سليماني قدم تنازلات مالية من أجل العودة إلى لشبونة
قدم الهداف التاريخي للمنتخب الوطني الجزائري، إسلام سليماني، درسا جديدا بخصوص الوفاء للمنتخب الوطني، بعد انضمامه إلى نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي قبل غلق سوق الانتقالات الشتوية. وقرر سليماني العودة إلى فريقه السابق، بعد فسخ عقده مع نادي أولمبيك ليون الفرنسي بالتراضي، وسيدافع الدولي الجزائري عن ألوان نادي العاصمة البرتغالية لمدة موسم ونصف، قابلة للتمديد لموسم إضافي. وقام نجم نادي ليستر سيتي الإنجليزي السابق بالعديد من التنازلات المالية من أجل الانضمام إلى سبورتينغ، لرغبته في العودة أكثر قوة مع منتخب الجزائر واستعادة حسّه التهديفي المتأثر بمشاركاته المتذبذبة مع أولمبيك ليون، وهو يدرك أهمية ذلك قبل مواجهة الجزائر والكاميرون في الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم. واختار سليماني منح الأولوية لمنتخب بلاده على حساب مصلحته الشخصية، بما أنه رفض عروضا خليجية مغرية من الناحية المادية وفضّل عرض بطل البرتغال، رغم أنه يساوي نصف الراتب الذي كان يحصل عليه في ليون، وسيتلقى هداف الدوري الجزائري السابق راتبا سنويا يقدر بـ1.6 مليون يورو، وهو أقصى ما يمكن لسبورتينغ تقديمه لنجمه السابق.
أصر على البقاء في المستوى العالي خدمة للمنتخب
وكان موقف إسلام سليماني بمثابة الدرس القاسي لزميله السابق في منتخب الجزائر، آندي ديلور، المغضوب عليه منذ مطالبته بمنحه فترة راحة دولية للتركيز مع فريقه الجديد نيس الفرنسي، ما دفع المدير الفني لـ”محاربي الصحراء” جمال بلماضي، إلى استبعاده نهائيا من حساباته الفنية، على اعتبار أنه يرفض مثل هذه المساومات. واختار ديلور، عندما قرر منح الأولوية لناديه الفرنسي على حساب منتخب بلاده، الجانب المادي أكثر من أي شيء آخر، لأنه غادر فريقه السابق مونبلييه بسبب العرض المالي المغري المقدم من نيس، قبل أن يتمادى في تصرفاته بالمطالبة بـ”إراحته” لفترة معينة من الدفاع عن ألوان منتخب الجزائر حتى يركز مع النادي الذي يدفع له أموالا مجزية. ويأتي خيار إسلام سليماني ليؤكد تعلقه القوي بالجزائر ومنتخب بلاده، وهو الذي كان قد أثبت ذلك في العديد من المرات على عكس آندي ديلور، الذي تعرض لانتقادات لاذعة من طرف الجماهير الجزائرية، التي ستعقد دون شك المقارنة بينه وبين سليماني لإثبات الفوارق الكبيرة بين اللاعبين بخصوص تعلقهما بمنتخب الجزائر. وحيّت الجماهير الجزائرية، بقوة، قرار سليماني بالانتقال إلى نادي سبورتينغ، لأنها تدرك جيّدا حجم التضحيات المادية التي قام بها من أجل ضمان مكانته في المنتخب الجزائري، واستعادة مستوياته الفنية المعروفة للمساهمة في تحقيق هدف التأهل إلى كأس العالم بقطر، والمشاركة بعدها في هذا الحدث التاريخي للمرة الثانية في مشواره الكروي.
خليفاوي مصطفى