حوارات

زكرياء جبور (خبير فني في كرة القدم):  “إنشاء رابطة وطنية لتسيير منافسات الفئات الصغرى أمر ضروري”

تطرق زكريا جبور و هو خبير فني في كرة القدم لواقع سياسة التكوين القاعدي المنتهجة بالنسبة للفئات الصغرى ، مشددا على أن الحب يكمن في تفعيل التنسيق بين المديرية الفنية للاتحادية و مختلف المديريات الفنية داخل الأندية ، ومؤكدا أن العمل القاعدي اليوم صار اختصاصا قائما بذاته و ليس اختصاصا تكميليا فقط للمنظومة الكروية داخل النادي ، وقدم الخبير الفني عدة اقتراحات أبرزها انشاء رابطة وطنية مسؤول عن منافسات الفئات الصغرى و هذا من أجل تطوير الجوانب الفنية و التكوينية، وكذا وضع أسس تنظيمية قائمة على مناهج احترافية بعيدا عقلية الهواة التي تغلب عليها في الوقت الحالي.

 في البداية ما تقييمك للعمل القاعدي المنجز حاليا في كرة القدم الجزائرية؟

“يجب أولا وضع دراسة معمقة للوضع العامة للتكوين القاعدي ، على صعيد التسيير و الحوكمة في هذا المجال ، فضلا عن برنامج التدريبات ، السؤال المطروح من يدرب هؤلاء المواهب و ماهي الصفات التي تتوفر فيهم ، فتدريبات الفئات الصغرى تخضع لشروط معينة ، سواءا على صعيد الملاعب و العتاد  البيداغوجي و حتى برنامج التدريبات ، ناهيك عن علاقة النوادي في هذه  الفئات مع المؤسسات التربوية و المدارس و المتوسطات و الثانويات ، زيادة على توفير آليات مراقبة العمل المنجز في هذه الفئات.”

 ما هي الإستراتيجية الأمثل في نظرك للعمل على صقل مثل هذه المواهب؟

“السؤال المطروح لتقييم الوضع عند الفئات الصغرى ، هو ما هي نظرة المشرفين على كرة القدم الجزائرية بصفة عامة لهذه الفئة و خاصة المديرية الفنية للاتحادية لأنها هي العقل المدبر لتسيير ذلك،  و الحل للنهوض بهذه الفئات ينطلق بتكوين المكونين أولا و توفير الإمكانيات الضرورية لتكوين النشأ ماديا و بشريا ،يجب أن لا يكون العمل القاعدي مرتبطا بنتائج نهاية الأسبوع فقط ، بل بتقييم منطقي لبرنامج العمل على عدة جوانب ، كما يجب أن يكون تنسيق بين الرياضة المدرسية و المؤسسات التربوية و الأندية ، من أجل وضع برنامج خاص و أقسام خاصة لهذه المواهب للتوفيق بين المشوار الدراسي و الرياضي ، و المعضلة التي تواجهنا كثيرا ، ما هو مصير هؤلاء الشباب بعد التدرج في جميع الفئات، لأنه ليس بإمكان الجميع اللعب في الفريق الأول و عليه من الضروري وضع صيغة قانونية تسمح بإعارة هذه المواهب للفرق الهاوية في القسم الثاني و الثالث، والحل الذي أراه مناسبا يكمن في تأسيس رابطة وطنية للشباب.”

ما سبب عدم تأهل منتخبي أقل من 17 سنة و 20 سنة للمواعيد القارية؟

“الهدف من تأسيس منافسات قارية عند فئة أقل من 17 و أقل من 20 سنة ، هو لتقييم العمل القاعدي في كل بلد ، حتى نكن صرحاء ، نحن لم نتأهل إطلاقا إلا إذا نظمنا هذه الدورات ، للأسف المنظومة الكروية للفئات الصغرى عاجزة على تقديم عمل و برنامج يؤهلها لكؤوس أمم إفريقيا ، مثلما صرحت آنفا من الضروري العمل و تسيير خاص للفئات الصغرى على صعيد الفرق و الأندية قبل الوصول للمنتخبات و الحل من وجهة نظري هو إنشاء رابطة وطنية للشباب.”

 و ماذا عن  المعايير المعتمدة لاختيار مدرب له الكفاءة في الفئات الصغرى؟

“داخل النوادي و في مختلف الفئات ضروري انتقاء و اختيار مكونين و مربيين بالدرجة الأولى ، العارفين بخبايا كرة القدم و في إفريقيا ككل تكاد تنعدم هذه الفئة ، حتى المنتخبات المتطورة في إفريقيا على مستوى هذه الفئات تنتدب مدربين مكونين من أوروبا ، وليس هناك تواصل بين المديرية الفنية للاتحادية و المدربين المشرفين على الفئات الصغرى ، فكيف سننهض بالمدرب المكون و اللاعب ، مثلا أن شخصيا نلت شهادة كاف “أ” سنة 2012 و خلال مختلف تجاربي داخل الوطن لم يكن هناك أي تنسيق أو تواصل مع المديرية الفنية، و أتمنى أن تتغير الأمور إلى الأحسن و يكون هناك تنسيق و تواصل مع مختلف الجهات المشرفة على الفئات الصغرى.”

ما رأيك في الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوروبا بالنسبة للمنتخبات الوطنية للفئات الصغرى ؟

“لا أحد يشكك في وطنية أبناءنا خارج الوطن ، أرى أنه للاعتماد على اللاعب المحلي  يجب أولا توفير  الأرضية الخصبة له للتألق و التكوين الحسن ، ومن ثم نفكر بتدعيم صفوف المنتخبات الوطنية بعناصر تنشط في أوروبا في المناصب التي نحتاجها ، و التنسيق بينهم يأتي بالتربصات المكثفة ، لكن خلاصة القول تطوير كرة القدم عند الفئات الصغرى يحتاج لإرادة حقيقية من المسؤولين على كرة القدم الجزائرية.”

بماذا تريد أن تختم؟

“ما عساي الا القول بأننا لازلنا غير مؤهلين للحديث عن تكوين ممنهج و محترف و ذو معايير عالمية، رغم وجود محاولات من أندية لديها أكاديميات في هذا الجانب الا أن الحصاد العام يعتبر شحيحا للغاية بالنظر الى ما تتمتع به بلادنا من إمكانيات و مواهب يشهد لها لكنها تحتاج للتأطير الصحيح، وهنا يأتي دور النوادي و الاتحادية للقيام بعمل منسق يضمن الجودة، وأنا أتمنى شخصيا أن تمنح الفرصة للكفاءات سواءا المحلية أو الأجنبية المختصة في التكوين، والتحلي بالصبر لبضعة سنوات من أجل جني ثمار العمل القاعدي، مع توفير كل الإمكانيات بطبيعة الحال، ويبدو الأمر صعبا في ظل الجو العام الذي يخيم على أجواء كرة القدم الوطنية و التي تحتاج لإعادة هيكلة عميقة و جدية.”

حاوره: رامي.ب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى