تزامنا مع الذكرى 12 لرحيله … تلمسان تستذكر مناقب “معلم” المدربين “بهمان”
احتضنت القاعة المتعددة الرياضات بالكيفان، عشية أول أمس الجمعة، حفلا تكريميا لعائلة المدرب السابق لوداد تلمسان الراحل عبد القادر بهمان تزامنا مع الذكرى الـ 12 لوفاته. الحفل نظم تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية تلمسان بالتنسيق مع جمعية الزيانيين لقدماء لاعبي الولاية. في حضور العديد من الوجوه الرياضة المعروفة على الساحة الوطنية، على غرار الدولي السابق علي بن شيخ، ثعلب المساحات يسعد بورحلي هداف وفاق سطيف، مهاجم شباب بلوزداد الأسبق فوزي موسوني، حسين مترف برقيقة، إضافة إلى عدة أسماء قد أشرف عليها الراحل بهمان سواء في وداد تلمسان أو إتحاد الحراش، مثل فؤاد بوعلي خريس، خير الدين بوزيان بن يامينة، لوكيلي داود سفيان والبقية. هذا وقد تم اجراء مقابلة استعراضية بين فريق قدماء لاعبي المنتخب الوطني وفريق قدماء نادي الزيانيين. تلتها مجموعة من التكريمات أبرزها تكريم عائلة المرحوم كرد جميل لما قدمه الراحل للكرة الجزائرية بصفة عامة والتلمسانية بصفة خاصة.
الإلتفاتة نالت الاستحسان
الالتفاتة نالت استحسان الجميع، بما أن المعلم عبد القادر بهمان لم ينل حقه عندما كان على قيد الحياة رغم تاريخه الحافل بالإنجازات في الكرة الجزائرية. إذ لم يلق ولا التفافة رمزية أومعنوية خلال أيامه الأخيرة من مسؤولي الكرة، من شأنها تخفيف ألام المرض عنه، ليغادر في صمت سنة 2010.
بهمان مسيرة حافلة من العطاء
ترك الفقيد وراءه مسيرة حافلة بالتتويجات وزخما هائلا من الإنجازات سواء كلاعب أو مدرب. حيث كانت بداية مشواره الرياضي مع فريق جيل تلمسان، أين تعلم أبجديات الكرة في هذا الفريق العريق خلال الفترة الاستعمارية. قبل أن يلتحق بصفوف به في موسم 1952-1953 لينتقل إلى راسينغ تلمسان سليل الوداد الحالي في عام 1959. في هذه الفترة تلقى الفقيد دعوة من المنتخب الوطني. هناك تحصل على لقب أفضل لاعب في الجهة الغربية. بعد أن ذاع صيته مع الخضر آنذاك أبدت العديد من الأندية اهتمامها به، والتي اختار من بينها ملاحة حسين داي الذي تقمص ألوانه لعدة مواسم وتوّج معه بلقب بطولة الجهوي ووصل معه إلى نهائي كأس الجزائر موسم 1966-1967. لكن السيدة أدارت وجهها له واختارت وفاق سطيف. بعدها كان اتحاد الحراش آخر فريق تقمص ألوانه حيث أنهى مسيرته كلاعب مع الكواسر، ليدخل ــ عمي عبد القادرـ عالم التدريب من بوابة الكواسر الذين قادهم إلى الفوز بلقب كأس الجزائر في موسم 1974 ضد فريقه الأصلي وداد تلمسان. ليصل مع الفريق في الموسم الذي بعده إلى النهائي مرة أخرى لكن الحظ في تلك المرة إبتسم لشبيبة القبائل، قبل أن يثأر شيخ المدربين في موسم 1977 ويفتك الكأس من الشبيبة. ليعود ويتولى العارضة الفنية لنصر حسين داي لمدة فاقت 16 سنة. أين ساهم في صقل عدة مواهب كان لها شأن في الكرة الجزائرية، على غرار الدولي السابق قندوز أو الناخب الحالي رابح ماجر، فرقاني، خديس والبقية. هذه الإنجازات جعلت الراحل يلتحف بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني سنة 1981، قبل أن يدرب العديد من الأندية، كفريقه السابق وداد تلمسان، وبعدها جمعية وهران، اتحاد العاصمة، وداد مستغانم ، اتحاد بلعباس، اتحاد مغنية وشباب بوقطب، أين ترك بصمته في هذه الأندية سواء في مجال التكوين أو التتويجات وإكتشاف المواهب.
الفقيد عرف بحسه الثوري
وبعيدا عن الرياضة فقد عرف المرحوم بحسه الثوري أين شارك في الحرب التحريرية على الاستعمار الغاشم تحت لواء صفوف جبهة التحرير الوطني. حيث تم اعتقاله من 1956 -1958 من طرف السلطات الاستعمارية بسب نشاطه الثوري على مستوى سجن أولاد ميمون. ثم نقل إلى سجن دار يغموراسن بالغزوات. هذا ويشهد له الجميع بصرامته وأخلاقه العالية ودوره في تربية الأجيال حتى خارج الملاعب. إذ كان يشدد على الاحترام والنظام داخله. كل هذه الأمور جعلت إسم المدرب القدير يبقى محفورا في ذاكرة الأجيال، ومرسوما بأحرف من ذهب في سجل الكرة الرياضية، على الرغم من أن رحيل الفقيد كان في صمت.
انطباعات
علي بن شيخ: ” لا لنسيان الكبار”
“في الحقيقة مبادرة جد رائعة، فالمرحوم بهمان واحد من المدربين الكبار الذين لهم فضل عظيم في تطور الكرة الجزائرية حيث أعطوا الكثير دون مقابل، لكن للأسف فرأينا أنهم عانوا التهميش خلال حياتهم وطالهم النسيان بعد الممات، ولهذا فيجب على المسؤولين أو الأطراف الفاعلة في الرياضة أن تعيد مجد الكبار، لا شيء إلا لتعريف الأجيال الحالية عليهم والاقتداء بهم، فهؤلاء المدربين من الأجيال السابقة يستحقون العرفان والتقدير لأنهم ضحوا كثيرا في سبيل الكرة”.
فؤاد بوعلي:” الشيخ بهمان هو من وجهني لعالم التدريب”
“في البداية يجب أن نترحم على مدربنا ونشكر كل من شارك في هذه المبادرة الطيبة التي استذكرنا من خلالها مناقب الراحل الذي له فضل كبير على جيلنا حيث تعلمنا معه مبادئ الكرة، وحتى فن التعامل مع الناس وأنا شخصيا دخلت عالم التدريب بفضله فهو أول مدرب اقتدي به وأعمل بنصائح لحد الآن”.
داود سفيان: “بهمان واحد من كبار المدربين “
“في البداية نترحم على الراحل عبد القادر بهمان الذي يعتبر رجلا من أحسن المدربين والمربين، بالرغم من أنني لم أتدرب تحت يده إلا أنني سمعت عنه الكثير من زملائي، لما كنت في وداد تلمسان فهو قدوة للاعبين عملا وخلقا، ولهذا فأظن أن القائمين على المبادرة يستحقون الشكر لأنهم استذكروا واحدا من كبار المدربين كما نتمنى أن يتم اعادة مثل هذه المبادرات مع شخصيات رياضية أخرى والتي لم تأخذ حقها من جميع النواحي “.
ياسين
