بن عومر سحنون (رئيس رابطة معسكر لكرة اليد): “لدينا قاعدة شبانية قوية رغم محدودية الإمكانيات”

تُعد كرة اليد واحدة من الرياضات التي تمتلك قاعدة جماهيرية قوية وطاقات بشرية واعدة في ولاية معسكر، لكنها تبقى تعاني في صمت. ولرصد واقع هذه الرياضة، وبرامج الرابطة الولائية، وما تشهده الساحة الرياضية من نشاطات ومبادرات رغم كل العراقيل، حاورنا بن عومر سحنون، رئيس رابطة معسكر لكرة اليد، الذي تحدث بكل صراحة عن وضعية الأندية، حجم النشاط، واقع التكوين، مشكل التمويل، ورهانات المستقبل.
بدايةً، كيف تقيّمون واقع كرة اليد حاليًا في ولاية معسكر، خاصة على مستوى الأندية الناشطة؟
“يمكن القول إن كرة اليد في ولاية معسكر تعرف حركية لا بأس بها مقارنة بالإمكانيات المتوفرة. على مستوى الفرق، لدينا مولودية سيق التي تنشط في القسم الأول (ب)، وهي تمثل الولاية في مستوى تنافسي معتبر. كما لدينا كل من المحمدية والأمير معسكر اللذين يلعبان في القسم الأول. أما فيما يخص الأندية النشطة ضمن البطولات الولائية التي تسهر عليها الرابطة، فتوجد أسماء معروفة ولها تقاليدها في اللعبة، مثل وفاق سيق، نصر تيغنيف، المركب الجواري الحشم، وادي الأبطال، اتحاد عين فكان ونادي حسين. هذه الأندية تنشط بانتظام رغم الظروف الصعبة، وتعمل على تكوين القاعدة الشبانية وضمان الاستمرارية.”
وهل تشهد البطولة الولائية انتظامًا في المباريات والنشاطات؟
“نعم، الحمد لله، البطولة الولائية تُجرى بشكل منظم بنظام ذهاب وإياب عبر مختلف الفئات الشبانية، ونحرص على احترام الرزنامة بقدر الإمكان، رغم بعض العراقيل التي تواجه الأندية أحيانًا على مستوى النقل أو القاعات. هذا التنظيم المستمر ساعد الأندية على الحفاظ على نشاطها وأتاح للاعبين فرصة الاحتكاك والتدرج في المستويات التنافسية”
وماذا عن عدد اللاعبين الشبّان في الولاية، وهل هناك اهتمام كافٍ بالفئات السنية؟
“في الحقيقة، لدينا قاعدة شبانية مميزة تشكل نقطة قوة لكرة اليد في معسكر. بلغ عدد اللاعبين المسجلين ضمن مختلف الفئات العمرية 726 لاعبًا. وهم موزعون على الفئات التالية: أقل من 11 سنة، أقل من 13 سنة، أقل من 15 سنة، أقل من 17 سنة وأقل من 19 سنة. هؤلاء اللاعبون يتنافسون في بطولة رسمية منتظمة بنظام ذهاب وإياب، ما يسمح لهم بتطوير مستواهم تدريجيًا. الهدف من هذه المنافسات هو ضمان الاستمرارية واكتشاف المواهب الواعدة، وهذا ما بدأنا نجني ثماره في السنوات الأخيرة.”
هل تملكون نية لتوسيع قاعدة الأندية المنخرطة؟
“بالتأكيد. من بين أولويات الرابطة العمل على زيادة عدد الأندية المنخرطة في البطولة الولائية، لأننا نطمح لأن تشمل كرة اليد كل بلديات الولاية، وليس فقط المدن الكبرى. الإمكانيات البشرية متوفرة والمواهب موجودة، فقط نحتاج إلى هياكل وأطر تنظيمية وإدارية لاستقطاب هؤلاء الشباب. لذلك نوجه دعوة مفتوحة لكل من يريد تأسيس نادي والانخراط في البطولة.”
ماهي أبرز العراقيل التي تعترض تطور كرة اليد في معسكر؟
“دون أدنى شك، أكبر مشكل يعاني منه قطاع كرة اليد في معسكر هو نقص الدعم المادي. الإمكانيات المالية المتوفرة سواء للأندية أو للرابطة تبقى محدودة جدًا، وهذا يعيق تنفيذ عدة برامج ومبادرات نخطط لها. نحن نملك المادة الخام من لاعبين، مدربين، حكام وحتى متابعين ومحبين للعبة، لكن غياب التمويل يحرمنا من تطوير هذه الطاقات. لذلك نطالب السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بدعمنا أكثر، لأن الرياضة بشكل عام، وكرة اليد بشكل خاص، تمثل وسيلة هامة لتأطير الشباب وتنشيط الحياة الرياضية والاجتماعية في الولاية.”
على الصعيد الفني، كيف تقيّمون مستوى اللاعبين والفئات الشبانية؟
“من الجانب الفني، الأمور مطمئنة جدًا. رغم كل العراقيل، نملك لاعبين مميزين وأندية تشتغل بجدية في الفئات الشبانية. على سبيل المثال، لدينا لاعب متميز جدًا وهو بيوض محمد، لاعب نادي وادي الأبطال، الذي ينشط مع المنتخب الوطني لأقل من 19 سنة. هذا اللاعب يُعد مفخرة لمعسكر، ودليل على أن العمل القاعدي موجود، بل هناك أسماء أخرى قادمة ستقول كلمتها قريبًا. نحرص دائمًا على متابعة هؤلاء اللاعبين، ومنحهم فرصًا للتطور من خلال البطولة المحلية والمشاركة في التربصات والمنافسات الوطنية.”
ماذا عن تكوين الحكام والمدربين، وهل تسعون لرفع عدد الكفاءات في هذا الجانب؟
“نعم، ملف التكوين من أولوياتنا. مؤخرًا، نظّمنا دورات تكوينية لفائدة الحكام، وتمكّنا من تكوين حكمان فدارليان وأربعة حكام جهويين، وهذا رقم معتبر بالنظر للإمكانيات. أما بخصوص المدربين، فغالبيتهم من أبناء الرياضة، وهم أساتذة مكونون في الجامعات والمعاهد الوطنية، ما يمنح البطولة المحلية مستوى فني محترم. نطمح لتكثيف دورات التكوين مستقبلا بالتنسيق مع الاتحادية، حتى نرفع عدد الكفاءات الفنية والتقنية ونعزز التأطير القاعدي للأندية.”
أخيرًا، ما هي أبرز أهداف الرابطة في المرحلة المقبلة؟
“هدفنا الأساسي هو مواصلة تنظيم البطولة الولائية بانتظام، والعمل على استقطاب أكبر عدد من الأندية المنخرطة. كما نطمح إلى رفع عدد اللاعبين الشبانيين ومواصلة تكوين الحكام والمدربين، إلى جانب إبراز المواهب الصاعدة ومنحهم فرصًا أكبر. لكن كل هذا يتوقف على مدى تجاوب السلطات المحلية والجهات المانحة. كرة اليد في معسكر تمتلك كل مقومات النجاح، فقط ينقصها من يأخذ بيدها ويدعمها لتحقيق الإقلاع الحقيقي.”
حاوره: نبيل شيخي