زوار عبد الحليم (مدرب أواسط وفاق بير الجير): “العمل الجاد والإنضباط هما مفتاح البطولات”
في إطار متابعتنا للطاقات التدريبية الصاعدة في الساحة الكروية الجزائرية، كان لنا هذا الحوار الخاص مع المدرب زوار عبد الحليم مدرب أواسط وفاق بير الجير الذي خاض مسيرة كلاعب في عدة أندية، قبل أن يطرق أبواب التدريب ويحقق نجاحات لافتة في الفئات الشبانية، وصولًا إلى قيادته لفريق أواسط بير الجير في الدوري الجهوي. بين محطات الماضي وتحديات الحاضر وطموحات المستقبل، يحدثنا عن فلسفته الكروية، أهدافه، وعلاقته بالفريق، في حوار شيّق مليء بالتفاصيل.
كيف كانت مسيرتك كلاعب كرة قدم؟
“مسيرتي كلاعب بدأت من حب وشغف كبيرين بكرة القدم، حيث لعبت في عدة أندية، من بينها فئة الأصاغر لنادي شباب تاوڨريت، ثم انتقلت إلى الفريق الثاني لفئة الأشبال لجمعية الشلف، قبل أن ألتحق بفريق أواسط حي بن سونة. كل هذه التجارب منحتني خلفية مهمة عن أجواء الملاعب وطبيعة التدرج الكروي، وهو ما ساعدني لاحقًا في فهم عقلية اللاعب الشاب من الداخل.”
كيف كانت بداية مشوارك التدريبي؟
“أول تجربة تدريبية لي كانت ضمن الرياضة المدرسية سنة 2011، مع صغريات متوسطة بايزيد قدور بالشلف، وهناك حققت معهم إنجازًا مهمًا بالتتويج بالبطولة الوطنية للرياضة المدرسية بولاية سطيف في نفس السنة. بعدها انطلقت في مشواري مع أكاديمية الظهرة بالشلف من 2011 حتى 2014، ثم واصلت مع عدة فرق في مختلف الفئات، وصولًا إلى مولودية وهران، أين أشرفت على الأصاغر والأشبال وفئة أقل من 14 سنة، قبل أن أنتقل إلى جمعية عين الترك وأحقق معها عدة بطولات، خاصة في المواسم الأخيرة.”
كيف جاء قبولك لعرض تدريب أواسط بير الجير؟
“قبولي لعرض بير الجير كان نابعًا من رغبتي في خوض تجربة جديدة في الدوري الجهوي، حيث أرى أن هذه المحطة ستعزز مسيرتي كمدرب، وتفتح لي آفاقًا أوسع للعمل مع مجموعة جديدة من اللاعبين، وتحديات مختلفة عن تلك التي اعتدت عليها.”
ما هي الفلسفة الكروية التي تعتمد عليها؟
“الفلسفة التي أؤمن بها هي كرة شاملة تعتمد على اللعب الجماعي قبل كل شيء، لأنني أرى أن الفريق القوي هو من يتكامل لاعبوه ويطبقون أفكار المدرب ككتلة واحدة، وليس من يعتمد على فرديات فقط.”
كيف تقيّم مستوى اللاعبين الحاليين؟
“المستوى العام مقبول، وهناك خامات جيدة، لكن من الطبيعي أن توجد بعض النقائص. نحن نعمل على تداركها مع مرور الوقت، لأن هدفنا هو الارتقاء بالمجموعة إلى مستوى أفضل فنيًا وبدنيًا وتكتيكيًا.”
ما هي نقاط القوة التي لاحظتها في اللاعبين؟
“أهم ما لفت انتباهي هو الإصرار والعزيمة التي يمتلكونها، والرغبة الكبيرة في تعويض ضياع اللقب الجهوي في الموسم الماضي، وهذا الحافز الذاتي يعدّ من أبرز مفاتيح النجاح.”
وماذا عن الانسجام بين اللاعبين؟
“هناك انسجام نسبي، لكن بحكم وجود لاعبين جدد، فإننا بحاجة للعمل أكثر على هذا الجانب. فالانسجام هو الأساس لتطبيق أي طريقة لعب بشكل جيد، لذلك سنمنح وقتًا أكبر لهذه المسألة في التدريبات.”
كيف ترى مستوى التطور في التدريبات حتى الآن؟
“لاحظت تطورًا واضحًا خاصة في العمل المدمج بين الجوانب الفنية والبدنية، لكن بحكم قلة الحجم الساعي للتدريبات، نحتاج لتركيز أكبر على الجوانب التكتيكية والبدنية، مع عدم إغفال باقي الخصائص المهمة في بناء اللاعب.”
برأيك، أيهما أهم الخطط أم تشكيل فريق تنافسي؟
“في ظل المنافسة القوية، أؤمن أن تشكيل فريق تنافسي يأتي قبل الخطط، لأن أي خطة تحتاج إلى لاعبين قادرين على تنفيذها بروح قتالية عالية، ولهذا أعتمد على الكرة الشاملة كأساس، مع تطوير إمكانيات اللاعبين بشكل مستمر.”
ما مدى أهمية الانضباط بالنسبة لك؟
“الانضباط بالنسبة لي هو العمود الفقري للفريق. إذا غاب الانضباط، تغيب الروح والإصرار، وتظهر اللامبالاة. لقد تحدثت مع اللاعبين بوضوح عن هذا الجانب، وكل واحد منهم واعٍ تمامًا بمسؤوليته. الأخطاء غير مقبولة، والكل مطالب بأن يكون عند مستوى تطلعات المدرب والفريق.”
ما هي رسالتك للاعبين الجدد والصاعدين؟
“رسالتي واضحة في صنف الأواسط أنت تعتبر لاعب أكابر مقارنة بالأشبال والأصاغر. يجب أن تدرك أن فريق الأواسط هو البوابة الرئيسية نحو الأكابر، لذا عليك أن تكون جادًا في التدريبات والمباريات، وتضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار.”
كيف تحفز اللاعبين خلال المباريات؟
“أعمل دائمًا على إبقاء اللاعب مركزًا في المباراة مهما كانت النتيجة، وأزرع فيهم روح الفريق والمغامرة، حتى يترسخ لديهم الهدف المشترك ولا يفقدوا الحافز.”
كيف تقيّم تجربتك الأولى في هذا المستوى؟
“هدفي الأول هو بناء فريق تنافسي لفريق الأكابر، أما البطولة فهي تبقى هدفًا سنسعى لتحقيقه بكل ما نملك، لكن الأهم بالنسبة لي هو إعداد قاعدة قوية للمستقبل.”
ما هو حلمك على المدى البعيد مع الفريق؟
“أطمح أن أكون عند حسن ظن الطاقم الإداري والفريق والمنطقة ككل، وأن نحصد بطولات ونحقق إنجازات تليق بتاريخ النادي وطموحاته.”
هل يبقى هدف البطولة أولوية بالنسبة لك؟
“نعم، البطولة تبقى هدفًا مشروعًا ومطلوبًا، لكنني أضع نصب عيني تكوين فريق قوي ومنافس على المدى البعيد، لأن الاستمرارية أهم من الفوز المؤقت.”
كيف تصف علاقتك مع إدارة الفريق؟
“العلاقة ممتازة، وهناك تفهم كبير من طرف الرئيس والطاقم الإداري، وهذا سهل علي المهمة وجعلني أركز على عملي الفني بشكل أكبر.”
ما هي رسالتك الختامية للجميع؟
“رسالتي واضحة العمل الجاد والانضباط هما مفتاح البطولات، وبدونهما لا يمكن لأي فريق أن يحقق أهدافه، مهما امتلك من مهارات أو مواهب.”
كلمة أخيرة…
نشكر جريدة بولا وكل الطاقم المرافق لها من صحفيين، والشكر الجزيل لرئيس فريق وفاق بير الجير و الطاقم الاداري له و المدربيين على تعاونهم معنا كما بدوري لا انسى كل الطاقم الاداري والتدريبي لفريق جمعية عين الترك الذي هو بصمة نجاحي.”
حاوره: سنينة. م




