فتح رئيس الإتحادية الجزائرية للملاكمة، فرحات فزيل، قلبه لجريدة بولا في هذا الحوار المثير، عقب النتائج الباهرة التي حققتها الملاكمة الجزائرية والتتويج بكأس إفريقيا في مابوتو بالموزمبيق، مع سيطرة تامة لمختلف الأوزان، ليضاف هذا إلى ما حققه الملاكمون الجزائريون في ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 وألعاب التضامن الإسلامي، فزيل تحدث عن السر وراء هذا التألق الكبير والحملة الكبيرة التي تطاله من قبل أشخاص كان هو وراء تنحيتهم من محيط الملاكمة حسب ما أكده لجريدة بولا.
بداية شكرا على قبول إجراء هذا الحوار، وهنيئاً لكن على النتائج المحققة في كأس إفريقيا.. كيف تعلق على النتائج المحققة في كأس إفريقيا؟
“هي نتائج تاريخية حقاً، مرتبة أولى قارياً في الإناث، وحسب الميداليات حسب الفرق وضمن 28 دولة الجزائر حققت المرتبة الأولى والنتائج هي من تتحدث عن نفسها، كأس إفريقيا في الجزائر والحمد لله.”
صراحة، هل كنتم تنتظرون تحقيق تلك النتائج؟
“في تصريحاتي الصحفية الأخيرة، كنت طلعت للحفاظ على النتائج التي حققناها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، رغم أننا جددنا الفريق والطاقم الفني مشكور للغاية بعد قبوله أن يسير وفق المنهجية التي اعتمدتها بخصوص المشاركة بالمنتخب الشاب (أقل من 22 سنة) الذي حضرناه طيلة عام بخوض عديد التربصات داخل وخارج الوطن. قررنا المشاركة به في بطولة إفريقيا رغم أنه كان مرشح للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط قبل أن نقرر المشاركة بالمنتخب العسكري الذي حققنا به تلك النتائج.”
كيف جرت التحضيرات لهذا الموعد؟
” التحضيرات للبطولة الإفريقية جرت بتربص واحد كان في سرايدي، لكن العمل المتواصل كان منذ سنة كاملة منذ وصولنا لهذا المنصب عملنا على تشبيب الفريق بملاكمين أقل من 20 سنة، و ليكن في العلم أنه و منذ وصولي للإتحادية يمكن القول أنه لم أجد منتخب أو منتخب بملاكمين اقتربوا من التقاعد ونشكرهم على كل ما قدموه للملاكمة الجزائرية، و كان من المفروض على المسؤولين السابقين رفع سقف الطموحات و العمل على التتويج في سنوات 2022/ 2024، لكن هذا لم يحدث، ما جعلنا نصادف العديد من المشاكل و بعض الأطراف تعمل على تحطيم رئيس الإتحادية لأغراض شخصية فقط، و ليس لصالح الملاكمة الجزائرية، أنا أتحدى أي شخص من هذه الأطراف أن يكون يملك برنامج لفائدة الفن النبيل الجزائري، بل هم من عملوا على تحطيم الملاكمة في الجزائر و كانوا معاقبين من طرف وزارة الشباب و الرياضة، لكن نحن سنواصل العمل بكل إرادة و الميدان هو من يتحدث، الحمد لله أننا حققنا إنجازات لم تتحقق منذ سنة 2000،تحصلنا على بطولة عالمية بمداليتين، المرتبة الأولى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط و المرتبة الأولى أيضا في القارة الأفريقية رغم أن جددنا الفريق لكن الجزائر قوية دائماً و أبداً.”
الملاكمة الجزائرية عادت بقوة للساحة الدولية، ما السر وراء ذلك؟
“السر ليس لا في الرئيس ولا في المكتب ولا في المدربين أو التقنيين، السر في الشباب الذي نختاره والتوعية التي نقوم بها، كما أننا طهرنا محيط الملاكمة من الناس التي كانت تضر بهذه الرياضة ولو بنسبة قليلة، حمينا المنتخب والإتحادية وكنا نعلم أن بعض الألسنة ستتكالب علينا ولكن رؤيتنا غير رؤيتهم، نحن نعمل على رفع الراية الوطنية، وهدفنا هو عودة الملاكمة وعودة أيام موسى، علالو، مجهود وآخرون، كما نأمل أن يكون أبناء هذا الجيل مثل الأبطال السابقة.”
تشبيب المنتخب الوطني يؤكد أن هدفكم العمل على المدى البعيد والسيطرة القارية لسنوات قادمة، أليس كذلك؟
“التشبيب بدأ منذ انتخابي على رأس الإتحادية وسيكون متواصل دائما، لن يكون هناك أي احتكار لأي وزن وأفضل ملاكم هو من سيمثل الجزائر لأن الجزائر تملك خزان هائل من المواهب، والملاكم الجزائري إذا وحد الاهتمام والحوار والمصلحة العامة للملاكمة الجزائرية، سنتقدم دون تأكيد ونرفع الراية الوطنية عالياً ونتغلب على كل الصعاب.”
كيف تقيم فترة توليكم رئاسة إتحادية الملاكمة؟
“الاجابة على هذا السؤال صعبة، منذ تولي المنصب وأنا أحاول أن أغير، والأشخاص الذين أبعدتهم يتكالبون علي ويتهمونني حتى في شخصي، وللأسف في الرياضة الجزائرية اليوم أشخاص لا يريدون سوى مصالحهم الشخصية حتى على حساب تشويه صورة الناس، لكن كل هذا يعطينا الكثير من العزيمة من أجل مواصلة العمل.”
كيف تعلق على عودة الاهتمام الجماهيري برياضة الملاكمة مؤخراً؟
“ليس عودة الجماهير، وإنما الجمهور الجزائري ملاكم بطبعه ومتعلقة بهذه الرياضة منذ القدم، أتذكر أنني كنت أرى كل قاعات الملاكمة في نهاية الأسبوع سنوات السبعينات والثمانينات ممتلئة عن آخرها، وهذا ما نسعى لإعادته مجددا كما أننا نهدف إلى تنظيم بطولة قارية أو دولية أو إقليمية في الجزائر في الأشهر المقبلة.”
كلمة أخيرة لختام الحوار..
“أحيي كل من وقف إلى جانبي و ساندني، أحيي الملاكمين، المدربين، المدير التقني، أعضاء المكتب التنفيذي، كل أعضاء الجمعية العامة الواقفين معي، هدفنا يبقى دائما تشريف الراية الوطنية، فإذا قدمنا أنفسنا من أجل الانتخابات و عملنا كمتطوعين هدفنا هو الوطن أولا و قبل كل شيء، فإذا رأيت نفسي لا أقدم أي شيئ رغم كل المشاكل لكنت قد انسحبت و استقلت من هذا المنصب الذي أدى بي إلى مشاكل صحية و عائلية، لكن أعلم أنني قادر على تحقيق الكثير و حققت الحمد لله، ” سأختم كلامي بمقولة ‘ لا يطعن في سمعتك إلا من أراد أن يكون مثلك و لم يستطع.” شكرا جزيلا لكم على هذا الحوار.”
حاوره: خليفاوي مصطفى