر، يساعد في إدخال التكنولوجيا إلى عالم كرة القدم الجزائرية، مما يسهم في تطوير مستوى الحراس محليًا ودوليًا.”
كلمة أخيرة…
“رسالتي للجميع هي نشر المحبة، التسامح، والتآخي، وأن نكون يدًا واحدة من أجل الوطن. كما لا ننسى أن ندعو لإخواننا في غزة، وأن نكون دائمًا في صف الخير والسلام. أشكر جريدة “بولا” على هذه الاستضافة، وأتمنى لها المزيد من النجاح.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي
